رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحكومة تُسرق بمزاجها


الحكومة فى أى مكان فى العالم هى أعلى سلطة تنفيذية تعمل من أجل الشعب ومصالح الشعب. فإذا كان أداء الحكومة ضعيفاً فهذا عنوان لفشل مجلس النواب فى رقابة الحكومة وبالتالى عنوان لفشل إدارة الدولة!!. وواجب أى حكومة أن تعمل من أجل تلبية احتياجات ومطالب الشعب.. ويجب عليها أن تسوق لهذا المجهود حتى يصل إلى الشعب فيشعر أن الحكومة تشعر به وهذا ما طالبت به فى مقالى الأول «سيدى الرئيس... سوق حكومتك» لأن الرئيس يتحمل أخطاء حكومته.. الجميع يشعر بأن دولته مش حاسة به، بمشاكله، بمعاناته، بارتفاع الأسعار فهم فى وادٍ وحكومتهم فى وادٍ. ولا يشعرون بحالة الضيق والاكتئاب التى يشعر بها المصريون.

وقد طالبتك سيدى الرئيس.. بأن تعلن الدولة عن مشروعاتها حتى لا تسرق الدولة على يد رؤساء المدن، المحافظين، النواب، رؤساء الأحياء، رؤساء الهيئات الذين ينسبون الفضل لأنفسهم حتى يشعر المواطن بأن ليس هناك عليه أى فضل إلا دولته.. ولكن الحكومة كالعادة «عبقرية التفكير» تستمتع بسرقة مجهودها وإهدائه للآخرين ثم يعلن وزير التموين عن أن المخزون من السلع الأساسية لا يكفينا إلا ثلاثة أشهر!! حضرتك السبب يا معالى الوزير.. إهداؤك بعض النواب مجهود الدولة... فتعطيهم السكر وأنابيب البوتاجاز والأرز ليقوموا بتوزيعها باسمهم وكأنها من «جيب بابا»؟!! فيتم شكر النواب وتلعن الحكومة لفشلها لحل الأزمة!! إيه العبقرية دى؟ يا عبقريتك يا وزارة.. يا عبقريتك يا حكومة!!! وأين آلياتك فى التوزيع يا وزارة التموين.

لم تكتف الوزارة بسرقة مجهودها من النواب.. بل أهدته «لجمعية من أجل مصر». لك الله يا مصر من يريد أن يصل إلى السلطة، من يريد أن يستولى على المناصب، من يريد أن يدخل مجلس النواب، من يريد أن يدخل المحليات لابد أن يذكر كلمة مصر!! وربنا يستر عليك يا «مصر» منهم!! بل لم تكتف بذلك... فأعطيت جمعية «من أجل مصر» أطناناً من السكر لتوزيعها على بعض مراكز المحافظات باسمها.. كأن النواب والجمعية لهم الفضل وليس الدولة؟!! كيف حصلت جمعية من أجل مصر على هذه الأطنان فى الوقت الذى تعلن عن نقص المخزون الاستراتيجى لها !!. فإذا كانت الجمعية تعرف تحل الأزمة واستطاعت الحصول على هذه الكميات بموافقة الوزارة فهذه كارثة.. وإذا كان دون علمها فهذه كارثة أكبر لأن الجمعية أصبحت أكثر قدرة على حل الأزمة من الوزارة نفسها؟. هل سأعيش اليوم الذى أجد فيه الحكومة لايسرق مجهودها بمزاجها.. ولا تستبيح مجهودها لكل من هب ودب؟!!!

سيدى الرئيس.. أعلم مدى حبك لمصر.. ومدى حرصك على حرية اختيار المصريين لأعضاء المحليات، لذلك ليس من مصلحتك أن يحسب عليك قائمة «من أجل مصر» للمحليات فمازلت تعانى حتى الآن من ترويجهم لاسمك باختيار قائمة «فى حب مصر»؟ فاذا كانت النتيجة كارثية فى مجلس يضم نحو ٦٠٠ نائب فتخيل معى أكبر الكوارث فى مجالس يضم أكثر من 30 ألف عضو فى المحليات.!! سيدى الرئيس.. وجه «حكومتك العبقرية» التى تهب مجهودك ومجهود الدولة لغيرها، بأن تدع الشعب يختار بحرية دون إرسال رسائل من الآن بأن الدولة وراء «من أجل مصر»... موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.