رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا «طب القوات المسلحة».. قصة النجاح الكبير في 4 سنوات

جريدة الدستور

بالرغم من إنشاء كلية الطب بالقوات المسلحة منذ أربعة أعوام فقط، إلا أنها أصبحت نموذجا لقاطرة تطوير التعليم الطبى فى مصر، ويرجع ذلك إلى معايير اختيار الطلاب الدارسين، وتوفر الإمكانات الكبيرة للارتقاء بالمنظومة العلمية داخل الكلية، فضلًا عن حرص القيادة السياسية على تقديم نموذج أكاديمى يخدم الصحة العامة للمجتمع، ويرتقى بمستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة، بحسب اللواء طبيب أيمن السيد شافعى، مدير الكلية.



معايير الاختيار للطالب والأستاذ

قال اللواء طبيب أيمن السيد شافعى، مدير الكلية، إن عملية اختيار الطلاب للدراسة فى كلية طب القوات المسلحة تخضع لمعايير دقيقة، تبدأ بقبول الحاصلين على الثانوية العامة القسم العلمى أو ما يعادلها بشرط الحصول على الدرجات المؤهلة للالتحاق بالكلية، واستيفاء جميع شروط الالتحاق بالكليات العسكرية، واجتياز الاختبارات، البدنية، والنفسية المؤهلة للكلية، والتى استحدث من بينها إجادة اللغة الإنجليزية، ومهارات الحاسب الآلى.

وتابع شافعى: «يحصل الدارس على الرتبة العسكرية الموازية لخريجى الكلية الحربية من نفس سنة التقدم، لأنها تشتمل على دراسة العلوم الطبية والعسكرية معًا». وتطرق مدير الكلية إلى معايير اختيار هيئة التدريس، وقال إن الكلية تحرص على استقدام أفضل الأساتذة من جميع كليات الطب بالجامعات المصرية، بما يتماشى مع أهدافها المخططة، وبما يتناسب مع حرص الكلية على تخريج أطباء على أعلى المستويات العلمية والفنية بما يخدم رسالة الكلية فى الارتقاء بالمنظومة الطبية والصحية فى مصر بشكل عام.


المنظومة التعليمية
وأكد «شافعى» أن تصميم معامل الكلية تم بأحدث الطرق والمعامل العالمية ليكون نموذجا لجميع الكليات بمنطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تجهيز المعامل بأحدث النظم التدريبية والعملية، مشيرا إلى أن الدراسة فى الكلية تعتمد على الدراسة الطبية والعسكرية لتنمية الجانب البدنى بجوار الجانب العلمى، وتوفير جميع الأجهزة والوسائل المتطورة بالتنسيق مع الجهاز الرياضى العسكرى.

وتابع: «الدراسة فى الكلية تتم بنظام التكامل العرضى بدراسة المواد الطبية دراسة متصلة ببعضها البعض لإبراز علاقاتها واستغلالها لزيادة الوضوح والفهم، وهى تعد خطوة وسطى بين انفصال هذه المواد وإدماجها فيكون الدارس ملمًا بجميع المواد»، ولفت إلى أن عدد الطلاب فى المحاضرة لا يزيد على 100 طالب مما يتيح تفاعلهم بشكل أفضل خلال المحاضرات والدروس العملية، أما فى المعامل فلا يزيد عددهم على 13 طالبًا.

وقال شافعى إن الكلية تطبق نظام التعليم بحل المصاعب (PBL) كأحد الأساليب الحديثة فى التعليم جنباً إلى جنب مع الدروس العلمية، وكذلك تطبيق برنامج التعرض المبكر للمرضى بالمستشفيات بدءًا من العام الدراسى الثانى، والذى يزيد من مهارات الطالب الإكلينيكية، وتساعده على تفهم الدراسة الأكاديمية النظرية.

المناهج وتقييم الطلاب
من جانبه، يقول الدكتور رامى أحمد، أحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية، إن الكلية وقّعت بروتوكول تعاون مع جمعية الصليب الأحمر الدولى، للتدريب على كيفية التعامل مع عدد كبير من الجثث أثناء الكوارث والأزمات والإسعافات الأولية فى الميدان، فى خطوة لإكساب طلبة الكلية مهارات التعامل الفعلى والواقعى مع مثل هذه الحالات.

