رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قومى المرأة يشارك الأسرة الدولية إحياء حملة الـ 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة

المجلس القومى للمرأة
المجلس القومى للمرأة

العاشر من شهر ديسمبر ومع احتفال العالم بالذكرى الـ68 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ،يختتم المجلس القومى للمرأة حملته كونى التى شارك بها الأسرة الدولية فى حملة ال ١٦ يوما لمناهضة العنف ضد المرأة والتى انطلقت مع الإحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فى ٢٥ نوفمبر الماضى ، وهو اليوم الذى أقرته الأمم المتحدة ليكون يوما لتركيز الانتباه على ممارسات العنف المستمرة بحق المرأة ، أصلها وتطورها باختلاف أشكالها ، وآليات مناهضتها.

كونى شعارا مصريا لحملة ال١٦ يوما العالمية التى اشترك فيها المجلس القومى للمرأة مع العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لمناهضة العنف ضد المرأة ، تزامنا مع الحملة العالمية اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة ٠

حمل شعار كونى، دعوة ضمنية للمرأة المصرية أن تكون قوية متمكنة طموحة مثقفة متعلمة مستعدة وقادرة، وقد نظم المجلس على مدى أيام الحملة العديد من الفاعليات والانشطة التى تنوعت مابين مسابقات وعروض فنية وثقافية ورياضية وورش عمل ودورات تدريبية ، هدفت إلى رفع الوعى العام وحشد المواطنين بمختلف المراحل العمرية والمستويات الإجتماعية و فى كل مكان لإحداث التغيير ، ويختتمها فى وقت لاحق مساء اليوم السبت باحتفالية ختامية تستضيفها جامعة القاهرة بحضور الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس والدكتور جابر نصار رئيس الجامعة والعديد من كبار المسئولين بالدولة وشباب مصر تتضمن عرضا فنيا بعنوان حل الضفائر بعد أن شهدت الجامعة ماراثون للجرى بهذه المناسبة.

قائمة العنف ضد المرأة تطول وتتنوع أشكالها وأنواعها ، لكنها من بدايتها لنهايتها هىعنف، فالقرن الحادى والعشرين بكل ماحمله من تقدم على كافة الاصعدة والمجالات الحياتية ، وما يعيشه الإنسان من تقدم فى عصر الحداثة والعولمة وتعاظم وجود المنظمات المجتمعية المنادية بحقوق المرأة وتعددها ، لايزال يشهد نسبة قائمة من العنف ضد المرأة في المجتمع ، يعززها قبول المرأة نفسها العنف في كثير من الحالات.

والعنف الواقع على النساء لا يخص فئة معينة أو ثقافة خاصة أو جنس محدد، وإنما يشمل كافة الثقافات فى الدول المتقدم منها والنامى ، فلا يوجد أمرأة واحدة فى العالم لم تتعرض للعنف ولو لمرة واحدة فى حياتها ، والعنف يعني الأخذ بالشدة والقوة ، وهو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في اطار علاقة قوة غير متكافئة بين الطرفين ، مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أونفسية ، وحسب هذا التعريف فان العنف يشمل السب والشتم والضرب والقتل والاعتداء والختان والزواج القسرى والمبكر والاغتصاب والتحرش الجنسى ، وغيره من التجاوزات التى تأتى من رجل أو مؤسسة أو نظام أو حتى من امرأة من أجل إخضاع إمرأة أخرى والتسلط عليها.

والعنف ضد النساء والفتيات هو انتهاك لحقوقها الانسانية ، ووباء يمس الصحة العامة ، وعقبة خطيرة أمام التنمية المستدامة ، وله تكلفة اقتصادية تضر باقتصاد الدول ، ولهذا فقد كان هذا الموضوع دوما موضع دراسة ومناقشة وتحديث فى ظل الظروف المتغيرة التى يعيشها الوطن ، خاصة وأن التكلفة الاقتصادية للعنف ضد المرأة ليس فى مقدور العالم ان يدفعها ، ولا من العدل ان تتحملها المرأة.

مشوار مناهضة العنف رغم قدمه إلا أنه لازال فى بداياته إلى أن تتغير العقلية والرؤية العامة للمجتمع تجاة المرأة ، فيصبح المنظور العام للمرأة أنها ذات كيان واعتبار ثابت لايمكن التنازل عنه، أو حتى التفكير فى التضحية بمكتسباته ، وأسباب العنف ضد المرأة كثيرة ومتنوعة يمارسها الرجل والمرأة على حد سواء على النساء والفتيات ، فالثابت إحصائيا والدارج مجتمعيا تقبل المرأة ذاتها للعنف، والخضوع له أو السكوت عليه .

ثم تأتى الأسباب الثقافية ، كالجهل وإساءة التعامل وعدم الاحترام ، وتدني المستوى الثقافي للأسر وللأفراد، والاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين ، خاصة ما إذا كانت الزوجة هي الأعلى مستوى مما يولد نوعا من التوتر وعدم التوازن لدى الزوج كرد فعل لهذا ، فيحاول تعويض هذا النقص منتهزا المناسبات التي يمكن فيها انتقاصها واستصغارها والتحقير من شأنها بالشتم أو الإهانة أو حتى الضرب.

فيما ترسخ التربية العنيفة والخاطئة فى بعض الأسر فى وجدان الذكور عدم احترام المرأة وتقديرها واستصغارها، فتجعله يتعامل بشكل عنيف معها، إلى جانب الأفكار والتقاليد المتجذرة في ثقافات الكثيرين والتي تحمل في طياتها تمييز الذكر على الأنثى مما يؤدى إلى تصغيرها وتضئيل دورها، وفي المقابل تكبير وتضخيم الفتى والرجل .

كل تلك العوامل تعطى الحق دائما للمجتمع الذكورى للهيمنة والسلطنة وممارسة العنف على الأنثى منذ الصغر، وتعويد الأنثى على تقبل ذلك وتحمله والرضوخ إليه، إذ إنها لا تحمل ذنبا سوى أنها ولدت أنثى ، بالإضافة إلى الأقوال والأمثال والتعبيرات التي يتداولها الغالبية العظمى في المجتمع عامة ، بما في ذلك النساء أنفسهن و التى تجمل الضرب فتصفه كأكل الزبيب أو تحض على كسر ضلع البنت الذى كلما كسر ينمو لها ضلع آخر.

مهمة شاقة وملف شائك يتحمل مسئوليته المجلس القومى للمرأة بصفة رئيسية ، ذلك الذى يمس مناهضة العنف ضد المرأة ، حيث يعمل المجلس على أسس علمية سليمة ، ومن خلال استراتيجية قومية ارسى دعائمها وأطلقها منذ مايقرب من العام ، للقضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة فى مصر ، ويسعى المجلس حاليا لوضع الإطار العام والخطة التنفيذية لتلك الاستراتيجية ، بمشاركة ممثلين عن الوزارات والهيئات والمجالس القومية المشاركه في إعدادها .