رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤامرة الصهيو-عالمية الكبرى على آثار مصر «٧» .. بعثات التنقيب الأثرية الأجنبية.. الخطر الأكبر على تارخ وحضارة وتراث مصر منذ عهد الفراعنة

جريدة الدستور

أثريون: كهنة المعبد الأثرى يفضلون التعامل مع البعثات «الخواجاتى» عن التعامل مع أصحاب الأرض!!
"إدجار بوش" يستأجر الأراضى الزراعية من فلاحى الشرقية بمبالغ كبيرة حتى ينقب فيها عن مزاعم اليهود
" مانفريك بتاك" يبحث عن مزاعم أجداده الصهاينة فى الشرقية.. ود.حواس يصفه فى مقاله بـ «البطل» وينتقد معارضيه!!
"آن باترسون" تؤكد مزاعم الصهاينة فى علم الآثار التوراتى بأحقية إسرائيل فى احتلال مصر حسب وعد بلفور !!
آلان زيفى يروج فى كتبه ومحاضراته بأنه اكتشف مقبرة تخص سيدنا يوسف عليه السلام بـ «سقارة»!!
د.حواس خالف قانون الآثار الذى شارك فيه عندما سمح لـ «فتاة» دومانيكية عمرها 19 ربيعا بالبحث عن كليوباترا


إذا كنا-حقاً-نؤمن بالتاريخ كما يؤمن به زعماء العالم وحكماؤه.. فلابد أن نعيد قراءته من أجل الحفاظ على تاريخنا وحضارتنا من عدو غادر لا يرحم من يتغافل عن حقوقه..ولدينا العديد من الشواهد التى نستدل بها على جُرم الصهاينة وكيدهم لنا منذ آلاف السنين وحتى اللحظة..إذ كيف نفسر عداءهم المستحكم لتراثنا على يد عملائهم فى بعثات التنقيب الأجنبية عن آثار فى كل شبر من أرضنا؟!.

المصادر الأثرية التى عملت بالبعثاث المصرية أكدت لـ«الدستور» أن وزارتهم المعنية بالحفاظ على كنوزنا تتعامل معهم على أنهم من جنسية «عاشرة» بعد الأمريكان والفرنسيين والألمان واليابانيين وحتى الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر دول أوربية وأمريكية..منتقدة عمل250 بعثة أجنبية داخل أراضينا فى الوقت الذى يجلس فيه خيرة علمائنا-بحسب كلامهم-فى بيوتهم دون عمل.. وتعجبت المصادر من «بجاحة» البعثات «الخوجاتى» عندما تفرض شروطها على «الآثار» وتُحدد لنفسها مواقع أثرية مهمة لتصبح بعد ذلك بقدرة قادر- صاحبة حق امتياز لهذه المواقع.. وأضافت: من العيب على وزارتنا أن تسمح لتلك البعثات بعدم دفع "ولا جنيه" واحد لخزانة الدولة نظير حصولها على موقع للتنقيب عن الآثار!!.

البعثات الخواجاتى
وكشفت عن خشيتها على نفسها من بطش «كهنة المعبد الأثرى»-بحسب وصفهم- إذا ظهروا معى فى أى تحقيق أثرى..وهو ما جعلنى أطرح السؤال التالى:هل يعقل أن يُمنع علماؤنا الأجلاء من مجرد الاقتراب من «الخواجات» والأماكن التى يعملون فيها بأوامر من مسئولى الآثار الكبار؟!..مع التأكيد على وجود 50 بعثة أجنبية تعمل فى محافظة الأقصر وحدها..وهذه كارثة بكل المقاييس..وما يزيدنى قلقاً من هذا الوضع المزرى هو ما علمته بأن مفتش الآثار المصرى الذى تعينه وزارته ممثلاً للدولة للإشراف على بعثة الخواجات يتحول من «مراقب» إلى «أجير» يتقاضى من هذه البعثات 50 جنيهاً يومياً..لذا فإننى أُجزم بأن هذه الوزارة كانت ومازالت «دولة داخل الدولة»!!.

