رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤامرة الصهيو- عالمية الكبرى على آثار مصر"8".. مطالب بالاستغناء عن البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار.. والاستعانة بالبعثات المصرية

د. خالد العناني
د. خالد العناني

د.محمد الكحلاوي يخشى من سيطرة الأجانب على مفتشينا الأثريين بالهدايا والسفريات مقابل تنازلات مفهومة

د.علي حسن يطالب بإحلال البعثات المصرية بدلاً من الأجنبية حفاظًا على أمننا القومي

هاني أبو العزم للإعلام: لدينا 230 بعثة أجنبية في الآثار تضم عددًا كبيرًا من اليهود بعضهم دائم السفر إلى تل أبيب..
البعثة البولندية تروج شائعات بأن الهرم الأكبر تم تشييده بتعليمات من العالم الآخر قبل 2000 عام

مصادر تسأل د.محمد عباس: ما مصير أبحاثك العلمية في «الآثار» منذ عشرة أعوام وحتى اللحظة؟!

سؤال لـ«الآثار»: هل يجوز لموظف خرج على المعاش منذ سنوات أن يدعم عمل البعثات الأجنبية؟!

علماء المصريات: الألمان نقشوا «نجمة داود» على معبد «أوزير نسمتي» بجزيرة الفنتين في أسوان

رئيسة البعثة البولندية تزعم أن صوت العرش طالبها بتخليص القدس من القتلة العرب!!

«آثار» القاهرة كلفت د.محمد عباس بإجراء أبحاث أسفل الهرم الأكبر ومنطقة الفيوم لخدمة جمعية مشبوهة!!

وزير الآثار يشيد بعلم وخبرة البعثات الأجنبية ويتجاهل أحقية البعثات المصرية في التنقيب عن آثار بلادهم!



استكمالاً للمؤامرة الكبرى على تاريخنا الأثري.. نشير هنا إلى ما سبق وحذرنا منه مرارًا وتكرارًا من خطر وعبث التنقيب عن الآثار للبعثات الأجنبية بهويتنا الأثرية والتاريخية، في الوقت الذي فوجئنا فيه بوزير الآثار د.خالد العناني-لا فض فوه- يهاجم كل من ينتقد تجاوزات أعضائها، الأمر الذي أصاب العديد ممن أعرفهم داخل الآثار وخارجها بالحزن والقلق على مستقبل ميراث أجدادنا العظام، وتحدى «عناني» كل من شكك في نوايا تلك البعثات، ورأى أن ما يردده البعض أن «هذه البعثات تعمل بتوجيه من بعض الدول بهدف الضرر بمصلحة مصر غير منطقي وغير مبرر»، لم يكتف «العناني» بذلك، بل كشف عن وجود أكثر من 200 بعثة أجنبية تعمل في مجال الآثار بمصر، وهذا عكس ما كشفت عنه مصادرنا، عندما أكدت أن هذه البعثات لاتقل عن 250 بعثة.

من جانبها أوضحت مصادرنا داخل «الآثار» وخارجها أن العديد من تلك البعثات لا يمت للعلم بصلة، فيما رأى «العناني» أن «أغلبها علمية محترمة نستفيد منها وتقوم بتدريب وتعليم العديد من المصريين العاملين في مجال الآثار كالمتاحف وعلم الحفائر وعلم إدارة المواقع الآثرية، خصوصًا وأن هذه التخصصات لا تدرس عندنا حتى الآن»!!، وردًا على كلام الوزير، أكدت مصادرنا- التي تخشى الكشف عن نفسها خوفًا من بطش «كهنة» وزارة الآثار السابقين والحاليين، إن الوزير من أساتذة السياحة ولا علاقة له بالآثار، موضحين أن الجامعات المصرية تُدرس منذ أربعين عامًا علم الحفائر وعلم فن المتاحف.

