رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بتاح والعجل أبيس" ملاذان للكلاب الضالة ..وميت رهينة سقطت من حسابات الحكومة

المجاري تحاصر آلهة المصريين القدماء

صوره من الحدث
صوره من الحدث

بوابة حديدة أكلها الصدأ، تحجب خلفها تفاصيل كثيرة، فتبدو للوهلة الأولى أرض زراعية تلفت محاصيلها وفي طريقها للتصحر، بمجرد الاقتراب منها تظهر مجموعة من الكلاب الضالة، لا يتوقف نباحها أمام كل من يقترب من تلك البوابة، وكأنها تحرص شيء ثمين بالداخل تخشي سرقته، يزداد هجوم الكلاب مع كل خطوة يقترب فيها الزائر من البوابة، فتظل واقفة تراقبه وتعاود أدراجها للداخل مرة أخرى بعد اختفاؤه..ورائحة مياه الصرف والمجاري تحاصر المنطقة..
هكذا يبدو المشهد في معبد «الإله بتاح» بقرية «ميت رهينة» التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، وهي جزء من عاصمة مصر الأولى «منف» مدينة الأنبياء الأثرية التي تحققت فيها رؤيا يوسف الصديق، وتحقق على أرضها حلم الملك والسبع بقرات العجاف والسبع السمان، ورغم ذلك التاريخ الثري إلا أنها آثارها صارت في حالة يرثى لها، وعلى رأسها معبد «الإله بتاح» الذي يقع بالقرب من متحف ميت رهينة، سعد أبو طالب مرشد سياحي بالقرية، أكد أن المعبد في تدهور مستمر منذ سنوات بعيدة، مشيراً إلى أن أهالي القرية قدموا اقتراحات عديدة لوزارة الآثار لأجل تطويره وجعله مقصد سياحي كما كان، لكنهم لم يجدوا أي اهتمام.
ويضيف: «مياه الصرف الصحي أغرقت المعبد وأتلفت كل الآثار اللي فيه، والبوابات مقفولة مفهاش غير الكلاب المسعورة، والمعبد ليه تاريخ كبير وميت رهينة كلها بس الوزارة مش حطاها في حساباتها ولا عاوزة تطورها»، لا يختلف المشهد في معبد «عجل أبيس» كثيراً حيث يقع على بُعد أمتار قليلة من معبد «الإله بتاح»، محاط بسور كبير يبدو حديث البناء وبوابة حديده موصدة بقفل، تنمو بداخله حشائش خضراء ظهرت بفعل مياه الصرف الصحي أيضًا.
يرجع تسميه المعبد بهذا الاسم إلى العجل أبيس، الإله المقدس عند الفراعنة والذي كانت تقام له جنازة تبدأ من منف وتنتهي بسقارة، الدكتور ياسر عبد الهادي أحد سكان القرية يقول: «المعابد ليها تاريخ كبير وجواها كنوز وآثار حرام تغرق في مياه الصرف الصحي والوزارة واقفة تتفرج، المفروض يحطوا ميزانية ويطوروها وتبقى مقصد للسياح ونبقى أنقذنا الآثار من التلف ورجعنا السياحة في مصر تاني».