هدير الصمت .. خديجة شريف

علامَ السؤالُ وفيم الجوابُ

إذا كان صمتى يشقُ السحابَ

وفيمَ الكلام الذي لم أقلهُ

وأهدرتُ فيه السنينَ اِحتسابا

وفيمَ التسترُ خلفَ الخشوعِ

ونفسي تثور بزهدٍ تغابي

وفيمَ التلاعبُ بالمفرداتِ

إذا كان قلبي يموجُ اصطخابا

وفيمَ اللجوءُ إلى الاعترافِ

وصفحةُ وجهي تخطُ الجوابَ

وفيمَ التمني وكل الأماني

تذوب أمامي وتخشى اقترابا

وفيمَ التعلقُ بالمستحيلِ

إذا كان ماء الغدير سرابا

وفيمَ النحيبُ إذا كانَ دمعي

أنابَ الفؤادَ لعمري، انتحابا

وفيمَ التحفظُ والموج يعلو

ويكشف عني وعنه النقابا

وفيمَ التسامح في حق عمرٍ

ليهدي الحياة لقلبٍ تصابى

وفيمَ التغاضي عن القول دوماً

إذا كانَ صدرُ الليالي رحابا

وفيم الدموعُ لقرب اللقاءِ

إذا كان دمعى لجرحي عذابا

وفيمَ التصدي وعلمُ الوصول

أطار الجواب يحل العقابا

وفيم التملق والمعطيات

تكادُ تهيلُ على الترابا

وفيمَ التراجعُ والعمر يمضي

وفي راحتيه احتسبت الشبابا

وفيمَ العذاب وصمتي نذيرٌ

إذا ما تفجَّر شقَ الإهابا

وفيمَ التجني إذا كان كلٌ

ليوم الحساب سيلقى حسابا

ففيم السؤال ولي في الجوابِ

ردود تثير عليكَ انقلابا

خشيتُ الملامة حتى طوتني

واُسْقِيتُ فيها همومي شرابا

وأطفأتُ فيها شموع الليالي

لدمعٍ يذيب الشموعَ انسكابا

فدع عنك هذا السؤال ودعني

لعلي بصمتي أصدُ الخرابا