فضائح بالجملة

ومن الغرائب التي كشفها الباحث في الآثار على عبد الحليم مصطفى- عن رئيسة بعثة زعمت عودتها للحياة بعد موتها لتصبح وسيطًا روحيًا مع كوكب آخر، مستهزئًا بتعاون كلية الآثار جامعة القاهرة مع بعثة لجمعية مشعوذين صهيونية في مشروع للتنقيب عن الآثار، ويواصل الباحث حديثه قائلاً: "هذه المقدمة ليست فكاهة ولا حتى تدخل ضمن مقولة «صدق أو لا تصدق» إنما هي حقيقة وواقع".

ويكشف الباحث: بالتحري عن هذه البعثة، أثبتنا أن كلية الآثار تورطت في تكريم ومنح رئيس جمعية المشعوذين أرفع الأوسمة، مضيفًا إن هذا المنحى لا يعفى قيادات الكلية من الخطأ، كما يكشف عن حالة التخبط في الجامعات المصرية، التي تلهث وراء تمويل مشروعات الحفائر والتنقيب عن الآثار، ويتطرق إلى خرافات المشعوذة من خلال إدعائها الموت إكلينيكيًا عام 1988، ثم عودتها للحياة مرة أخرى لتنقذ العالم.

ويزيد الباحث من سخريته عندما يلقى الضوء على خرافات المشعوذة، التي تدعي أنها أصبحت الوسيط الشرعي والوحيد بين عالمي، أحد الكواكب والأرواح والأرض، التي نعيش عليها، وليس هذا فقط، بل زادت الطين بلة حينما كشفت عن وجهها القبيح ذو المؤامرة الدنيئة لصالح الصهيونية العالمية، وهي تكرر إدعاءاتها بأن «المدينة المقدسة «أورشليم القدس الجديدة» آتية كعروس من السماء، وإنها سمعت صوت العرش يناديها: «هذا هو بيت الله بين القتلة»، أي العرب وسوف يكون مع شعبه، أي شعب الله المختار «اليهود»، ويوضح الباحث أن لمدينة القدس سورًا عظيمًا ذا اثنتى عشرة بوابة، إشارة إلى قصة الأسباط الاثنى عشرة، ومنقوش عليها أسماء القبائل الإسرائيلية، وأن أعضاء الجمعية التابعة لها البعثة أصدروا كتابًا بعنوان «إشارة الوقت.. التوراة تعود إلى الأرض»، ويجب التحرك لإنقاذها من كارثة سوف تقع عام 2012 يمكن أن ينتهي معها العالم، وأن روح الفرعون خوفو ظهرت لرئيسة البعثة، وهو الأمر الذي حفزها –بحسب أكاذيبها- لعشق العمل الأثري، ولذا فإن هدف البعثة أثري وروحاني!!.

مزاعم كارثية

ويواصل الحديث عن المزاعم الكارثية لهذه المشعوذة فيقول: أما عن معلومات تلك البعثة في مجال الآثار، فهي تدعي إن «أساسات هرم خوفو جاءت بتعليمات للكهنة من عالم آخر، وأن تاريخ بناء الهرم الحقيقي كان قبل تاريخه المعروف بـ2000 سنة.. وأن هناك قناة مائية تحت الأرض تصل من هرم خوفو إلى هرم هوارة بالفيوم ويجب البحث عنها»، فيما قررت اللجنة الدائمة للآثار برئاسة د.حواس وبالإجماع، بعد افتضاح أمر البعثة وكشفها لدى الأجهزة الأمنية والرقابية إيقاف أعمالها، وإن كان من المتوقع أن تجرى البعثة محاولات للعودة للعمل مع كلية الآثار، مع العلم أن تلك البعثة تطلق على نفسها مسمى «بعثة فرعون»، أي «Mission Pharaoh»، وهي تابعة لجمعية تدعى «أساطير الأرض» بولاية شيكاغو الأمريكية؛ حيث تمول من بنك «أوف أمريكا»، والسؤال الواجب طرحه هنا على لسان الأثريين: "من المسئول عن منح هذه البعثة الترخيص بالحفر ومن هو عميلها هنا «مدير أعمالها»، الذي يقوم على تسيير أعمالها طوال تلك الفترة؟!.

