رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أندريه كارلوف". . الرصاص يوثق "روسيا في عيون الأتراك"

جريدة الدستور

"ما لم تكن بلادنا في أمان.. فإنكم لن تذوقوه" كانت تلك الرسالة الأخيرة التي قالها الضباط التركي "مولود الطنطاش"، والذي خدم في قسم مكافحة الشغب بالشرطة التركية، بعدما أقدم على تنفيذ عملية الاغتيال بحق السفير الروسي "أندريه كارلوف"، في حادثة يتنبأ لها كثيرون، بأنها ستقلب الأمور علي رأس السلطان "أردوغان".

حالة من التباين الشديد شهدتها العلاقات الروسية التركية، علي وقع الخلاف علي معالجة القضية الروسية، والتي حاول فيها كلا الطرفين، الظفر بنصيب الأسد من المكاسب، دون وضع أي اعتبار للشعب السوري الجريح.

صراعات شديدة دارت رُحاها بين "القيصر" و"السلطان" تفاوتت مراحلها تارة بين الإتفاق، وأخري بين الإختلاف، لكن وسط تلك الزخم، وجد السفير الروسي " أندريه كارلوف" نفسه مطالبا بدفع الثمن من حياته، بعدما اخترقت صدره رصاصات الانتقام التركية.

"كارلوف" الذي كان شاهدا وحاضرا بقوة علي طاولة المفاوضات الدائرة حول الصراع في سوريا، وتحديدا في حلب المنكوبة، من مواليد شهر فبراير من عام 1954.

نال السفير الروسي الراحل شهادة كلية العلاقات الاقتصادية الدولية من أحد المعاهد التابعة لوزارة الخارجية السوفيتية، ليبدأ من حينها التدرج داخل أروقة السلك الدبلوماسي الروسي.

شغل "كارلوف" منصب السفير الروسي في الصين بين عامي 2001 حتى 2006، قبل ان يعود مجددا للعمل داخل وزارة الخارجية الروسية حتي عام 2013، ليغادر بعدها إلي تركيا، تمهيدا لاستلام مهام منصبه الجديد سفيرا لروسيا داخل الدلة العثمانية.

بدأ اسم "كارلوف" في الظهور، عقب إسقاط النظام التركي الحاكم لأحد الطائرات الروسية، بعدما خرج في تصريحات حادة، هاجم فيها " أردوغان"، مؤكدا أنه لاعودة للعلاقات بين الدولتين، إلا بعد أن تبادر تركيا بتقديم إعتذار مصحوب بتعويض لأسر الضحايا، بجانب معاقبة المتسببن عن حدوث تلك الكارثة.

لكن مع عودة عجلة العلاقات الروسية التركية الحميمية للدوران من جديد، دخل "كارلوف" المغارة، والتي لم يخرج منها إلا بعد اشتداد الصراع في مدينة حلب السورية.

"كارلوف" الذي حاول الدفاع عن حق بلاده، ضد موجة الانتقادات التي طالتها عشية الانتهاكات الشديدة التي شهدتها عملية تحرير حلب، ودفع ثمن تصريحاته غاليا، بعد تعرضه لعملية اغتيال أودت بحياته.

اغتيال "كارلوف" الذي اعتبره البعض يندرج ضمن مبدأ "اللي حضر العفريت يصرفه"، باعتبار أن السلطات الروسية هي من تسبت في تلك الواقعة ، بعد مجازرها في سوريا، مستشهدين بمقولة القاتل "لاتنسوا حلب".
قتل أندريه كارلوف، السفير الروسي لدى تركيا، اليوم، على يد ضابط تركي داخل مبنى متحف الفن الحديث في أنقرة.
وكان السفير الروسي يلقي كلمة خلال افتتاح معرض "روسيا بعيون أتراك"، وأطلق المسلح النار عليه، وأصابه و3 آخرين بجروح، ونجحت قوات الأمن التركية في تصفية المهاجم.
وحصلت الدستور على فيديو يوثق العملية كاملة.