رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ترامب" يعيد استخدام الورقة الطائفية للتدخل في الشرق الأوسط

 الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى إحدى تغريداته بأن المسيحيون في الشرق الأوسط أُعدموا بأعداد كبيرة، ولكنه لا يمكن أن يسمح لهذا الرعب في الاستمرار.
ويأتي هذا التصريح في إطار توجهات ترامب المعادية للاجئين، وسعيه إلى مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.
ويوحي تصريح ترامب بشأن المسيحين أنه يسعى إلى توظيف ورقة الأقليات خلال إدارته وممارسة نوعا من الضغوطات، خاصة على الدول العربية، كما فعل سابقيه مثل جورج بوش وباراك أوباما، وتساهم هذه السياسة في إذكاء الطائفية كما حدث في العراق وغيرها.
وتأتي تغريدة ترامب بعد أن اقترح في وقت سابق خلال مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن المسيحيين المضطهدين الذين يطلبون اللجوء إلى الولايات المتحدة؛ لهم الأولوية عند التقديم للحصول حق اللجوء على الأراضي الأمريكية.
وتابع: "نحن ماضون في مساعدتهم"،مشير إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تتبع سياسة محابية للمسلمين وعلى حساب المسحيين خلال تطبيقها لبرنامج إعادة التوطين اللاجئين في الولايات المتحدة.
ومؤخرا حاول الكونجرس الأمريكي خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما استغلال ورقة الأقليات في مصر عندما سعى الكونجرس ديسمبر الماضي للنظر في مشروع قانون خاص بترميم الكنائس المصرية، التى تم إحرقها أو إتلافها، تحت عنوان "قانون المساءلة المتعلق بالكنائس القبطية".
وزعم مشروع القانون استمرار العنف الطائفي فى صعيد مصر، ونص مشروع القانون على عدة توصيات يجب أن تتبعها الإدارة الأمريكية الجديدة، وهى اتباع سياسة تنص على إدانة انتهاكات الحرية الدينية وتشجيع الحكومات الأخرى ومساعدتها فى تعزيز الحق الأساسي في حرية الدين.
ولاقى هذا المشروع رفضا قويا من الشعب المصري مسيحيه قبل مسلميه لأن نواياه خبيثة ويسعى إلى إثارة الطائفية في مصر، واستغلال ورقة الأقليات في الضغط على مصر بعدما استنفذت إدارة أوباما أدواتها في الضغط على مصر.
ولهذا يجب التنبه لخطورة هذه المسألة ومحاولة إدارة ترامب إثارة مثل هذه المسائل مجددا في خطوة قد تزيد من تعقيد الأمور في الشرق الأوسط، فهو يسعى لاستقبال اللاجئين المسيحين فقط وفق ما أعلن لأنهم يتعرضون للاضطهاد من الإرهابيين، متناسيا أن إرهاب داعش وأمثاله طال الجميع وأكثر ضحاياه من المسلمين.
وقد وظف جورج بوش من قبل ورقة الطائفية في العراق وجعل العملية السياسية مبنية على أساس الطائفة والأقليات وإقرار مبدأ المحاصصة، وهذا كان أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى اضعاف وتفكيك العراق والتسبب في نشأة داعش، ومن الضروري على إدارة ترامب عدم اللعب بهذه الورقة لأنها ستؤدي إلى أضرار بالغة وإذكاء المزيد من الطائفية بالشرق الأوسط.