رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"دريم" أحمد بهجت.. الحلم يتحول إلى "كابوس"

جريدة الدستور


يسير كما القابض علي الجَّمر، لا هو يتخلّص منه ولا هو قادر على الإمساك به، رجل أعمال من طراز خاص، ليس لأنه الأفضل، ولكن لأنه صاحب ذوق رفيع، ما يميّزه عن غيره من أصحاب رؤوس الأموال أنه يحب أن يكون الأوّل، ويحبّ أن يكون فريدًا في أعماله، فلا يحب التجارة لمجرد التجارة وتربح الأموال.

أحمد بهجت، رجل الأعمال الذي تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وأكمل تعليمه بالخارج، وعاد ليكون واحد من أهم رجال أعمال المحروسة باستثمارات خير شاهد علي عقل مميز، منها مدينة الملاهي الشهيرة "دريم بارك" وملحقاتها، وأسس مصنعًا لانتاج التلفزيونات وبعض الأداوات الكهربائية والتي كان لها رواج كبير للغاية وهي منتجات "جولدي" ولكن كما كل أعماله، تتواري بعيدًا بعد تألق شديد، فبهجت هو رجل القفزات، يعلو كثيرًا حتي يصل إلى عنان السماء، ويهبط سريعًا على نفس درجة بدايته.

رجل الأعمال المميز كان كثير الخلاف، ظلت تلاحقه الدعاوي القضائية وظل يلاحقها، تارة يقيم دعاوي ضد البنوك، وأخري تقيم هي دعاوى ضده، لينتهي الأمر بحكم صادر اليوم من محكمة النقض بقبول طعن بنك مصر والنك الاهلي ضد بهجت، لسداد جزء من ديونه لدى البنكين التي تزيد عن 3 مليارات جنيه، وتشمل عملية البيع فندق "هيلتون دريم"، و"شيراتون دريم"، ومجمعات "بهجت ستورز"، و"مدينة دريم بارك للملاهى"، وكافة الأراضى الفضاء بمدينة دريم.

البهجة خذلت بهجت، فقد عاش الرجل حياته، وكانت علاقته بنظام مبارك ملتبسه، وكان من أبرز الشائعات التي ساهمت في صنع اسمه في الشارع المصري هو الشراكة بينه وبين علاء مبارك نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، وحتي أنه أثناء لقاء جمع بين الاثنين" مبارك الأب وبهجت"، دار حوار قصير حول تلك المسألة، وكان مبارك يظن أن بهجت هو من أذاع تلك الشائعة، ولكن بهجت نفي وشعر بالضيق.

في العام 2006 عاد بهجت من الموت، وكان مبارك واحدًا من أسباب عودته، فقد حدث له انفجار في شرايين القلب، ولما علم من يدين لهم، بدأوا يتقاسموا التركة، منهم من أراد استديوهات دريم، ومنهم من أراد ما تبقي، ولكن مبارك ساعده في السفر للعلاج للخارج بطائرة خاصة، ونجحت عملية زراعة القلب، وعاد بهجت لمصر بقلب جديد.

قنوات دريم والتي أسسها بهجت وكانت أول القنوات الخاصة التي تصدرعلي القمر الصناعي النايل سات، وضعته أمام فوهة المدفع، ولقائين قال عنهما بهجت في أكثر من مناسبة كانا بمثابة الضربات القاضية له، أحدهما كان مع الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل في العام 2005 والذي أعلن فيه عن رفضه للتوريث وعارض مبارك، وهو الحوار الذي انتشرت اصداءه بشكل كبير، وتسبب في أزمة لرجل الأعمال مع النظام السابق، والثاني حينما استضافت الإعلامية مني الشاذلي في برنامجها "العاشرة مساءً" الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان في العام 2010، وكان أيضًا حدث جلل.

بيع قنوات دريم، كأحاديث المساء "مدهون بالزبدة" حينما يخرج عليها النهار تسيح، لا هي تباع ولا أحد يعرف عنها، وتارة أخري يعلن أحمد بهجت عن تمسكه بها، ولكن الأهم من ذلك أنها لم تُبع حتي الآن، بل تحدي بهجت كل الأحاديث وأعلن نيته إنشاء قناة "دريم مغربية"، ليكمل مشواره، رغم الخسائر التي تحققها قنواته.

و"دريم" هي قنوات عَلت أسهمها لمّا أسّسها برأس مال كان ينفقه علي الإعلانات في التلفزيون المصري، ولما شعر أن المبلغ كبير قرر إنشاء قناة لنفسه يعلن فيها كيفما يشاء.

حياة بهجت ليست حياة هادئة، بقدر ما هو وجه الرجل الذي حين تسمعه تشعر أنه قريب منك، رجل دومًا مُفْلس أو قارب علي الإفلاس، أو مديون، ولكن في الأخير يظل بهجت موجود.