وبالرجوع إلى بداية العمل الروحي للبعثة يقول «مصطفى»، ترجع أعمالها إلى 6 مايو 2001، وذلك في أول جلسة «تنويم مغناطيسى» لـ«لوبوس» مع شخصين من بولندا، وفي 18 نوفمبر 2002 كان لقاء عبر الأثير في شيكاغو حول هذا الموضوع، وفي 12 ديسمبر 2002 حدث حوار إذاعي لذات الخرافة.

نبوءة الجوزاء

وفي 23 مارس 2003 ادعوا نبوءة برج الجوزاء في بروكسل ببلجيكا عن «خزعبلاتهم»، وفي 16 يونيه 2003 أقاموا احتفالاً أسطوريًا في شيكاغو حول ما يعرف بـعلاقة «برج الجوزاء وبعثة فرعون»، الذي حضره 250 صحفيًا من جميع أنحاء العالم لمناقشة أكاذيبهم عن «الأرض الروحية الجديدة المنتظرة»، وفي 17 نوفمبر 2003 تم إنشاء مكتب في شيكاغو وتم تسجيله لدى وزير الدولة، وقد ضم شخصيات بولندية وأمريكية، وفي 29 فبراير 2004 سمح مسئولو آثارنا لسبب نريد معرفته لهؤلاء المشبوهين بإجراء أبحاث لأجهزة رادار يشرف البروفيسور آدم سينكويتش- الأستاذ بقسم الجيولوجيا في جامعة روكلو البولندية- عن هضبة الأهرام ومنطقة الفيوم!!.

وفي 24 مارس 2004 عقد مؤتمر صحفي كبير بشيكاغو عن «أبحاث آدم بالهرم والفيوم»، حضره أكثر من ألف مهتم بهذا الملف، وفي أول ديسمبر 2004 كان احتفالهم الثالث أيضًا في شيكاغو، وفي 15 مايو 2005 أعادوا ذات الاحتفال بـ«التنويم المغناطيسي» بمشاركة بلجيكا تحت أحد أتباعهم ويدعى «باتريك جبرائيل»، والغريب في هذه الكارثة هو ادعاء أعضاء هذه الجمعية بتدخل»البنتاجون»- بحسب ما جاء في أوراق البعثة- أن نظرية لوسيانا لوبوس علمية، وتحذر من أخطار على كوكب الأرض وارتباط ذلك بكوكب آخر مجهول يعرفونه دون سواهم، وأن هناك شخصًا من بيرو يدعى «هنيبال»، هو صاحب نظرية استخدام «السعفة المقدسة» لجذب الطاقة وزلازل متفرقة في أنحاء العالم، وذلك منذ عام 1980، وحول هذه «الهرطقة» تؤكد مصادرنا أن العيب- كل العيب- ليس على هؤلاء النصابين، وأنها على من سمح لهم بالتمادي في ارتكاب هذه الجرائم بحق آثارنا.

وتدعى «لوسيانا»- نقلاً عن الموقع الإلكتروني لجمعيتها- أن «الهرم الأكبر لم يتم بناؤه في عهد الملك خوفو، وأن المقبرة التي دُفن فيها ليست له، وتزيد من وقاحتها عندما تشيع وجود دراسات لأنفاق تحت الهرم، وبتاريخ 24 يونيه 2005 نظمت هذه المشعوذة أول رحلة لفريق الجمعية «البعثة» باسم «رحلة أسرار العالم إلى مصر»، بهدف خلق علاقة مزيفة تربط بين «هرم هوارة» بالفيوم و«الهرم الأكبر»، مدعية وجود مداخل مشتركة بينهما، وقد ساندها في هذا الكذب والافتراء المدعو باتريك جبرائيل في سمومه، التي وضعها في كتاب بعنوان «نهاية العالم».

ويكشف الباحث إنه بتاريخ 11 يوينه 2006 عن تورط جامعة جامعة القاهرة في دعم أكاذيب وخرافات البعثة المشبوهة، عندما كلفت د.محمد عباس- بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية- بإجراء أبحاث أسفل قاعدة الهرم الأكبر ومنطقة الفيوم، ويضيف أنه بتاريخ30 يوليو 2006 أقامت الجمعية احتفالاً في شيكاغو بعنوان «التغيرات على الأرض سر مقبرة خوفو»، في إشارة لنجاح أبحاث «عباس» لخدمة أهداف المشعوذين.

