رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية «أثر قدم النبي» المجهول بمسجد «مرزوق الأحمدي» في الجمالية

مسجد مرزوق الأحمدي
مسجد مرزوق الأحمدي

مباني وجوامع أثرية تغمر المكان، تنبع من ثناياها رائحة الماضي، تأثر قلوب كل من يتجول فيها، فتقوده إلى رغبة عارمة لاكتشاف الخبايا والأسرار التي حملتها بين طياتها، وسط كل هذا يوجد جامع صغير تفاصيله الخارجية لا تحمل ما يدعو للتأمل ونادراً ما يدلف إليه أحد أثناء الصلاة، حيث يسوده الهدوء معظم الوقت، في الصباح يعتمد المسجد على ضوء الشمس الذي تنشر أشعتها في نواحي متفرقة، فتبدو بعد أجزاء المسجد من الداخل معتمة والأجزاء الأخرى مضيئة بضوء خافت تدركه الأبصار.

في الركن الأيسر من المسجد، توجد لمبة صفراء صغيرة ترسل ضوئها الخافت على أثر قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، التي لا يعلم عنها كثيرين، بينما يعرف البعض قصة وجودها داخل المسجد بالصدفة، أو حين يتحدثون إلى الإمام أو بعض سكان المنطقة، عند التقاء شارعي قصر الشوق والرحبة سويًا، مع درب الطبلاوي في منطقة الجمالية، يعلنان الوصول إلى مسجد «سيدي مرزوق الأحمدي» رجل يمني بلغ مرحلة الشباب ثم سافر إلي مكة المكرمة حيث درس علوم اللغة والدين‏، ومن هناك جاء إلي مصر حيث استقر في القاهرة يدرس علوم الفقه.


تعرف «مرزوق» في القاهرة علي السيد أحمد البدوي فتقاربا، وكان للشيخ خلوة يتعبد فيها في الجمالية فلما توفي سنة677 هجرية عن عمر65 عاما دفن في خلوته وأقيمت عليه زاوية صغيرة والتي تحولت للمسجد القائم حاليًا والذي أقيم في العصر العثماني، وينسب للشيخ مرزوق طائفة المرازقة و هي طائفة صوفية من أتباع السيد البدوي، ويوجد داخل المسجد مقامان آخران هما مقام الشيخ محمد شمس الدين ومقام ابنه أحمد محمد شمس الدين، ورغم المكانة الدينية العليا التي حظى بها المسجد إلا أن الأهتمام به منعدم منذ سنوات عديدة، ويخير دليل على ذلك العنكبوت الذي نسج خيوطه في كافة أرجاء المسجد، فضلاً عن دروب القمامة التي تستقبل الزائرين أثناء دخولهم، أما باب المسجد فيبدو قديمًا متآكلاً ولا يليق بأن يكون بابًا للمسجد الذي يحتضن أثر قدم النبي.

«محمد الحداد» أحد القاطنين بجوار المسجد، أكد أنه بُني في القرن الـ 17 على الطراز المصري، وأنهم طالبوا الوزارة أكثر من مرة بضرورة ترميمه وإلقاء الضوء عليه لكنهم لم يجدوا استجابة: «المسجد قديم جداً ومحتاج يترمم ومفيش حد مهتم بيه، الإمام بيجي يصلي بالناس وبيمشي، ونادر أوي لما حد بيدخل يصلى فيه لأن شكله من بره مش باين أنه مسجد، ده غير أن مفيش حد بيجي يشيل الزبالة اللي جوا وكل ده مينفعش في مكان موجود فيه حاجة من ريحة النبي عليه الصلاة والسلام».