عيب أوى
ما سبق ذكرنى بما أكدت عليه فى مقالاتى وتحقيقاتى وسأظل أؤكد أن ما يأتينى من أخبار عن سطوة بعض الأثريين وإجرامهم بحق آثارنا لهو شىء بغيض حقاً و«ممقوت»..فعلى سبيل المثال لا الحصر نوجه سؤالنا للوزير:كيف تسمح بحرمان البعثات المصرية من العمل فى الحفر بحجج غير مقنعة قد تؤدى إلى ضرب انتمائهم الوطنى فى مقتل وهم يشاهدون بلدهم تفضل عليهم الأجانب!! ..لذا أقول دائماً «مفيش حاجة من الغرب تسُر القلب».. لأن كل ضربة معول من يد مصرية فى أرض الكنانة.. تكشف لنا أثراً يمثل دليلاً دامغاً لـ «فضح» التأويلات الصهيونية المستمرة ضد حضارتنا.. وهذا ما حدث بالفعل بعد اكتشافنا «جبانة عمال الأهرام»-والتى سيأتى ذكرها فى تحقيقات ومقالات قادمة لغزارة معلوماتها-والتى دحضت ادعاءات اليهود بأنهم بناة الأهرامات.. وهنا أطرح السؤال التالى: ماذا لو أن أثريى أى بعثة أجنبية- وجميعهم مؤمنون بالتوراة المحرفة طبعاً- هم من اكتشفوا تلك المقبرة ؟!.. هل كانوا سيعلنون الحقائق لصالحنا؟!..بالطبع لا..وأظن واقعة ثقب الهرم الأكبر عام 2002 بواسطة الجمعية الجغرافية الأمريكية التى يمتلكها الصهيونى العالمى روبرت مردوخ خير دليل على ذلك.

مصادرنا أكدت أن دارسى علوم المصريات الأجانب يتبنون جميعهم أفكار التوراة..مستشهدين فيما قالوه بتصريحات السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة آن باترسون نقلاً عن «معاريف» الإسرائيلية عندما نسبت أصل الملك الفرعونى توت غنخ آمون إلى اليهود !!.. كما زعمت -بحسب فهمها للرواية العبرية «المفبركة»- أن والد الملك إخناتون هو سيدنا موسى عليه وعلى نبينا وأنبياء الله أفضل الصلاة والسلام !!.. وهذا «الشطط» يجرنا جراً إلى كشف ألاعيب النصاب العالمى-حسب وصف د.زاهى حواس- «ريفز» الذى حاول بمساعدة «د.الدماطى» أن يثقب مقبرة الملك الشاب بحجة أن خلفها مقبرة أخرى للملكة الجميلة نفرتيتي..لإثبات إنها عبرانية الأصل.. وهذا ما حذرنا ونحذر منه فى تحقيقاتنا ومقالاتنا السابقة وإن شاء الله اللاحقة!!.

المهتمون بالملف الأثرى يتساءلون: هما إخوانا وزراء الآثار بيعملوا فينا كده ليه؟!.. لكن سرعان ما تأتيهم الإجابة الشافية من خلال تفرد هؤلاء الوزراء باتخاذ قرارات سلطوية وكأن هذه الوزارة «عزبة» ورثوها أباً عن جد وليست ملكاً للشعب !!..

رحمة العجز
إن أجدادنا الفراعنة الذين صدروا للدنيا حضارة عظيمة تجلت فى معابدهم وأهراماتهم ودور عبادتهم.. بل قدموا من العلوم ما سبقوا به جميع العالم بآلاف السنين من طب وفلك وتشييد ورسم ونحت وتحنيط.. أصبحوا الآن تحت رحمة البعثات الأجنبية..فعلى سبيل المثال لا الحصر بعثة «نصابة» يونانية تدعى «ليانا سوفالتزى» عن مقبرة الإسكندر الأكبر بمنطقة سيوه..و«مشعوذة» بولندية أخرى تدعى «لوسيانا لوبوس» معروف انتمائها وامتداحها للصهاينة كانت ضمن بعثة بلادها وقد كرمها د.علاء شاهين عندما كان عميداً لآثار القاهرة-نضف إلى ما سبق واقعة المسح الجيولوجى والتنقيب التى قامت بها البعثات الأمريكية والبلجيكية والهولندية عام 1993 دون موافقة اللجنة الدائمة للآثار بمنطقتى وادى الحمامات وبكر بالبحر الأحمر..وتعد واقعة بعثة متحف اللوفر من أشهر الجرائم التى ارتكبت بحق الآثار المصرية.. إذ كيف نفسر وجود خمس لوحات من مقبرة «طيبة-15» فى متحف اللوفر فى ثمانينيات القرن الماضى ؟!.. أيضا قيام بعض علماء المصريات الألمان بنقش علامة «نجمة داود» على أحد الأحجار بمعبد «أوزير نسمتى» بجزيرة الفنتين بمحافظة أسوان..مع العلم أن «نجمة داود السداسية « لم تذكر فى التوراة على الإطلاق..وأن هذا الرمز كان موجوداً كتصميم فنى هندسى فى الحضارتين: الإسلامية والهندية..لكنً اللوبى الماسونى استطاع أن يخدع العالم بتزييف حقائق التاريخ .. مدعياً أن هذه النجمة هى الرمز اليهودى..وهذا العبث ليس له غير معنى واحد فقط..وهو السعى الدؤوب لصهينة آثار مصر عن طرق تلك البعثات.

