رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صور على جدار».. مشروع هيكل الذي لم يكتمل

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، تنشر «الدستور» الفصل السادس من كتاب "أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز"، للكاتب الصحفي عبد الله السناوي أحد أصدقاء الراحل المقربين.
ويتناول هذا الجزء قصة كتاب «صور على جدار» الذي لم يتسنّ لـ «هيكل» استكماله بسبب اعتزاله الكتابة، وهو المشروع الذي كان ينوي الكاتب الكبير التعرض فيها لتاريخ العديد من الشخصيات؛ انطلاقا من خلفياتهم التاريخية والإنسانية .
على حائط فى ممر داخل مكتبه عشرات الصور.
لكل صورة قصة وتاريخ.
فكر لبعض الوقت أن يستلهم الصور وخلفياتها التاريخية والإنسانية واختار عنوانا مؤقتا: «صور على جدار».
غير أنه لم يتسن لهذا المشروع أن يكتب، فقد استأذن فى الانصراف عندما وصل إلى الثمانين من عمره.
الفكرة العامة لـ«صور على جدار» أقرب إلى ما كتبه فى «زيارة جديدة للتاريخ» حيث تطرق بتوسع لشخصيات نافذة فى عصرها مثل الملك الإسبانى السابق «خوان كارلوس»، والزعيم السوفيتى «يورى أندروبوف»، والفيلد مارشال «مونتجمرى»، و«ألبرت أينشتين»، و«جواهر لال نهرو»، و«محمد رضا بهلوى» الذى أطيح به من فوق عرش الطاووس.
لم تتح له ظروفه أن يكتب عن شخصيات كثيرة أخرى، صورها على جدار مثل بطل حرب فلسطين الشهيد «أحمد عبدالعزيز» ــ الذى تعرف عليه فى ميادين القتال، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق «محمود فوزى» ــ وكان يراه الأفضل فى تاريخ الدبلوماسية المصرية، والرئيس الفرنسى «فرنسوا ميتران» ــ الذى ارتبط معه بصداقة قبل صعوده إلى الإليزيه، والزعيم اليوغسلافى «جوزيب بروز تيتو» ــ وقد حاوره كثيرا، والثائر اللاتينى «أرنستو تشى جيفارا» ــ الذى حاوره مطولا فى القاهرة، والزعيم السوفيتى «نيكيتا خرتشوف» ــ وقصتهما معا مثيرة وقد أورد بعضها فى متن بعض كتبه، ورئيس الوزراء الصينى التاريخى «شواين لاى» ــ وهو الشخصية الدولية الوحيدة التى أعلن كتابة أنه منحاز إليه ومعجب به، وزعيمة المليار هندى «أنديرا غاندى» ــ وكانت صلته بعائلة «نهرو» طويلة وممتدة، والمستشار الألمانى إبان الحرب الباردة «فيلى برانت» ــ أحد أهم الذين تولوا هذا المنصب فى التاريخ الألمانى المعاصر، ورئيس الوزراء الباكستانى «ذو الفقار على بوتو»، أبرز من تولى هذا المنصب فى بلاده وجرى إعدامه بعد انقلاب عسكرى، وأول رئيس للجزائر المستقلة «أحمد بن بيللا» ــ والرجلين ينتميان لفكرة واحدة جسدها «جمال عبدالناصر»، وأول رئيس لتونس بعد الاستقلال «الحبيب بورقيبة» ــ والصورة تكشف شيئا من المودة تحاول أن تردم الجفوة بين نظامين عربيين، والأديبين الكبيرين «توفيق الحكيم» و«نجيب محفوظ» و«أم كلثوم» و«عبدالحليم حافظ» وآخرين من عوالم مختلفة.
عندما خطرت له فكرة كتابة «بورتريهات» إنسانية وتاريخية مماثلة لـ«زيارة جديدة للتاريخ» استدعته العواصف السياسية إلى الحاضر وقلقه.