ويشير «مصطفى» إلى أن «عباس» ألقى محاضرة في بولندا حول أبحاثه بالهرم ومنطقة هوارة، الذي أكد لهم وصوله إلى عمق 8 أمتار من هضبة الجيزة، مضيفًا- لافض فوه- أن الأنفاق تبدأ من الناحية الشمالية والشرقية من هرم هوارة وتوجد مياه جوفية بحجرة الدفن داخل الهرم، وردًا على تورط جامعة القاهرة من خلال استعانتها بـ«عباس» الذي دعم وساند هؤلاء المشعوذين، تسأل مصادرنا عن مصير الأبحاث التي أجراها «عباس» طوال عمله داخل المواقع الأثرية؛ ما يزيد على العشرة أعوام بدعم ومساندة د.حواس ومن بعده د.الدماطي ود.العناني، وكأنها عزبة يسرحون ويمرحون هو وغيره فيها دون حسيب أو رقيب، ثم أين أجهزتنا الرقابية من سؤال هذا الرجل عن النتائج، التي توصل إليها لخدمة آثار بلده، على فرض أن تلك «العزبة» أغمضت عينيها لأسباب نعرفها جيدًا عن تلك النتائج؟!.

التطرف الفكري

ويلقى الباحث الضوء على التطرف الفكري والعقائدي لهذه المشعوذة وفريق عملها عندما يسرد ما قاله وليم براون- عضو مؤسس بالجمعية المشبوهة- من خلال محادثة مع د.علاء شاهين- عميد كلية الآثار- حول مشروع الجمعية في مصر، مدعيًا- بحسب ما ورد على موقع الجمعية- أن الهدف من البعثة ليس أثريًا فقط، ولكن روحانيًا أيضًا لكي يفهم الناس طريقة الحياة الجديدة على الأرض المنتظرة، زاعمًا وجود زلزال أو طوفان أوكارثة سوف تحل بالعالم عام 2012- بحسب دراسة- باتريك جبرائيل، وأضاف أن الجمعية احتفلت بهذه «الخرافات» بإقامة ندوة بعنوان «حفائر البعثة البولندية المصرية من عصر التوراة»، وكتاب آخر تحت عنوان «إشارة الوقت آلهة التوراة تعود إلى الأرض»، وهنا تؤكد مصادرنا أن هذا الشطط العنصري من قبل تلك الجمعية المتطرفة لم يجد من يتصدى له ممن يدعون حمايتهم لتاريخ وآثار مصر.

بدوره فجر هاني أبو العزم- مديرعام البعثات الأجنبية بوزارة الآثار- مفاجأة صادمة حينما أكد تلك البعثات البالغ عددها 230 تضم عددًا كبيرًا من اليهود لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، لافتًا إلى أن بعضهم سافر إلى تل أبيب لإلقاء محاضرات تتعلق بالأمن القومي.

فيما حذر د.محمد الكحلاوي- أستاذ الآثار- في تصريحات إعلامية أن البعثات الأجنبية أصبحت خطرًا يهدد الأمن القومي والآثار المصرية، قائلاً: «الدول الممولة لتلك البعثات لا تعمل لوجه الله، وتُهدف دراساتها إلى سياسات تسعى إلى تحقيقها سواء على المدى القريب أو البعيد، وخاصة بعد ارتفاع تلك البعثات الأجنبية بمناطق حساسة، لايجب أن تعمل فيها تحت أي مزاعم.

وأبدى «الكحلاوي» تخوفه من سيطرة البعثات الأجنبية على عدد كبير من مفتشي الآثار المبتدئين المرافقين لخبرائهم أثناء القيام بأعمال الحفر في المنطقة، التي تحددها تلك البعثات عن طريق تقديم الهدايا والإغراءات المادية، أو تسهيل سفرهم إلى بلادهم بحجة الحصول على درجتي الماجستير أو الدكتوراه، مناشداً الجهات المعنية لإعادة النظر في علاقة هؤلاء الأجانب بأثريينا حتى نضمن عدم التفريط في بعض القطع ذات الأهمية الكبرى، التي يتم اكتشافها، وخاصة في ظل الظروف المتدنية التي يمر بها الأثري المصري وتدني رواتبهم.