مانفريد بتاك
ومن المآسى التى كادت أن تسحق هامتنا ..هى ألاعيب وزارة الآثار مع هواة ومشعوذين ومدعى علم بغرض جمع المال والبحث عن الشهرة..وسنسرد بعض هذه المآسى عسى أن تتوقف وزارتنا الموقرة عن هذا العبث..البعثة النمساوية-مثلاً-فى تل الضبعة بمحافظة الشرقية برئاسة الأثرى «مانفريد بتاك»..والذى ما زال يبذل مجهودات مضنية للبحث عن تاريخ مزيف يخدم ادعاءات الصهاينة عن وجود أى أثر لبنى إسرائيل فى هذه المنطقة..وليت الأمر قد وقف عند هذا الحد..بل تعداه إلى رغبة هذا الـ «بتاك» فى إقامة متحف لآثار ادعى أنها تخص اليهود فى تل الضبعة!!..وفى المقابل لم نسمع عن أى رد علمى موثق من علمائنا ومتخصصينا فى الآثار-وهم كثر-لنفى هذه المزاعم والتصدى لهذا الصهيونى الذى ينشر أكاذيبه فى مقالات وكتب بشتى اللغات داخل إسرائيل وفى جميع أنحاء العالم.

والغريب إن د.حواس قد شيد به فى أحد مقالاته قائلاً:«عندما زرت بتاك فى تل الضبعة وجدته يتبع أحدث الأساليب العلمية فى العالم للحفر على الرغم من ان المصريين قد دمروا موقع الحفائر إلا أنه صمد وواصل عمله وتوصل إلى نتائج مبهرة تجعله من أهم المواقع الأثرية فى مصر حيث أن الموقع يخص فترة تاريخية مهمة وهى فترة الهكسوس!!»..ويستطرد د.حواس:«لقد عرض على بتاك أن أسافر إلى النمسا عندما كنت صغيرا للحصول على الدكتوراه ولكنى بالفعل كنت قد حصلت على منحة فولبرايت وفضلت السفر إلى أمريكا»..مضيفاً بأنه أمر أن يطبع المجلس الأعلى للأثار دورية خاصة يتصدرها مانفريد بتاك تكريما لشخصه وتعبيرا عن حبى له..حيث يحتل مكانة خاصة فى قلبى خاصة أنه زارنى فى منزلى وأهدانى زهور !!..ويختتم د.حواس مقاله بالثناء على بتاك فيقول:«أحياناً يهاجمه الجهلاء ولكنى دائما أقف بجانبه وأقول له إنك رجل حساس ولا تلتفت لهم فهم جهلاء وكلماتهم ستذهب إلى صندوق القمامة وكتبك تشهد لك بذلك»!!..

