رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفيرة مشيرة خطاب تبدأ جولتها من السودان لدعم ترشحيها في اليونيسكو

جريدة الدستور

وصلت السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو إلى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم السبت في زيارة تستغرق يومين، وذلك ضمن جولة بعدد من الدول الأفريقية والعربية، الأعضاء في المكتب التنفيذي للمنظمة الدولية، لدعم ترشحها.

وكان في استقبال السفيرة مشيرة خطاب بمطار الخرطوم الدولي، سفير مصر بالخرطوم السفير أسامة شلتوت، ونائبه كريم عصام الدين، بالإضافة إلي مندوب عن الحكومة السودانية، وعدد من أعضاء السفارة المصرية بالخرطوم، فيما يرافق السفيرة مشيرة في جولتها، رئيس حملتها السفير نهاد عبد اللطيف، وعضو الحملة المستشار عمر منيب.

وينتظر أن تلتقي السفيرة مشيرة خطاب بعدد من المسئولين السودانيين رفيعي المستوى، وكذلك الصحفيين والإعلاميين العاملين بالسودان، للرد على أي استفسارات تتعلق بترشحها ورؤيتها المستقبلية لليونسكو، وعرض برنامجها لعمل المنظمة الدولية في حالة فوزها بالمنصب.

وتجرى انتخابات اليونسكو لعام 2017، لاختيار خليفة لمديرتها الحالية البلغارية إيرينا بوكوفا، لولاية تبلغ مدتها 4 سنوات.. فيما يرجح مراقبون ألا يجري الاقتراع قبل الخريف القادم، خاصة بعد إخفاق المديرة الحالية للمنظمة في الفوز بمنصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة، وهو ما يعني إكمالها لفترة رئاستها لليونسكو التي تنتهي في نوفمبر 2017.

واليونسكو هي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة، وتأسست عام 1945، وهي اختصار لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ويبلغ عدد أعضاء مكتبها التنفيذي الذين لهم حق التصويت لاختيار المدير العام 58 دولة عضو، وتهدف إلى المساهمة في إحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة، لتحقيق الاحترام العالمي للعدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.

وأعلنت مصر في يوليو الماضي من خلال رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ترشيحها للسفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو .. وقال إسماعيل، في بيان لمجلس الوزراء آنذاك، إن مصر بهذا الترشيح تقدم للعالم نموذجا للمرأة المصرية والعربية والأفريقية والمتوسطية المتفتحة والناجحة التي ثابرت واجتهدت وتفاعلت مع العالم دوما بعقلانية وجدية وبرهنت على تمتعها برؤية عصرية وقدرة علي الإنجاز في العمل الميداني وشجاعة في الدفاع عن مواقفها .

وأشار إلى أن الدولة المصرية قدرت أن لديها من الإمكانيات ما يؤهلها للإسهام في صياغة رؤية مستقبلية لتحقيق غايات وأهداف منظمة اليونسكو من خلال التقدم بالترشح لمنصب مدير عام المنظمة، وهو منصب لم يشغله ممثل للعالم العربي منذ إنشاء المنظمة، مضيفا أن العلاقة بين مصر ومنظمة اليونسكو علاقة ممتدة إلى أكثر من 70 عاما، فقد كانت مصر من الدول المؤسسة للمنظمة من خلال التوقيع على نظامها الأساسي في 16 يناير 1945، وكانت من بين أول 20 دولة صدقت على ميثاقها .

وأكد أن مصر احتفظت بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو منذ انعقاد أول اجتماعاته في عام 1946 وحتى الآن باستثناء عدد قليل من السنوات، الأمر الذي أكسبها خبرة في التعامل مع آليات المنظمة وأنشطتها وهى ميزة لا تتوفر لكثير من الدول الأعضاء.

وتحظى السفيرة مشيرة خطاب بسيرة ذاتية ثرية بالعلم والثقافة والجهد والبذل والعطاء من خلال المناصب التي شغلتها، حيث تدرجت في المناصب داخل وزارة الخارجية منذ التحاقها للعمل بها عام 1968 عقب عام واحد من تخرجها من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، حتى وصلت إلى منصب مساعد وزير الخارجية.