وأشار «الكحلاوي» إلى أن اليهود انتشروا داخل البعثات الأجنبية للتنقيب عن آثارنا، وذلك للقيام بأغراض تجسسية أو إثبات ادعائهم من خلال بعض المعلومات الزائفة، التي يسعون إلى اشاعتها مثل مشاركتهم في بناء الأهرامات عن طريق إدخال روبوت داخل الهرم الأكبر؛ لمحاولة النيل من تاريخنا.

الأوضاع الأمنية

وسبق أن صرح د.على حسن- الأمين العام الأسبق للآثار- للإعلام من خطورة البعثات الأجنبية على الأوضاع الأمنية في مصر، مطالبًا بضرورة الاستغناء عنها بعد تعظيم دور البعثات العربية والمصرية، وتوفير الإمكانيات اللازمة لها لتجنب أخطار هؤلاء الأجانب، وخاصة بعد الكشف عن وجود عدد كبير من اليهود، الذين يعملون في تلك البعثات سواء أكانوا يحملون الجنسية الأمريكية أو الفرنسية أو الإيطالية أو غيرها.

مؤيدون للأجانب

وفي تناقض واضح وغير مبرر تابعنا تصريح د.محمد عبد المقصود لـلإعلام يقول فيه إن «زيادة عدد البعثات الأجنبية لا يعطي الفرصة للبعثات المصرية في العمل وخاصة بعد الظروف السيئة، التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي، وعدم توفير الإمكانيات المادية»، مشيرًا إلى أن وزارة الآثار تعاني من خلل علمي بعد زيادة البعثات الأجنبية إلى 240 بعثة وتراجع البعثات المصرية إلى ثلاث بعثات فقط !!، فيما أكدت مصادر أثرية لصيقة الصلة به إن تاريخ «عبد المقصود» معروف للجميع بتشجيعه لعمل البعثات الأجنبية، مستشهدة بفترة عمله بالوزارة عندما تعاون مع العديد من الباحثين الصهاينة-بحسب تقرير أمني سبق أن نشرناه في تحقيق سابق- ومازال حتى اليوم يفتح أبواب الآثار أمام الأجانب، وذلك من خلال عضويته داخل اللجنة الدائمة للأثار على الرغم من بلوغه سن المعاش منذ 4 سنوات.

وكشفت مصادرنا عن تدخل «عبد المقصود» لتمكين بعثة إيطالية مؤخرًا من العمل في «تل المسخوطة» بالإسماعيلية للبحث عن آثار الهكسوس، لافتة إلى أن هذه البعثة بها صهاينة يحاولون إثبات مزاعمهم من خلال آثارنا، وقد اصطحبهم «عبد المقصود» وأقام معهم في فيللا يملكها شخص مشهور جدًا بنهب عشرات الأفدنة الأثرية بمنطقة تل دفنة الأثرية بالقرب من مدينة الإسماعيلية، والمعروف أن تل دفنة ذات أهمية كبيرة جدًا للصهاينة طبقًا لنصوص بعض الأسفار المتأخرة !!، وتضيف المصادر أن هدف تلك البعثة هو الربط بين ناتج حفائر تل المسخوطة مع بعثة أجنبية أخرى تعمل في تل الرطابي بالقرب من المسخوطة وربط كل ذلك بنتائج مانفريد بتاك في تل الضبعة بالشرقية؛ حيث يدعي «بتاك» أن الهكسوس أقاموا في محافظة الشرقية.. كما تهدف الحفائر لربط آخر مع بعثة الصهيوني إدجار بوش العاملة في قرية قنتير بالشرقية، التي تحاول إثبات ذات الادعاءات الكاذبة بوجود للصهاينة في فاقوس، وتتساءل المصادر عن السبب الخفي خلف وراء مقابل الصهيوني مانفريد بتاك بـ «عبد المقصود» مؤخرًا في القنطرة شرق.

