رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة قيادي بالجماعة الإسلامية.. قاتل «فرج فودة» من الفضائيات إلى الموت بصفوف «داعش»

القيادي أبوالعلا
القيادي أبوالعلا عبدربه

عندما سألت هيئة المحكمة أبوالعلا عبدربه قاتل فرج فودة عن سبب اغتياله له، أجاب:« لأنه كافر»، وعندما سُأل كيف عرف أنه كافر؟، قال:«من كتابته»، وعند سؤاله: هل قرأت كتب فرج فودة؟، رد: «لا لم أقرأها لأنني لا اقرأ ولا أكتب».. كان هذا المشهد الذي عُرف به أبوالعلا عبدربه عضو الجماعة الإسلامية، والذي نفذ اغتيال المفكر المصري فرج فودة.


كان أبو العلا عبدربه أحد رجال الجناح العسكري في الجماعة الإسلامية، وفي عام 1986 صُدر أليه أمر باغتيال الكاتب فرج فودة، بعد تكفيره بسبب آرائه ومقالاته عن الحرية والعلمانية في مصر، واستعد «عبدربه» لهذا الأمر، ونفذ عملية الاغتيال مع اثنين من عناصر الجماعة الإسلامية؛ إلا أن قوات الأمن تمكنت من القبض عليه،  وتم الحكم عليه، بالأشغال الشاقة المؤبدة، كما تبين تورطه في  قضية أحداث إمبابة والمواجهات مع قوات الأمن فى تسعينات القرن الماضى، وحكم عليه بالسجن 15 عامًا آخرين.


ظل «عبدربه» حبيس جدران السجن، حتى بعد ثورة يناير، وعلى الرغم من أصدار قرار بالعفو عن عدد  من أفراد الجماعات الإسلامية المختلفة؛ إلا أنه لم يخرج من السجن، لكن هذا الأمر لم يدم كثيرًا، فبعد أن وصل الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم، أصدر قرارًا بالعفو الرئاسي عن مجموعة من أعضاء الجماعة الإسلامية المتورطين في قضايا قتل واغتيال، كان أبوالعلا عبد ربه من بينهم.


وعاد قاتل فرج فودة إلى الحرية مرة أخرى في أواخر عام 2012، وبدأ يظهر في الصحف والبرامج التليفزيونية، يعلن توبته عن العنف، ومؤكدًا أن الجهاديين في مصر، ينتهجون نهج جديد، بعد ثورة يناير، قائم على الدعوة للدين بالحسنى والاندماج مع فئات الشعب المختلفة، واستطاع في وقت قصير أن يكون أحد نجوم الفضائيات، خاصة في القنوات الدينية التابعة للجماعة الإسلامية.


لكن قناع التوبة سقط عنه، مع عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي من حكم مصر، بعد ثورة 30 يونيو، وعاد إلى عقيدة العنف، ودعا إلى حمل السلاح في وجه الدولة المصرية، والعمل على احتلال أجزاء منها على غرار ما يفعله «داعش»  في العراق وسوريا، كنوع من رد الجميل لمرسي، معلنًا دعمه لجماعة الإخوان في تحركاتهم، ومؤكدًا أنه لا يخشى من إلغاء قرار العفو الرئاسي بزوال حكمهم.


لكن موقف «عبدربه»، كان على خلاف ما بداخله، فقد كان يدرك أن نهاية الجهاديين في مصر قريبة، ولذلك دبر مع صديقه وشيخه عاصم عبدالماجد، رحلة الهروب من مصر عبر الدروب الصحراوية إلى السودان، ومنها إلى المملكة العربية السعودية، بدعوى أداء العمرة، ثم  توجه إلى قطر، ومنها إلى تركيا.


 تركيا لم تكن المحطة الأخيرة لقاتل فرج فودة؛ لاسيما بعد اشتعال الأوضاع في سوريا والعرق، وبالفعل ذهب إلى حلب، وانضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وأصبح أحد قادة المجموعات المسلحة هناك؛ نظرا لخبرته الكبيرة في العمل الجهادي، وأصبح وحدًا من أبرز قادة التنظيم، حتى لقى مصرعه أثناء قتاله على حدود سوريا مع العراق.