رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

7 محطات مثيرة تروي تاريخ كأس الأمم الأفريقية

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

أيام قليلة وتتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة من كل أنحاء العالم صوب القارة الأفريقية؛ لمتابعة فعاليات واحدة من أهم بطولات كرة القدم وأكثرها جذبًا للأنظار؛ حيث تستضيف الجابون البطولة الحادية والثلاثين خلال الفترة من 14 كانون ثان، يناير الحالي إلى الخامس من شباط- فبراير المقبل.

وربما جاءت بداية البطولة هزيلة؛ حيث انطلقت فعالياتها بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط، واستمر ذلك في البطولة الثانية، كما شهدت البطولات الأولى بعض الارتباك في الأعوام، التي أقيمت فيها البطولة.

ولكن الموقف تغير سريعًا لتقام البطولة بشكل منتظم كل عامين، كما تضاعفت قوة البطولة بمرور الوقت وازدادت المنافسة على الوصول إلى النهائيات، التي ارتفع عدد المنتخبات المشاركة فيها إلى 16 منتخبًا في الوقت الحالي.

وبالنظر إلى تاريخ وإحصائيات البطولة عبر تاريخها الممتد لستة عقود، نستنتج أنها لم تتوقف عند حد وإنما كانت ولا تزال نموذجًا رائعًا للتطور في عالم كرة القدم، كما تمثل معرضًا لأبرز النجوم والمنتخبات، الذين تركوا أثرًا واضحًا في تاريخ البطولة.

ومرت بطولات كأس الأمم الأفريقية بعدد من المحطات الرئيسية على مدار ستة عقود، وهذه المحطات هي:

1- بداية هادئة ونجاح مصري: في العاشر من شباط- فبراير 1957، كانت ضربة البداية؛ حيث افتتح رئيس وزراء السودان السابق سيد إسماعيل الأزهري أول بطولة أفريقية للمنتخبات في حضور أكثر من 30 ألف متفرج بالاستاد، وانتهت بتتويج الفراعنة.

وكان تنظيم البطولة الثانية من نصيب مصر مقر الاتحاد الأفريقي وجرت فعالياتها من 22 إلى 29 أيار- مايو باستاد النادي الأهلي في القاهرة بمشاركة نفس المنتخبات الثلاثة، وأيضًا توّج المنتخب المصري.

وأقيمت البطولة الثالثة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة أربعة منتخبات، هي إثيوبيا ومصر وتونس وأوغندا، وفازت إثيوبيا باللقب في النهاية.

2- هيمنة غانية ولقب سوداني: اختيرت غانا لتنظيم البطولة الرابعة في عام 1963، ووصلت ستة منتخبات للبطولة بعد التصفيات، وهي تونس ونيجيريا والسودان ومصر وإثيوبيا وغانا، التي توجت باللقب.

وفي البطولة الخامسة عام 1965 بتونس، نجحت غانا في الدفاع عن لقبها بفوزها 3 / 1 على منتخب الدولة المضيفة بعد وقت إضافي.

وفي عام 1968، أقيمت البطولة السادسة بإثيوبيا، وارتفع عدد المشاركين إلى ثمانية منتخبات، ووصلت زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) للمباراة النهائية أمام غانا؛ حيث أحرز بيير كالالا لاعب زائير هدف المباراة الوحيد.

وفي عام 1970، استضافت السودان البطولة السابعة ووصلت غانا للمباراة النهائية للمرة الرابعة على التوالي، ولكنها خسرت أمام السودان التي أحرزت الكأس الوحيدة في تاريخها.

3- وسط أفريقيا يترك بصمته: في عام 1972، أقيمت البطولة الثامنة بالكاميرون ووصل أصحاب الأرض للمربع الذهبي، ولكن رغم كل التوقعات كانت المفاجأة هي هزيمة الكاميرون أمام الكونغو برازافيل، التي فازت باللقب.

أما بطولة 1974 فأقيمت في مصر وفازت بها زائير وسجل فيها لاعب زائير مولامبا نداي تسعة أهداف؛ ليتوج هدافًا للبطولة، ويقود منتخب بلاده إلى الفوز باللقب.