إدجار بوش
ومن أخطر هذه البعثات ..تلك التى يترأسها المدعو «إدجار بوش»..والذى يحمل الجنسية الألمانية فى قرية قنتير بمحافظة الشرقية منذ عام 1979 وحتى اللحظة..مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الـ «بوش» دارت حوله الشبهات..خاصة بعد حرصه على شراء مقابر حديثة للتنقيب أسفلها مقابل مبالغ مالية ضخمة جدًا..كذلك استئجاره الأراضى الزراعية من الفلاحين بمبالغ كبيرة حتى ينقب فيها أيضًا..وجميعها أمور تثبت صحة ما يقال عن أن البعثات تقوم بمهام جاسوسية أكثر منها علمية..وتعمل لجمع المعلومات وسرقة الحضارات القديمة، ومن الأمور الأخرى أيضًا أن البعثة تقيم حفلاً سنويًا تدعو إليه السفارات الأجنبية وأعيان المنطقة، وعندما استفحل الأمر قدّم الأهالى شكوى إلى المسئولين قبل الثورة بتحركات هذه البعثة، فقالوا لهم إنهم تحت المراقبة، لكنهم لم يفعلوا شيئًا!!.

فى هذا السياق فوجئنا بتصريح صحفى للدكتور محمود عفيفى-رئيس قطاع الاثار المصرية يقول فيه إن «قرية قنتير تعتبر من أهم المزارات السياحية بالشرقية، مشيرًا إلى أن تواجد اليهود بها بدون مراقبة، يمثل خطرًا كبيرًا على البلاد، حيث أنهم يعتبرونها مدينة الخروج التى فر منها اليهود هربًا من مصر».

وأضاف أن «اليهود يحاولون السيطرة على تلك القرية وغيرها من خلال الإعلام الغربى.. محذراً من تكرار سيناريو ضريح» أبو حصيرة فى محافظة البحيرة..وواصل «عفيفى» حديثه قائلاً:منذ توقيع معاهدة السلام، حرصت إسرئيل على وجود بعثات فى أكثر من مكان بمحافظة الشرقية مثل قنتير وتل الضبعة لاعتقادهم أن أحداث سيدنا موسى وفرعون وقعت فى تلك المناطق، فضلًا عن إرسال بعثات أثرية بقيادة إدجار بوش إلى قنتير بجانب بعثات صهيونية، ونمساوية.

آلان زيفى
المعروف جلياً للأثريين أن آلان زيفى صهيونى-فرنسى من أصل مغربى ..وقد حاول إثبات ادعاءات وأكاذيب الصهاينة فى الاكتشاف الوحيد الذى نُسب إليه فى مركز البدرشين بمحافظة الجيزة لمقبرة شخصية مصرية قديمة فى منطقة سقارة..وهذه المومياء خاصة بالوزير الأول للملك أمنحتب الثالث-الأسرة الثامنة عشرة-وزاد فى شططه عندما ادعى أن المقبرة التى اكتشفها تعود لسيدنا يوسف-عليه السلام-فى كتابه الشهير «الوزير المنسى» الذى ألفه باللغة الفرنسية ونشره فى جميع أنحاء العالم..وعلى الرغم من أن الأثاث الجنائزى لهذا الوزير كان على الطريقة الفرعونية الخالصة..فإنه لم يسلم من أوهام «زيفى» وظل يجول ويصول فى العالم لنشر أكاذيبه فى المحافل الدولية..ومن الغريب حقاً هو ما عرفناه بأن هذا الرجل مازال يعمل حتى الآن بمنطقة سقارة!!.

جيمس هوفماير
لو سألت أى أثرى فى عزبة الآثار عن هوفماير فستجد الإجابة الشافية بأنه رئيس بعثة مركز البحوث الأمريكية التى كانت تعمل فى منطقة تل البرج بمحافظة شمال سيناء..كما أنه عضو فى جمعية الآثار اليهودية فى القدس..وليس هذا فحسب..بل إن البعثة التى يرأسها تتبع جامعة ترنتى المتخصصة فى تدريس التوراة..وهو أحد أبرز أستاذتها فى التوراة وتاريخ الشرق الأدنى..هذا ما كشفت عنه مصادرنا..مؤكدة فى الوقت ذاته أن هذا الـماير ألتقى د.محمدعبد المقصود-عضو اللجنة الدائمة للآثاررغم إحالته للمعاش منذ مايقرب من الأربع سنوات- مؤخراً بمنطقة القنطرة شرق..وذلك لدراسة مشروع جديد للكشف عن أى أُثر يخص بنى إسرائيل فى مصر!!..وتساءلت مصادرنا:كيف يُسمح لـهوفماير العودة لممارسة أكاذيبه ضد تاريخنا وهو الذى سبق طرده بواسطة الامن القومى لذات الأسباب؟!.