وشغلت منصب سفير مصر لدى تشيكوسلوفاكيا من عام 1990 إلى عام 1995، ثم مثلت مصر في جنوب أفريقيا من عام 1995 إلى 1999 ونجحت خلال تلك الفترة في توطيد علاقة مصر بجنوب أفريقيا، ولطالما دعت إلى تعزيز العلاقات معها وإقامة حوار قائم على المصالح المشتركة.. كما اختيرت وزيرة للدولة للأسرة والسكان عام 2012، وتولت منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، ومنصب رئيس لجنة برامج الطفل بمجلس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتم اختيارها عام 2013 ضمن أعظم خمس ناشطات في مجال حقوق الإنسان على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل وكالة ميدل إيست وحلت في المركز الثالث.

ودوليا.. تولت السفيرة مشيرة خطاب منصب خبير ونائب لجنة حقوق الطفل، إحدى لجان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، وعضو في مجلس الإدارة الدولي لمجموعة المرأة في الدبلوماسية التي أسستها وزيرة الخارجية الإيطالية، كما شغلت منصب نائب رئيس مؤسسة أفلاطون الدولية للتعليم المالي والاجتماعي للأطفال في أمستردام، وعضو مجلس إدارة، ونائب رئيس المنظمة الدولية لخطوط نجدة الأطفال في العاصمة الهولندية.

وتتنافس السفيرة مشيرة خطاب على الفوز بمنصب مدير عام اليونسكو مع عدد من المرشحين، من بينهم مرشحان عربيان، هما مرشحة لبنان فيرا خوري، ومرشح قطر الدكتور حمد الكواري.. فيما أعلن الاتحاد الأفريقي، في وقت سابق، تأييده لمرشحة مصر لمنصب مدير عام اليونسكو، وهو ما جعل مراقبون يؤكدون قوة موقف مشيرة خطاب الانتخابي في مواجهة منافسيها، موضحين أن 13 دولة أفريقية لها حق التصويت في المكتب التنفيذي للمنظمة الدولية.

ويسعى كل من المرشحين العرب الثلاثة للحصول على دعم الدول العربية السبعة التي لها حق التصويت في الانتخابات، وهي (مصر، والمغرب، والسودان، وقطر، ولبنان، وسلطنة عمان، والجزائر).

وأحالت الجامعة العربية حسم اسم مرشحها العربي لرئاسة اليونسكو إلى مندوبي الجامعة في المنظمة؛ حيث طالبتهم بإفادتها بالاسم الأوفر حظا لنيل المنصب من بين 3 مرشحين عرب، دون تحديد موعد لذلك.. وجاء في البيان الختامي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الذي عقد اجتماعه العادي بالقاهرة، إن مجلس الجامعة العربية على المستوي الوزاري قرر إحالة ترشيح كل من مشيرة خطاب مرشحة مصر وفيرا خورى مرشحة لبنان، وحمد الكواري مرشح قطر، لمنصب المدير العام لليونيسكو، للفترة من 2017 - 2021 إلى المجموعة العربية بباريس (تتألف من مندوبي 22 دولة عربية في اليونسكو).. وجاءت الإحالة تنفيذا للقرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية في مارس 2015 بتكليف المجموعة العربية باليونسكو) بمتابعة الترشيحات للمنصب المذكور، والطلب منها إفادة مجلس الجامعة العربية بمرئياتها حول المرشح العربي الأوفر حظا لنيل المنصب .

وأكد مراقبون أن التوافق العربي على مرشح واحد لخوض الانتخابات أمر مهم للغاية، ومن هنا تأتي ضرورة التنسيق بين الدول العربية لضمان وصول عربي إلى رئاسة اليونسكو، خاصة وأن المنطقة العربية لم تحظ حتى الآن بممثل لها في المنصب، وتري كثير من الدول والأوساط أن فوزها في الدورة القادمة يصل لدرجة الحق.

وأشار خبراء إلى ضرورة تعميم البرنامج المصرى للنهوض باليونسكو، وهو ما سيفيد المرشحة المصرية في محاولة الحصول على تأييد الدول أعضاء المجلس التنفيذي، كما أنه ستتم مناقشته فى اجتماع المجلس فى العام القادم، حيث سيطلب من كل مرشح طرح رؤيته خلال ما لا يزيد عن 20 دقيقة، تعقبها مجموعة من أسئلة أعضاء المجلس لمدة 30 دقيقة، ولا يزيد رد المرشح على كل منها عن 5 دقائق، داعين مصر إلى عقد الاتفاقات مع الدول ذات النفوذ داخل اليونسكو، لتأييد مرشحتها.