فيما أشارت الدكتورة شيرين وجيه، عضو هيئة التدريس بالكلية، إلى طريقة التقييم المستمرة للعملية التعليمية سواء على الطلاب، أوأعضاء هيئة التدريس، أوالمناهج الدراسية.

وقال: «الكلية تجرى امتحانًا دوريًا كل 10 أيام، لتحليل النتائج تحليلًا علميًا حتى يسهل معرفة درجة توصيل المعلومة ومدى استيعابها من المدرس إلى الطالب».

ونوه الأستاذ دكتور وجيه موسى، عضو هيئة التدريس، إلى أنه يتم إعادة كتابة المناهج الطبية حتى يمكن العمل على أرض الواقع ومواكبة التطور والتقدم الطبى العالمى.

تعاون علمى داخلى وخارجى
بناءً على توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بضرورة التعاون مع كليات الطب بمصر والعالم فى المجالات المختلفة، تم إبرام بروتوكول تعاون بين كلية الطب وعدد من كليات الطب بالجامعات المصرية، والعربية، والبريطانية، مثل ليدز البريطانية، والشارقة بالإمارات العربية المتحدة، بجانب جامعتى بورسعيد وقناة السويس. كما شملت الاتفاقيات، توأمة لمنهج كلية الطب بالقوات المسلحة وتخطيط ومراجعة المحاضرات والموضوعات والتطوير المستمر للمنهج واستخدام التعليم المعزز بالتكنولوجيا وأساليب التدريس ودعم الطلاب مع تطبيق طرق التقييم والمراجعة العكسية للطلاب والابتكار والتكنولوجيا والتطوير المتبادل والمنح الدراسية وبرامج لتبادل الزيارات للطلاب والمدارس الصيفية «منها مجالات الطب الجوى وطب الأعماق والمهارات الجراحية الأساسية». وتشارك الكلية فى مؤتمر علمى سنوى يتم إعداده وتنفيذه، ويتم خلاله دعوة طلاب كليات الطب بالجامعات المصرية المختلفة، بالإضافة إلى إعداد وتنفيذ ندوات علمية فى التخصصات الطبية، وبرامج تدريبية، وورش عمل لصقل مهارات الطلاب والأطباء حديثى التخرج وطلاب الدراسات العليا، وكذا إجراء البحوث التطبيقية المتخصصة فى مجال خدمة المجتمع، ومراجعة وتطوير طرق القياس والتقويم لطلاب مرحلة البكالوريوس وطلاب الدراسات العليا.

نشر الأبحاث
تعد كلية الطب بالقوات المسلحة سباقة فى نشر أبحاث الطلاب بالخارج ومشاركتهم فى المؤتمرات الخارجية، كما توجه بوضع خطط الدراسات العليا، ويمكن للطلاب الخريجين استكمال دراستهم من الماجستير والدكتوراه، فضلاً عن إمكانية استكمال الطلاب المدنيين الراغبين فى دراستهم فى الماجستير والدكتوراه بالكلية عقب تصديق القيادة العامة على قبولهم بالدراسة.


انضباط والتزام
يصف طالب مقاتل بالسنة الثالثة، عمرو أشرف، طبيعة الدراسة بالكلية، ويقول: «النظام العسكرى هو النظام الطبيعى للفرد العادى»، مضيفًا: «أهم ما نعلمه داخل الكلية هوأن يكون كل شىء محسوبًا ودقيق، وبمواعيد ثابتة، ما يجعل الفرد ناجحاً فى حياته ويجعله على قدر من المسئولية».

وأكد ماجد رضا، طالب بالفرقة الرابعة، أن موضوعات البحث العلمى داخل أروقة الكلية تتم بالتعاون مع طلاب من كليات طب بالجامعات المصرية الأخرى لتبادل المعرفة، مضيفا: «إعداد أبحاث دورية جزء من الدراسة»، مشيرًا إلى أن الكلية توفر للطلاب كافة الاحتياجات للعملية التعليمية والتدريب وفقاً لأحدث الأساليب.