أما في عام 1976، أقيمت البطولة العاشرة في إثيوبيا، وكانت المرة الأولى التي تقام فيها المنافسات بنظام المجموعات، ثم الدور النهائي الذي انتهى باحتلال المغرب المركز الأول والتتويج باللقب.

وفي عام 1978، أقيمت البطولة الحادية عشر في غانا وفاز أصحاب الأرض (النجوم السوداء) على أوغندا في النهائي 2/ صفر؛ لتكون بذلك أول دولة تفوز باللقب ثلاث مرات وتحتفظ بالكأس للأبد.

4- بداية حقيقية للعمالقة: أقيمت بطولة عام 1980 في نيجيريا وأحرز نسور نيجيريا اللقب الأول لهم في تاريخ كأس الأمم الأفريقية بقيادة الهداف الكبير سايجون أوديجبامي؛ حيث تغلب الفريق النيجيري على الجزائر 3- صفر في المباراة النهائية.

وفي 1982 أقيمت البطولة على ملاعب ذات نجيل اصطناعي بليبيا، واستفاد أصحاب الأرض من ذلك فصعدوا للمباراة النهائية، ولكنهم خسروا 6/ 7 بضربات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 1 / 1 في الوقت الأصلي أمام غانا.

وأقيمت البطولة التالية في كوت ديفوار عام 1984 وخرجت غانا مبكرًا من الدور الأول للبطولة؛ فيما فازت الكاميرون باللقب للمرة الأولى في تاريخ الأسود بعد التغلب على نيجيريا 2/ صفر في المباراة النهائية.

وشهدت مصر إقامة البطولة للمرة الثالثة على أرضها عام 1986، وتخلص المنتخب المصري من آثار هزيمته في المباراة الافتتاحية أمام السنغال صفر/ 1 ووصل للمباراة النهائية؛ ليتوج باللقب بعد مباراة رائعة أمام الكاميرون في النهائي بركلات الترجيح.

وفي عام 1988، استضافت المغرب البطولة ونجح منتخبها في الوصول للدور قبل النهائي مثل الجزائر، ولكن الفريقين العربيين خسرا أمام الكاميرون ونيجيريا؛ ليتوج منتخب الكاميرون بالبطولة في النهاية.

وفي 1990، نظمت الجزائر البطولة واستغلت عامل الأرض للفوز باللقب الوحيد في تاريخها بالتغلب على نيجيريا 1/ صفر في المباراة النهائية.

5- لقب للأفيال وآخر للنسور ومشاركة أولى للأولاد: أما بطولة عام 1992 فأقيمت في السنغال بمشاركة 12 منتخبًا للمرة الأولى، واستطاع منتخب أفيال كوت ديفوار الفوز باللقب الأول في تاريخهم بالتغلب على غانا في النهائي 11/ 10 بضربات الجزاء الترجيحية.

وفي 1994، أقيمت البطولة بتونس ولكن أصحاب الأرض خرجوا مبكرًا من الدور الأول للبطولة، وكانت زامبيا هي مفاجأة البطولة؛ حيث وصلت للنهائي رغم أنها شاركت بفريق معظمه من اللاعبين الجدد بعد تحطم طائرة المنتخب الأول للفريق قبلها بفترة قصيرة، ولكن خسرت أمام نيجيريا التي توجت باللقب.

ومع عودة جنوب أفريقيا للساحة الدولية بعد عشرات السنين من العزلة، بسبب سياسة الفصل العنصري، استضافت بطولة عام 1996 بمشاركة 16 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، التي شهدت انسحاب نيجيريا لأسباب سياسية؛ ليتقلص عدد المشاركين إلى 15 منتخبًا.

وفازت جنوب أفريقيا بلقبها الأول بالتغلب على تونس في المباراة النهائية 2/ صفر.

وجرت البطولة التالية في بوركينا فاسو عام 1998 وكانت مصر على موعد مع التتويج بالكأس الرابعة لها، بعدما فازت في المباراة النهائية على جنوب أفريقيا 2/ صفر، وأصبح الراحل محمود الجوهري أول من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب.

