رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تنفرد بنشر تفاصيل اتصالات «شفيق» السرية للعودة

 أحمد شفيق،
أحمد شفيق،

تواصل مع جورج إسحاق ويجهز حكومة من الخارج.. والتقى محمود عمارة وقال له: لدى دعم عربى وتمويل مفتوح

كشفت مصادر سياسية مطلعة عن اتصالات بدأت بين الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وعدد من شباب ثورة 25 يناير، فضلاً عن قيادات حركة «كفاية» و«الجمعية الوطنية للتغيير»، لدعمه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها فى النصف الأول من 2018.

وقالت المصادر لـ«الدستور» إن الفريق «شفيق»، المقيم فى دولة الإمارات العربية حاليًا، تواصل مع عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، جورج إسحاق، طالبًا دعم قيادات ورموز ثورة 25 يناير، فى الانتخابات الرئاسية.

وأضافت المصادر أن الفريق التقى عددًا من السياسيين والخبراء المصريين، فى الإمارات، للتفاوض معهم على الانضمام إلى فريقه الانتخابى، مشيرة إلى أنه يشكل حكومة كاملة سيعلن أسماء أعضائها مع إعلانه الترشح للرئاسة. وكشفت عن أنه عرض على الخبير الزراعى، رئيس المجموعة المصرية الفرنسية للاستثمار الزراعى، الدكتور محمود عمارة منصب وزير الزراعة، أثناء وجود الأخير فى زيارة لدولة الإمارات.



وحصل «شفيق» فى الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٢ على أكثر من 48% من جملة أصوات الناخبين، وهو ما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات بعد تأخر أيام هدد خلالها «الإخوان» بإشعال الشوارع، إذا لم يُعلن فوز مرشحهم محمد مرسى.

وبحسب المصادر، فقد استطلع جورج إسحاق رأى عدد من قيادات «كفاية» و«الجمعية الوطنية للتغيير»، فلم يجد معارضة منهم لفكرة التحالف مع «شفيق»، وكانت هناك موافقة مبدئية، لكنهم طلبوا تأجيل إعلان موقفهم لحين إعلانه الترشح للرئاسة.

فى حين طرح آخرون فكرة البحث عن مرشح يمثل قوى الثورة أولاً قبل البت فى مسألة دعم «شفيق»، مقترحين اسم الدكتور مصطفى حجازى، مستشار رئيس الجمهورية السابق.

وأوضحت المصادر، التى اطلعت على تفاصيل لقاء «عمارة» و«شفيق»، أن الأول قال للفريق إن «الحديث عن الترشح للرئاسة، وتشكيل حكومة، لم يحن وقته، وربما يكون الأمر صعبًا»، لكن المرشح الرئاسى رد «بأنه ليس هناك أى شىء بعيد، وأنه فى حال الترشح سوف يتمتع بدعم كبير من دول عربية، وبتمويل مفتوح».

وأشارت المصادر إلى أن من تواصلوا مع «شفيق» من قيادات ورموز الثورة، وبعض من عرض عليهم الانضمام لتشكيله الحكومى، طالبوه بالعودة إلى مصر، لكنه أوضح لهم أن هناك سببين يمنعانه من مخاطرة العودة إلى مصر، الأول نفسى يتعلق بأنه يعانى من حالة «فوبيا» الأماكن المغلقة ولا يستطيع البقاء أكثر من ساعتين فى غرفة مغلقة عليه، وبالتالى فكرة السجن بالنسبة له مستحيلة.

وبحسب المصادر، فإن السبب الثانى قانونى، فالفريق يخشى إذا عاد فى الوقت الحالى يتم القبض عليه فى المطار، وتتحرك قضيته بسرعة، ويصدر ضده حكم قضائى يمنعه من الترشح فى الانتخابات الرئاسية، وفقًا للبند 6 من المادة الثانية من القانون 45 لسنة 2014، المعدل فى 29 يوليو 2015، الذى يمنع أى شخص تصدر ضده عقوبة فى جناية من الترشح فى الانتخابات لمدة 6 سنوات من تاريخ تنفيذ العقوبة.

ويعتزم الفريق البقاء خارج مصر حتى إعلان فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، ويتقدم إلى الانتخابات عبر أحد محاميه، وبعد قبول أوراقه يعود إلى القاهرة، وفقًا للمصادر.

ولن يجد الفريق صعوبة فى خوض معركة الانتخابات، حيث يشترط القانون إما أن يتمتع المرشح بدعم من حزب لديه نائب برلمانى على الأقل، أو جمع 25 ألف توكيل بالترشح من مواطنين بمحافظات مختلفة.

ويتمتع «شفيق» بدعم من حزب «الحركة الوطنية»، الذى أسسه، ويعتبر قائده الروحى، ويستحوذ على 5 مقاعد فى مجلس النواب، على رأسها مقعد رئيس اللجنة الاقتصادية الدكتور على مصيلحى، وزير التضامن فى عهد مبارك، الذى اقتنص المقعد من الجولة الأولى بدائرة أبوكبير بالشرقية.