ووجهت مصادرنا سهام نقدها وأسئلتها لوزارة الآثار عن السبب الخفى الذى يجعلها تتعامل مع رجل يشكك فى تاريخنا لخدمة الصهيونية ومزاعمها..وهذا ما ظهر من خلال مؤلفاته التى تحمل أحدها عنوان إسرائيل فى مصر والآخر يحمل عنوانإسرائيل القديمة فى سيناء،..حيث يدعم من خلالهما مزاعم الصهيونية فى أرض الفيروز..مستميتاً فى ادعاءاته التى يروجها بحقهم فى دولة من النيل للفرات، ..وقد حاول ماير إن يربط بين كشفه الوهمى وما تذكره التوراة..فضلاً عن مغالطاته التاريخية التى ينفى فيها الحقوق التاريخية لمصر فى سيناء..بل ويؤكد-بحسب مؤلفاته-أن حدود مصر تقف عند حدود بحيرتى المنزلة والتمساح..مع العلم أن ماير كان أحد أعمدة البعثة الإسرائيلية التى نهبت آثارنا من سيناء بعد احتلالها عام 1967 تحت رئاسة أستاذه أليعازر أورين-أستاذ الآثار بجامعة بن جوريون بتل أبيب.

بعثة أبو صير
ما أن ذكرنا منطقة أبوصير مركز البدرشين بمحافظة الجيزة..إلا ويرادفها اسم الأثرى ميروسلاف بارتا-الصديق الصدوق لشيمون بيريز-الرئيس الاسرائيلى الأسبق-والذى يترأس بعثة تعمل بالتنقيب فى تلك المنطقة منذ عشرات السنين..ولمن لا يعرف..فهذا الرجل اختاره د.حواس دون غيره لاسباب لانعلمها ليكون عضوا فى اللجنة العليا لدراسة مشروع الأهرامات..وقد تابع جميعنا ما ذكره الخبراء عن الشبهات التى حامت حول هذا المشروع..والذى هُربت نتائجه إلى الخارج..ومما يشاع عن هذا الـبارتا أنه كان دائم المقابلة لـبيريز خلال زياراته لدولة إثيوبيا كأحد الخبراء المعتمد عليهم للكيان الصهيونى.

البعثة المجرية
الصهيونى زلتان هورفث-رئيس البعثة المجرية-فى منطقة اللاهون بالفيوم منذ عام 2002..وبسؤالنا عن الهدف الأساسى من عمل هذه البعثة..أكدت مصادرنا أنها وغيرها العديد من تلك البعثات جاءت خصيصا لاستكمال ذات السيناريو الخبيث الذى يروج للمزاعم الصهيونية بأن اليهود هم من بنوا الأهرامات وأكدت المصادر إن هذا الرجل سبق له أن ارتكب جريمة يعاقب عليها القانون الدولى والمحلى..وذلك عندما غافل السلطات المعنية بتعديه على الحفائر المصرية فى معبد الوادى بهرم اللاهون فى الفيوم باستخدامه شينيور تسبب فى تشويه غرف بها ودائع أثاث خاصة بالملك سنوسرت-أشهر ملوك الأسرة الثانية عشرة.

الشهرة والمال
ما سبق يمثل ضربة موجعة بخنجر مسموم فى خاصرة ذاكرة الوطن..أما ما سيأتى فمن الواضح أن الهدف منه هو الشهرة وجمع المال..ففى نوفمبر 2006 نشر موقع الجمعية الجغرافية الأمريكية المشبوه-والذى يعمل ضد تاريخنا لصالح الصهاينة-واقعة مثيرة للدكتور د.زاهى حواس-أمين عام المجلس الأعلى للآثار-وذلك عندما أخرج من درج مكتبه ورقة مرسوم عليها مخطط لأهم المواقع الأثرية الذى كان ينقب فيه بمعية فريق من الخبراء على مدى عام..ويوضح د.حواس قائلاً إننا نبحث عن ضريح الملكة كليوباترا..مضيفاً لا أحد سبق له أن قام بالبحث عن آخر ملكات مصر على نحو منهجي..غير أن هذا البحث المنهجى نفسه كان قد بدأ فعلاً عندما اتصلت امرأة من جمهورية الدومينيكان، تدعى كاثلين مارتينيز بدكتورحواس عام 2004..ثم جاءت لتخبره عن نظرية كانت توصلت إليها. ومؤداها أن الملكة كليوباترا قد تكون مدفونة فى معبد آيل للسقوط قرب مدينة تابوزيريس ماجنا الساحلية الصحراوية «أبو صير حالياً»، على بعد 45 كليومتراً غربى الإسكندرية.

