رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كدب متساوى.. ولا صدق متلخبط


كلنا يعرف أن حكومة المهندس شريف إسماعيل تجلس الآن فى انتظار تحديد مصيرها.. النهارده .. بكرة .. بعد أسبوع.. النتيجة واحدة.. كلهم فى انتظار ما سيجىء.. وأكيد نصفهم على الأقل عارف أنه ماشى.. ماشى.

نواب البرلمان من ناحيتهم.. وهما بالمناسبة نفس النواب اللى كانوا فرحانين بالحكومة ذات نفسها.. وبيلعبوا دور خالة العروسة اللى بتكيد لأى حد يتعرض لها.. طايحين نقرزة وتريقة فى حبة الوزرا.. وزير وزير.. طبعا ده قدام الناس اللى فى دوايرهم بس.

وأما الناس فى بلادى يا سادة.. فهم غير مشغولين بالمرة.. مين هيجيى ومين هيرحل.. لأنهم ومن اللحظات الأولى أدركوا إنهم وقعوا فى الدحديرة.. حكومة تكذب عليهم ليل نهار.. وكل وعودها من أول حماية «الغلابة».. وحتى المشروعات التى ستذهب بنا إلى القمر ما هى إلا طق حنك.. حتى طق الحنك ندرك أنه «بايظ» ويغم النفس.. حتى وصلنا لدرجة أننا لا نحلم بوزارة لديها رؤية وخطة وهدف.. وتملك من الكفاءة والقدرة ما يجعلها تعبر بنا هذه الأيام الصعبة.. كل أملنا الآن فى حكومة تكذب باحتراف.. آه والله.. ده بقى منتهى الأمل.. إن الحكومة الجديدة لما تحب تتكلم.. تعرف تكدب.. يعنى «لاقينى ولا تغدينى».. أو على حد تعبير جدتنا العظيمة «كدب متساوى.. ولا صدق متلخبط».

وبنفس المنطق يتحدث أهلنا فى القهاوى.. عن سمات ومواصفات الوزير القادم.. لدرجة أن بعضنا صار يتمنى وزراء فسدة بشرط ألا نراهم.. وزراء قادرين على إتاحة لقمة عيش.. وطريق آمن.. وأمل فى قادم الأيام ومش مهم يكون حرامى.. طالما محترف.. يعنى بالمختصر.. مش مهم يكون كداب بس يعرف يكدب ويضحك علينا.. مش مهم يكون فاسد بس نعرف نعيش.. مش مهم يكون كبير فى السن ولا شاب المهم نحس بوجوده.. نشعر أنه يفكر حتى لو ما فكرش.. أنه ينفذ حتى لو كان غيره ينفذون.. صورة الحكومة فى أذهان من ينتظرون بشغف مباريات المنتخب فى كأس الأمم الإفريقية صارت سيئة إلى حد كبير.. وأصبح الهم الثقيل على من سيأتى الآن أن يزيح هذه الصورة.. أن يعيد الهيبة إلى كلمة حكومة.. أن يجعل لها شكل وطعم ولون.. سنة جديدة.. وحكومة جديدة.. نتعشم أن تكون كما نحلم.. حتى ولو كانت حكومة «كاذبة».