وفى حوار له مع موقع «اتفرج»، قبل أيام قليلة، قال المستشار يحيى قدرى، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية السابق، أحد كبار مؤيدى شفيق، «إنه لا يوجد ما يمنع الفريق أحمد شفيق من العودة إلى مصر فى الوقت الحالى»، موضحًا أنه «بعد انتهاء جميع القضايا المقامة ضده، لا يوجد من يعرف الأسباب الحقيقية لعدم عودته غيره، فليس هناك ما يمنع حضوره ولا يمكن أن يفصح أحد عن أسباب بقائه بالإمارات إلا هو».

وكان «شفيق» قبل أشهر من قبول المحكمة طعنه على وضع اسمه فى قوائم ترقب الوصول، أجاب عن أسئلة وجهها إعلاميون، حول ما الذى يمنعه من العودة إلى مصر بقوله «اسألوا اللى مش عايزنى أرجع، مفيش مبرر لاستمرار اسمى على هذه القوائم».

وكان الإعلامى عمرو أديب أعلن فى أولى حلقات برنامجه «كل يوم»، على قناة «أون تى فى»، أن «شفيق» يشكل حكومته، وهو ما دعا السلطات فى دولة الإمارات إلى أن تطلب من الفريق ألا يتحدث كثيرًا مع الإعلام، وفقًا للمصادر التى أكدت أنه ظل طوال الفترة الماضية دون ظهور، حتى يوم 12 يناير الماضى، حين شارك فى ندوة علمية نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، فى قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تحت عنوان «محمد بن زايد والتعليم»، لتكريم ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وسجلت الكاميرات جلوس الفريق «شفيق» فى الصف الأول بين الحضور، ويبدو من الصور المتاحة على موقع المركز أنه المصرى الوحيد الذى حضر الندوة من غير الإماراتيين.

ووفقًا لجريدة الاتحاد الإماراتية الرسمية، التى نشرت تغطية للندوة فى اليوم التالى، فقد تحدث «شفيق» عن «تحول التجربة الإماراتية فى التعليم إلى تجربة فريدة، استفاد منها أحفاده، الذين لم يكن يتوقع أن يحصلوا على هذه النوعية المتميزة من التعليم، التى أحدثت لديهم إضافة حقيقية، منذ أن درسوا فى الإمارات»، مطالبًا الدول العربية الأخرى بالاستفادة من تجربة أبوظبى فى التعليم.

ويشير حديث الفريق إلى استقراره أسريًا فى الإمارات، بعدما سافرت إليه أسرته للإقامة معه هناك.

يذكر أن السلطات القضائية، فى عهد المعزول محمد مرسى، قررت وضع «شفيق» على قوائم ترقب الوصول، على خلفية التحقيق فى قضية أرض الطيارين، وهو ما طعن عليه الفريق، وقررت على إثره الدائرة السادسة جنايات بمحكمة شمال القاهرة، يوم الأربعاء 16 نوفمبر، رفع اسمه من القوائم.

بعض المصادر، التى تحدثنا إليها، قالت أن «شفيق» يتمتع بتأييد من رجال النظام السابق، الذين ما زالوا موجودين بقوة فى الجهاز الإدارى للدولة، على الأقل فى المستويات الوظيفية الدنيا، التى كانت تستخدم فى تزوير الانتخابات فى عهد الحزب الوطنى الحاكم، وأن هؤلاء سينضمون إلى صفه.

المصادر أشارت إلى وجود وجهة نظر لدى قوى وشباب الثورة، تفيد بأن التيار المدنى غير جاهز لخوض الانتخابات المقبلة، وأنهم يحتاجون إلى الدفع برجل عسكرى تمرس فى الحياة المدنية، يمكن أن يتولى لفترة انتقالية تتيح لهم تجهيز مرشح يخوض الانتخابات فى 2022.

ويستند بعض من يروجون لـ«شفيق»، داخل شباب الثورة، إلى أنه عندما واجهه الكاتب علاء الأسوانى، خلال حلقة قدمها الإعلاميان يسرى فودة وريم ماجد، وحضرها رجل الأعمال نجيب ساويرس، مطالبًا إياه بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء، استجاب الرجل واستقال فى اليوم التالى.

وفى الحلقة ذاتها رد «شفيق» على سؤال «فودة»: «هل أنت مع تحقيق مطالب الثورة؟»، قائلا «بالطبع»، فسأله «فودة» ثانية: «وما الأولويات؟»، قال: «الديمقراطية، ثم الالتزام، وأن يكون الجميع على قدر المسئولية لنخلق تربة تحتضن أى قيمة نزرعها فيها».

وأكدت المصادر أن «شفيق» يستطيع التفاوض مع السلفيين لدعمه، كما فعلوا سابقًا، مرجحة أن تكون خطوط التواصل بينه وبين ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، وأبرز رجاله أشرف ثابت، مازالت مفتوحة.