ويواصل د.حواس:كنت أعتقد قبل بداية الحفر أن كليوباترا ربما تكون قد دُفنت قبالة قصرها فى الإسكندرية، بمنطقة المقابر الملكية..ويضيف الموقع إلا أن منطق مارتينيز أقنعه فى النهاية بوجود نظرية أخرى تستحق الاستكشاف..وهى أن كليوباترا كانت حاذقة بما يكفى لتتأكد من أنها وأنطونيو سيدفنان بشكل سرى فى مكان خفى حيث لا يمكن لبشر إقلاق راحتهما الأبدية معاً..ويكشف الموقع المشبوه عن مصيبة سوداء بحق قياداتنا التى وثقنا فيها واتمناها على تراثنا الأثرى حينما يؤكد أن كاثلين مارتينيز-الشابة العبقرية-حاصلة على بكالوريوس فى القانون وعمرها لايتعدى الـ 19 ربيعاً..مبرراً خرافات هذه النصابة بهوسها بشخصية هذه الملكة.

ويسرد الموقع تفاصيل عن ادعاء هذه النصابة بأن كليو باترا تعمدت إخفاء قبرها-كما تطرق لكيفية موافقة د.حواس لها على تحقيق مزاعمها وأكاذيبها عندما أخبرته أنها زارت منطقة أبو صير قبل ذلك..مبدية رغبتها فى تكرار هذه الزيارة..وبعد أن أنهت تصوير الموقع ومسحه..وزاد الموقع من سخريته بعقول متابعيه حينما كرر ادعائه والتوائه بأن النصابة ألحت على د.حواس فى طلبها بالتنقيب عن كليو باترا فى الموقع المشار إليه قائلة له امنحنى شهرين وسأعثر على كليوباترا!!
وفى نهاية المسرحية ذات الممثلين الكومبارس سخيفة الإخراج والمشاهد يختتم الموقع أكاذيبه قائلاً:ذات صباح مشمس وحار فى المعبد فى مايو 2010، كانت كاثلين مارتينيز متدثرةً بقميص طويل الأكمام، تعتمر وشاحاً وتلبس قفازات صوفية من دون أصابع. لسبب ما، أشعر دائماً بالبرد عندما أكون هنا، تقول مارتينيز. لقد صارت مدة الشهرين التى طلبتها للقيام بالحفريات ثلاثة أشهر، ثم أصبحت الثلاثة أشهر خمس سنوات!!.

ورداً على هذا العبث جاءت شهادة دوان دبليو رولار-الباحث البارز فى تاريخ كليوباترا-كصفعة قوية على وجه مسئولينا المحترمين والنصابة الدومانيكية ذات الـ19 ربيعاً!!..عندما قال:ليس ثمة من دليل على أن كليوباترا حاولت إخفاء قبرها-كما ادعت مارتنيز-أو أنها أرادت فعل ذلك..مضيفاً:لقد كان من الصعب إخفاء قبرها على أوكتافيان، وهو من تكفل بدفنها؛ فكل الدلائل تشير إلى أنها دُفنت مع أسلافها..مشيراً إلى أن الآثار المرتبطة بها فى أبو صيرلا معنى لها لأنه يمكن العثور على أمثالها فى أماكن عدة داخل مصر.

إننى أتفق بأن أوكتافيان كان يعرف مكان دفن كليوباترا وأنه أذن بدفنها، تقول مارتينيز، مضيفة لكن ما أعتقده - وهذه مجرد نظرية - هو أنه بعد انتهاء عملية التحنيط، قام الكهنة فى تابوزيريس ماجنا بدفن جثمانى كليوباترا ومارك أنطونيو فى مكان مغاير من دون أخذ موافقة الرومان؛ مكان خفى تحت فناء المعبد.