رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شق مصر نفسيًا بالفتنة الطائفية

نزوح الأقباط من سيناء
نزوح الأقباط من سيناء

بعيدًا عن الحروب النظامية العادية، تمثل ممارسات إشعال الفتنة الطائفية إحدى أهم الحروب النفسية على الشعوب، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما حدث فى قصة انتقال الأقباط من سيناء إلى المحافظات المجاورة، واستخدامها من قبل المغرضين للنفخ فى نار الطائفية، ولمواجهة ذلك يحتاج الأمر إلى تجديد الخطاب الدينى، مثلما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما يؤكده علماء الطب النفسى فى العالم، حيث يربطون دور الدين بالصحة النفسية، ومن ثم إطفاء نار الطائفية.


وبحسب تقرير لمؤسسة الطب النفسى الأمريكية، فإن كينيث بارجامنت، الخبير البارز فى علم النفس والدين والقيم الروحية، يقول إنه يمكن الاستفادة من العديد من الأسس الدينية والروحية فى التكيف بشكل أفضل فى أوقات الأزمات والتغلب عليها، وذلك بدعم من مؤسسة دينية أو رجال دين.



فرويز: الشائعات أداة مثيرى الفتن

يقول الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن الفتن الطائفية نوع من أنواع الحروب النفسية التى تستهدف جناحين من المجتمع للإيقاع بينهما، وتسمى عمليات نفسية رمادية، وتعتمد على مصادر مجهولة وغير واضحة، مستدركا: «يرى البعض أن ما يحدث فى العريش حرب سوداء من جانب إرهابيين تكفيريين، لكن هذا غير صحيح، فهم ليسوا إلا أداة فى يد من له مصلحة من جهات عديدة بالخارج لإثارة هذه الحرب النفسية عن طريق خلق فتنة طائفية، وما يؤكد ذلك ما كشفته المخابرات عن وجود عناصر خارجية تستهدف إثارة الفتن».


يضيف «فرويز» أن أبرز ما يعتمد عليه مثيرو الفتن هو الشائعات، مشيرًا إلى أن الشائعة فى علم النفس لها 3 أنواع، الأولى تُسمى «الغائصة» وهى تلك التى تظهر فى أوقات وتختفى فى أوقات أخرى، والثانية «الاندفاعية» وهى التى تظهر فى لحظة واحدة، بحيث يؤكد من ينقلها للطرف الآخر ضرورة إحاطتها بالسرية، فى حين ينقلها ذلك الآخر بالطريقة نفسها، والثالثة هى «الشائعة الحالمة» وهى كما يحدث فى أخبار القبض على عتاة الإرهابيين بسيناء، حيث يحلم الجميع بأن تكون الأخبار حقيقة لتطهير المكان من الإرهاب.


مدنى يحذر من تحطم المعنويات

يقول الدكتور عادل مدنى، استشارى الطب النفسى، إن الحروب النفسية موجودة منذ الحرب العالمية الثانية، عبر نشر أخبار معينة لتحطيم معنويات العدو ونشر الرعب فى صفوفه.


ويتفق «مدنى» مع ما ذهب إليه «فيروز» مؤكدًا أنه للسيطرة على هذه النوعية من الحروب النفسية، لابد من العمل على عدم نقل الشائعات المغرضة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها من وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة. أما اللواء طيار أركان حرب هاشم الحلبى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، فيوضح أن هناك فرقًا بين الحروب النفسية والعمليات النفسية، وأن الأولى توجه إلى العسكريين فى ميادين الحرب، بينما الثانية تكون موجهة للمدنيين والعسكريين، على حد سواء، فى أى وقت، والهدف منها تضخيم المشاكل الموجودة أو خلق مشاكل لا وجود لها من خلال الشائعات، مستشهدًا بما يحدث فى العريش من تهجير الإخوة الأقباط، قائلًا: «الحدث لم يكن الأول من نوعه فى المنطقة، لكن تضخيم الحدث هو نوع من أنواع العمليات النفسية التى تتبناها بعض الجهات الإعلامية فى الخارج».