استيراد الخبراء

في وزارة الآثار لا صوت يعلو فوق صوت «الخواجة»، فعقدته باقية أبد الدهر في وزارة أوكل المصريون لها مهام إدارة تاريخهم، ففيما يبدع المصريون في جميع المجالات عالميًا، تستورد الوزارة خبراء في مجال التنقيب عن الآثار للكشف عن تاريخها المدفون، الفراعنة الذين صدروا للدنيا حضارة تجلت في معابدهم وأهراماتهم ودور عبادتهم، وقدموا من العلوم ما سبقوا به الدنيا بآلاف السنين من طب وفلك وتشييد ورسم ونحت وتحنيط، باتوا تحت رحمة العجز في وزارة الآثار، ونهب البعثات الأجنبية لعدد ليس بالقليل من القطع النادرة، لتتزين بها متاحفهم ونشاهدها كزائرين.

فضائح مدوية

وتزامنًا مع الاختراق الصهيوني لآثارنا وتاريخنا المُشرف الذي تركه لنا أجدادنا، وجدنا بكل أسف وصفاقة من أبناء جلدتنا من يفرض فيه لمتع دنيوية زائلة، ولا أدل على ذلك مما سمعنا به عن الفضائح المدوية للبعثة الألمانية بعد تسلل أفرادها داخل هرم خوفو وسرقة عينات من اسم الملك فيما يعرف بـ «الخرطوش» وتهربتها للخارج؛ لإثبات ذات المزاعم الصهيونية بأنهم بناة الهرم وليس المصريون القدماء، وهذا ما كشفه دفاع المتهمين للإعلام عن فيلم يظهر فيه د.زاهي حواس بجوار مقدم الفيلم «Josh Bernstein» و«john van auk»، مدير منظمة مشبوهة ومهتمة بإجراء دراسات، وإنتاج أفلام تدعم مزاعم الصهيونية العالمية بوجود ما يسمى قارة أطلنطس أسفل الأهرامات!!.

وتابع، دفاع المتهمين المصريين، أنه في عام 2010، سجل د.حواس، فيلمًا آخر داخل الحجرات الخمس، بعنوان «مطاردة المومياوات»، أي بعد تسجيل الفيلم الأول بخمس سنوات، يظهر فيه بجانب اسم الملك خوفو ومحفور عليه علامات وخدوش لم تكن موجودة من قبل، وهو ما يؤكد أن الواقعة حدثت في وقت سابق وليس بتاريخ 14 أبريل 2013 على عكس ما ورد بتقرير اللجنة المشكلة بقرار من وزارة الدولة لشئون الآثار، الذي أثبت الواقعة بتاريخ أبريل 2013.

وأوضح الدفاع، أن الصعود للغرفة الخامسة التي تحتوي على الخرطوش يتطلب وجود مصعد «سلم» من ثلاث وصلات يبلغ طوله 10 أمتار على الأقل، موضحًا أن هذا الأمر يستلزم الإعداد له جيدًا قبل الزيارة بيومين على الأقل وبتصريح من المجلس الأعلى للآثار، كما أكد الدفاع أن السلم كان موجودًا بصفة دائمة قبل تلك الزيارة بعدة سنوات وليس في تاريخ الواقعة فقط كما جاء بالتحقيقات، وعليه قررت محكمة جنايات الجيزة إحالة د. حواس للنيابة العامة بتهمة مساعدة الألمان على دخول هرم خوفو وسرقة عينات من اسم الملك.

أخيرًا، لا يفوتنا إلقاء الضوء على ما كشفته مجلة «النيوزويك» الأمريكية الشهيرة مؤخرًا عن قرب افتتاح متحف أثري جديد لصالح الملياردير الصهيوني ستيف جرين، موضحة أن هذا الرجل أنفق نحو 800 مليون دولار لجمع قطع أثرية قديمة ذات دلالة عقائدية لخدمة ما يطلق عليه «الكتاب المقدس» في واشنطن، الأمر الذي يجعلنا نربط بين هذا العمل غير الأخلاقي، وما يتم سرقته حاليًا وقبل ذلك من آثارنا التي لا تقدر بأي ثمن؟!.