6- الأسود تستيقظ والفراعنة يخطفون الثلاثية: مع عودة نيجيريا للمشاركات الأفريقية، استضافت البطولة بالتنظيم المشترك مع غانا عام 2000، وفازت الكاميرون باللقب الأول لها في الألفية الجديدة بالتغلب على نيجيريا بضربات الترجيح.

وفي عام 2002، استضافت مالي البطولة واحتفظت الكاميرون بلقبها؛ ليكون الرابع لها في تاريخ البطولة وذلك بالتغلب على السنغال في النهائي بضربات الجزاء الترجيحية 3 / 2.

أما البطولة الرابعة والعشرين فأقيمت في تونس عام 2004 أيضًا ونجح نسور قرطاج في الفوز باللقب على أرضهم؛ ليكون الأول في تاريخهم إثر تغلبهم على المغرب 2 / 1 في النهائي.

واستحوذت البطولة الخامسة والعشرون التي أقيمت في مصر عام 2006 على اهتمام كبير؛ لأنها أعادت النهائيات إلى أحضان وادي النيل بعد غياب دام 20 عامًا منذ أقيمت بطولة عام 1986 في مصر أيضًا.

وعادت البطولة إلى أحضان مصر مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف)، وقبل عام واحد من الاحتفال باليوبيل الذهبي للبطولة، وذلك بعد الفوز على كوت ديفوار بركلات الترجيح في المباراة النهائية.

واستضافت غانا البطولة السادسة والعشرين في مطلع عام 2008؛ لتكون المرة الرابعة التي تستضيف فيها البطولة على مدار تاريخها والمرة الثانية في غضون ثماني سنوات فقط؛ حيث استضافت بطولة عام 2000 بالتنظيم المشترك مع نيجيريا.

ولكن المنتخب المصري الذي انفرد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب، عندما توج به في بطولة عام 2006 كان عند حسن ظن جماهيره ونجح في الدفاع عن لقبه بجدارة بعدما أبهر جميع المتابعين للبطولة بعروضه الرائعة.

وبعدها بعامين، انضمت أنجولا إلى سجل الدول المضيفة للبطولة باستضافة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين في مطلع عام 2010، وحاول منتخبها المنافسة بقوة في هذه البطولة بقيادة مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه، الذي حقق قبلها العديد من الإنجازات التاريخية مع الأهلي المصري.

ونجح أحفاد الفراعنة مجددًا في تعويض إخفاقهم في تصفيات كأس العالم 2010، من خلال التتويج بلقب البطولة مثلما فعلوا في بطولة 2006 بعد الإخفاق في بلوغ نهائيات المونديال.

7- غياب الأبطال وبصمة رائعة للنسور والأفيال، استضافت غينيا الاستوائية والجابون البطولة الثامنة والعشرين في مطلع عام 2012 بالتنظيم المشترك فيما بينهما في غياب منتخبي مصر والكاميرون، اللذين سقطا في التصفيات.

وفجّر منتخب زامبيا المفاجأة وكان على موعد مع التتويج الأفريقي الأول لهم بالفوز على كوت ديفوار بضربات الترجيح.

وعادت البطولة الأفريقية في 2013 إلى جنوب أفريقيا التي استضافت البطولة عام 1996، وكان أملها هو استغلال الاستضافة الثانية لها للتتويج باللقب الأفريقي الثاني، خاصة في ظل غياب قوي كبيرة مثل مصر والكاميرون وتراجع مستوى قوى أخرى.

وواصل المنتخب البوركيني مغامرته وأطاح بالمنتخب الغاني من المربع الذهبي بركلات الترجيح، قبل أن يخسر في النهائي أمام نظيره النيجيري الذي توج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه.

وفي 2015، عادت البطولة إلى غينيا الاستوائية بعد ثلاث سنوات من استضافتها بالتنظيم المشترك مع الجابون.

وغاب المنتخبان المصري والنيجيري حامل اللقب عن هذه النسخة؛ لتسنح الفرصة لمنتخبات أخرى للفوز باللقب؛ حيث توج منتخب كوت ديفوار بالبطولة بعد الفوز على غانا بركلات الترجيح في المباراة النهائية.