رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 ملفات معلقة بين القاهرة وبرلين بعد زيارة «ميركل»

ميركل
ميركل

أنهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم، زيارتها للقاهرة، التى استغرقت يومين، بعد عقد عدد من اللقاءات المهمة مع المسئولين المصريين، استهلتها بجلسة مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، تبعها لقاء للرئيس والمستشارة مع ممثلى مجتمع الأعمال المصرى الألمانى، شارك فيه رؤساء كبرى الشركات الألمانية، الذين رافقوا سيدة أوروبا فى زيارتها، فضلًا عن عدد من رجال الأعمال المصريين.

وعلى الرغم من إشادة السيسى وميركل بالمباحثات بينهما، إلا أن المستشارة الألمانية غادرت القاهرة، تاركة خلفها 3 ملفات معلقة، هى الملف الحقوقى والأزمة السورية وأوضاع اللاجئين ووقف هجرتهم.

والتقت ميركل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقالت: «شرف عظيم أن أحل ضيفة على أعلى مرجعية سنية فى العالم، دائمًا ما تدعو للتسامح الإنسانى»، مؤكدة أن صوت الأزهر فى غاية الأهمية لأنه صوت مسموع فى كل العالم.

كما التقت البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الذى أكد لها أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت بعد الثورة الشعبية، التى اندلعت فى 30 يونيو 2013، وحماها الجيش المصرى.

وأضاف تواضروس أن مصر تنطلق بخطى ثابتة نحو المستقبل، حيث شهدت إقرار أول قانون لبناء الكنائس، وانتخاب 39 عضوا مسيحيا بالبرلمان، مقارنة بعضو واحد سابقًا، إضافة إلى زيارات الرئيس للكاتدرائية ليلة الكريسماس، حسب التقويم الشرقى، واهتمام الدولة بتعمير وإصلاح الكنائس، التى أحرقت ودمرت فى أحداث أغسطس ٢٠١٣.

وتوجه السيسى ترافقه ميركل، إلى أهرامات الجيزة، وشاهدا عرضا فنيا، يغلب عليه الطابع الفرعونى، فى ساحة تمثال أبوالهول داخل منطقة آثار الأهرامات، وتناولا العشاء داخل خيمة، أعدت خصيصًا لاستقبال المستشارة الألمانية.

_لجنة وزارية لوضع ملامح بروتوكول لتنظيم عمل الجمعيات الحقوقية

يمثل الملف الحقوقى أحد الملفات الساخنة بين القاهرة وبرلين، حيث أعربت ألمانيا أكثر من مرة عن قلقها من الأوضاع الحقوقية فى مصر، على خلفية إغلاق عدد من الجمعيات الحقوقية التى اتهمتها الحكومة بالتمويل الخارجى والعمل ضد الأمن القومى المصرى.

وكشفت مصادر، لـ«الدستور»، أن المستشارة الألمانية تناولت فى المباحثات قانون الجمعيات الأهلية، قيد المناقشة فى البرلمان، الذى يضع عددًا من المحاذير والقيود على تمويل منظمات المجتمع المدنى، وأشارت ميركل، فى حديثها بالمؤتمر الصحفى المشترك مع السيسى إلى توقيع بروتوكول مشترك بين القاهرة وبرلين، الفترة المقبلة، بألمانيا، ينظم عمل الجمعيات الأهلية التى تتعاون مع الجانب الألمانى، مؤكدة أن التعددية فى المجتمع المدنى تساعد على عملية التصدى للإرهاب.

ولم تشر مؤسسة الرئاسة، فى بياناتها عن زيارة ميركل، إلى طبيعة البروتوكول المزمع توقيعه، ويبقى ملف تنظيم عمل الجمعيات الأهلية فى مصر أحد أهم الملفات المعلقة بين القاهرة وبرلين.

وقالت مصادر دبلوماسية إن عدم إعلان تفاصيل البروتوكول، تعود إلى أن الاتفاق مازال فى مرحلته المبدئية، وإن المباحثات لم تتطرق إلى التفاصيل، مشيرًا إلى أن لجنة وزارية كاملة من الخارجية والتضامن الاجتماعى ستعكف على دراسة ملامح البروتوكول وبنوده بما لا يتعارض مع القانون المصرى.

وأكدت المستشارة الألمانية أهمية تحسين إمكانات أنشطة المجتمع المدنى، قائلة: «نحن نعتقد أن عمل المؤسسات السياسية مهم للغاية».

من جانبه، أكد الرئيس السيسى، حرصه على حقوق الإنسان، مطالبًا فى الوقت ذاته بمراجعة ظروف المنطقة بالنظر إلى الإرهاب الذى هدد عناصر الدولة المصرية على مدار الثلاثة أعوام ونصف الماضية، مؤكدًا حرص مصر على التوازن بين حقوق الإنسان وضوابط الأمن.

_موقف ألمانيا من الإبقاء على بشار كجزء من حل الأزمة السورية مشوش

وحول الملف السورى، أكدت ميركل ضرورة التوصل إلى حل سياسى تحت مظلة الأمم المتحدة. وقالت إن «المباحثات مع السيسى لم تطرق إلى الوضع فى سوريا».

وعلى الرغم من اتساق موقف الجانبين المصرى والألمانى حول ضرورة الحل السياسى فى سوريا، وتوافق الأطياف السورية، بعيدًا عن الحلول العسكرية، إلا أن هناك تشويشًا سياسيًا فيما يخص الموقف الألمانى من ضرورة الإبقاء على بشار الأسد كأحد مكونات الحل السياسى.


_رفض مبدئى لطرح ألمانيا حول ملف الهجرة واستيعاب اللاجئين

الملف الثالث المعلق بين القاهرة وبرلين هو المقترح الخاص بإنشاء معسكرات إيواء للاجئين، ويطالب سياسيون ألمان بإقامة مراكز استقبال فى شمال إفريقيا على رأسهم وزير الداخلية الألمانى توماس دى ميزير، الذى طالب بإيواء اللاجئين الذين يعثر عليهم وسط البحر فى معسكرات فى بلدان شمال إفريقيا، من بينها مصر.

وقال السيسى إن مصر لا تنشئ مراكز للاجئين، مشيرًا إلى وجود 5 ملايين لاجئ يعيشون وسط المصريين فى منازلهم، مؤكدًا ضرورة عدم استباق الحديث حول موضوع اتفاق بشأن الهجرة واللجوء، ما يوحى بأنه مازال ملفًا معلقًا لم ينته بشكل كامل رغم الرفض المبدئى للقاهرة.

وحول مكافحة الهجرة غير الشرعية وما يتردد عن مطالب بإنشاء مخيمات فى مصر لاستقبال اللاجئين على غرار الاتفاق الأوروبى التركى، قالت ميركل إن التعاون فى مجال الهجرة مع مصر متواصل وهناك عدد كبير من اللاجئين فى مصر نسعى لتحسين أحوالهم ومساعدة مصر على ذلك، مضيفة: «توصلنا لنقاط ملموسة لدعم جهود مصر فى حماية الحدود وهناك مقترحات مصرية لتقديم ألمانيا تجهيزات فنية خاصة فى هذا المجال».