رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتوح الشاذلي يكتب رسالة حب ... دموع" ترودو "

جريدة الدستور

حرص الزعيم جاستين ترودو رئيس وزراء كندا علي حضور لقاءات مصغره مع بعض  اللاجئين السوريين  وذلك بمناسبة مرور عام علي برنامج التوطين الذي تبناه بنفسه في كندا .. وفي إحدي هذه اللقاءات جلس الزعيم الشاب مع مجموعه من اللاجئين علي مائده مستديره في
أحد المطاعم بتورنتو  يستمع إلي تجربة أحد اللاجئين الذي فر من الجحيم علي أرض سوريا قاصدا لبنان ومنها إلي كندا .. قال اللاجئ السوري فانيغ غارابيديان -وهو طبيب نساء- في نهاية حديثه عن الجحيم والحرب والفرار من الموت أن نقطة الضوء  بدأت علي الطائره التي أقلته من لبنان إلي كندا وذلك عندماربط أحد الكنديين علي كتفه قائلا له .. إذهب واجعل كندا أفضل .. أما الموقف الآخر الذي بعث فيه الأمل وأعاده إلي الحياه فكان في العاشر من ديسمبر الماضي أي قبل عام عندما استقبله رئيس وزراء كندا في المطار وقال له" أهلا بكم في بيتكم" .. قال الرجل وقتها فقط عرفت انني لم اعد بلا اهل ولا بيت ولاوطن .. وان هنا بيتي واهلي ووطني .. وهنا وعند هذه الكلمات انهمرت دموع رئيس الوزراء الكندي .. بكي الزعيم الشاب وابكي معه الملايين الذين شاهدوه علي شاشة التليفزيون وهو يبكي .. وحصد هذاالموقف المؤثر  2 مليون مشاهده علي مواقع التواصل الإجتماعي في اقل من 24 ساعه .

هذا هو جاستن ترودو المسئول الوحيد من خارج الدول العربيه والإسلاميه الذي استقبل مثل هذا العدد من الأشقاء السوريين وفي فتره وجيزه .. ففي حملته الإنتخابيه في أكتوبر 2015 وفي أعقاب مأساة الطفل الكردي إيلان تعهد الرجل في حالة فوزه، باستقبال 25 ألف سوري بنهاية ديسمبر .. ورغم العقبات الكثيره لم يتراجع  واستعان بالطائرات الحربيه لإنجاز وعده ليرسل رسالة سلام من زعيم جديد وشعب متحضر .

من هنا سيكون حكم التاريخ .. سيكتب التاريخ يوما أن أوباما وضع خطة تدمير عدة دول عربيه في إطار ما يسمي بالشرق الاوسط الجديد والفوضي الخلاقه ونفذهذه الخطه في سوريا ببراعه بوتين ونصر الله وخامئني ومعهم بشار .. وفي المقابل كان هناك زعماء أنجزوا استحقاق إنساني تجاه هذا البلد المكلوم في مقدمتهم جاستن ترودو .. وأيضا سيكتب التاريخ أن الشعب السوري كان ضحيه لمؤامره كبري حيث تكالبت عليه قوي الشر جميعا من الداخل والخارج ،ولم ييأس هذا الشعب رغم المجازر والخراب والدمار .. وكتب أهل سوريا علي الحافلات التي أقلتهم من حلب منذ أيام .. راجعين تاني .. إنه شعب صامد أبي يعشق تراب الوطن ولا يفرط في أرضه ولا عرضه .. وسيعود يوما ما مهما طال الزمن .