رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خسرنا في الكورة.. وكسبنا مصر!


لأول مرة منذ سنوات طويلة نخسر فى بطولات الكرة.. وأجد المصريين من حولى فى حالة رضا عن أداء أبنائهم الذين «قاتلوا» فى ظروف صعبة.. ليحصدوا «فرحة» كان المصريون ينتظرونها.

لم يكن الهدف هو إضافة «رقم» سيظل فى كل الأحوال مجرد «رقم» فى سجلات الاتحاد الإفريقى لكرة القدم.. لكن الهدف الأكبر «حصل» دون أن نطلبه من مجموعة شباب هم «نموذج ومثال حى» لجيل يحلم أن يرتفع «العلم المصرى» مجددًا.

فى هذه المساحة الخضراء وليس داخل مستطيل رياضى مهندس ومعروف لأهل الكار - تحركت مشاعر أهل مصر فى كل المقاهى التى أتيح لأهلنا أن يحصلوا فيها على متعة يدمنونها ويعتبرونها «النفس الحلو» فى أيام صعبة.

فى هذه المساحة ودون أن يطلب أحد ذلك.. كانت أقدام لاعبى منتخب مصر.. ومدربهم الأرجنتينى الذى فعل الكثير بإمكانات لم تكن كبيرة على الإطلاق تجرى وأرواحهم تلهث وكادوا يحصدون «اللقب» حتى «دقائق» قبل منتصف ليلة شتوية لم يكن أحد من المتفائلين يتوقعها.

عادت الأعلام المصرية مجددًا لباعة الشوارع ولأيادى أطفالنا، الذين لم يجمعهم «معنى» بهذا الشكل منذ سنوات.. ربما لهذا أجد كل من حولى فى حالة رضا غير مسبوقة رغم الخسارة.. المعنى الذى كسبناه من المشاركة.. ليس فقط وجودنا على منصة تتويج يشاهدها العالم أجمع.. ليشعر مجدداً أن مصر الكبيرة قادرة على «الفوقان» فى أى لحظة.. وأن أبناءها يستعيدونها ويستعيدون «عرشها» عكس كل التوقعات.

ما فعله هذا الجيل الذى يرمز له الساحر محمد صلاح.. والننى الذى رفع سقف الأحلام قولاً وفعلاً.. وطارق حامد الجامد الصامد.. ورمضان «الموهوب».. وجبر وحجازى «المقاتلان».. والحضرى «الأسطورة الشاهدة» على أن «الشيخوخة» أكذوبة لا يعترف بها الذين اخترعوا التحنيط.. كل هؤلاء.. إشارات التقطتها.. ذبذبات الميديا فى العالم الذى صار صغيرًا منذ سنوات.. ورددتها الوكالات دون أن نطلب من أبنائنا سوى أن «يعملوا اللى عليهم».. وقد فعلوا.. وزيادة.

حالة الرضا تلك.. ربما هى «كرة البداية.. لمباراة أكبر.. نحتاج فيها إلى هذه الروح.. لنستعيد ذاكراتنا.. وأنفسنا..

فارس ابنى إتولد يوم ٣ يوليو.. ما عملنالوش سبوع ولا عيد ميلاد أول سنة.. تانى سنة احتفلنا بعيد ميلاده على القهوة فى الشارع، وسط الناس اللى كانوا بيحتفلوا بخلع مرسى فى نفس اليوم.. إمبارح كانت خناقته مع أمه أنه ينزل يشجع مصر على القهوة نفسها.. أول ما دخلت البيت لقيته لابس التيشيرت والكاب اللى عليه علم مصر.. والبادج.. وعينه مليانة دموع وبيسألنى: هو ينفع مصر ما تكسبش؟!

.. مين قال مصر ما كسبتش؟