رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤامرة الصهيونية الكبرى ضد الآثار المصرية «4».. حرب الرادارات الأثرية «الساخنة» بين «حواس» و«الدماطى» و«العنانى» و«هلال» لكشف مقبرة «نفرتيتى»

حواس - الدماطي -
حواس - الدماطي - العناني

تحذيرات من طمس نقوش وألوان مقبرة الملك «توت» نتيجة الأشعة الرادارية وعدم ارتداء الزائرين الماسكات والقفازات
د. أحمد دياب: «نفرتيتى» صعيدية العرق والدماء والملامح.. وأحذر من تلاعب الأجانب بمقبرتها لإثبات غير ذلك
أثريون يسألون د. حواس: من الذى منح الترخيص لـ «ريفز» النصاب عام 2005 للعبث بمقبرة الملك الشاب؟!
بسام الشماع لـ «الآثار»: لو طالبكم عالم أو خبير أو باحث مصرى بعمل أبحاث فى مقبرة توت عنخ آمون.. هل توافقون؟!
د. عبدالفتاح البنا: مجرد بروباجندا لأشخاص تنقصهم المعرفة العلمية.. وفرقعة زائفة للاحتفاظ بكرسى السلطة
د. رضا عبدالحليم: هذه الملكة مستهدفة بسبب جدتها العظيمة «تتى شيرى» التى ساهمت فى القضاء على الهكسوس
خبراء: تضارب تصريحات أصحاب المصالح الشخصية والأهواء الصهيونية عن هذا الاكتشاف يضرب حضارتنا فى مقتل
د. الدماطى يعتقد بوجود مقبرة «نفرتيتى» بنسبة 90%.. وأثريون يؤكدون: مجرد «فنكوش» يفقد مصر مصداقيتها أمام العالم
مصادر أثرية توجه انتقادها اللاذع لـ «هانى هلال».. وتسأله عن مصير نتائج الكشف الرادارى الذى أرسله إلى أمريكا!
نور عبدالصمد: «ريفز» يخدع المصريين بادعائه أن 80% من الأثاث الجنائزى للملك «توت» يخص «نفرتيتى»
د. عبدالحليم نور الدين: اختلاف ديانة «نفرتيتى» عن ديانة الملك الشاب يجعل من المستحيل دفنهما معاً «حواس» استخدم الرادار الأمريكى والآن يقترح الروسى.. و«ريفز» و«الدماطى» و«العنانى» يفضلون اليابانى للكشف عن «نفرتيتى»!!

كان لذوى الأعراق والميول والأهواء الصهيونية نصيب الأسد فى اختراق «تابوهات» حضارتنا وتاريخنا وإرثنا الأثرى والثقافى منذ عدة قرون وللآن.. سواء أكان ذلك وقت الاحتلال البغيض لأم الدنيا.. أو بواسطة أبناء جلدتنا بفرض أنهم حسنو النية حتى لانطعن فى وطنية أحد دون سند مادى أو دليل ممهور باعتراف قاطع.. تلك الكلمات البسيطة ما هى إلا مقدمة أبسط لأخطر قضية تواجه مصر وشعبها فى العصر الحديث.. باختصار شديد جداً سنلفت انتباه القارئ العادى قبل المتخصص وأجهزتنا الأمنية والرقابية والاستخباراتية إلى ما يدور منذ زمن وحتى هذه اللحظة من عبث لتزوير تاريخنا لصالح الأعداء.. فبعد أن أوقف مسئولونا التخريب فى الهرم الأكبر – ولو مؤقتاً- بـ «رادارات» تابعة للجمعية الجغرافية الأمريكية المشبوهة.. وجامعة ليدز البريطانية الأكثر شبهة نتيجة النقد اللاذع الذى وجهناه وغيرنا لهم.. تحولت قبلتهم الآن إلى العبث بمقبرة الملك الذهبى توت عنخ آمون-أهم مقبرة فى العالم-لترويج أكاذيب وادعاءات تضرب أمننا القومى فى مقتل. وحتى تتضح الرؤية للجميع سنعرض جزءاً من تفاصيل هذه المؤامرة بطريقة لاتخل بمضمون القضية.. على وعد بنشر بقية التفاصيل تباعاً.. فالمعروف أن الملكة المصرية-الجميلة «نفرتيتى» هى إحدى الشخصيات الأكثر أهمية فى العالم مقارنة بملوك الأسر الفرعونية الشهيرة.. من هنا خطط الصهاينة عن طريق علمائهم وعملائهم الأثريين وغيرهم لشائعة أن «نفرتيتى» من أصل عبرى!!.. وهو ما نفاه العديد من الخبراء والعلماء الأجانب قبل المصريين بالأدلة والبراهين.. مؤكدين أن هذه الملكة المصرية الأشهر فى العالم منذ وفاتها وحتى الآن «صعيدية المنشأ واللكنة والسلوك والروح والملامح والانتماء».. وقد عاشت ورحلت فى عصر الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية.. من هنا وجدنا اهتماماً وتسابقاً إعلامياً وعلمياً عالمياً غير مسبوق لمتابعة أخبار الكشف المزمع إعلانه للملكة المصرية «نفرتيتى».. الأمر الذى دفعنا لسؤال المهتمين بهذا الملف.. بالإضافة إلى تتبع ما قاله بعض مسئولينا الأثريين والأجانب ذات الصلة بهذا الكشف فى وسائل الإعلام المختلفة.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن هدفنا هو كشف الحقيقة للرأى العام ولصناع القرار على السواء.. وغير وارد على الإطلاق ما أشيع عن تعمد هجومنا على هذا أو ذاك.. لذا نؤكد على أن صدورنا ومكاتبنا مفتوحة للجميع مادام كان ذلك يصب فى مصلحة الوطن ويحافظ على آثاره التى سُرق ونُهب وهُرب منها للخارج مئات الآلاف من القطع واللوحات الفنية والمومياوات.

فرقعة زائفة
سألنا د. عبد الفتاح البنا- أستاذ الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة- عن رأيه فى هذا المشروع فقال: من وجهة نظرى العلمية يعتمد الأساس العلمى لاستخدام أى من موجات الصوت أو الرادار على سرعة هذه الموجات أثناء سريانها فى الأوساط المختلفة وهى ثلاث وسط صلب وسائل وغازي، وتكون أسرع ما يمكن فى الأوساط الصلبة وتقل سرعة المرور فى الأوساط السائلة والغازية.. ومن فروق السرعة هذه يمكن حساب ومعرفة إن كان هناك فراغات أم لا.. لافتاً إلى أن السرعة الموجية لا تفصح عن طبيعة الفراغ ومحتوياته إلا فى حالة هذا الفراغ.. سواء احتوى على ماء أو أن المسام احتوت على ماء فيعطى اختلافاً فى زمن المرور ونفرق بين الصخر المسامى المشبع بالماء من الآخر الجاف أو إذا احتوى الصخر فى داخله على فراغ فتقل السرعة الموجية إلى أقل معدلاتها. ويضيف: لا يمكن التعرف عن هذا الفراغ الذى أحدثته الأيدى البشرية أو التكوين الطبيعى إلا فى حالة الدقة المتناهية فى قياس نقاط مختلفة.. هنا قد ينتج عنه وضع تصور بعدى للفراغ «مخطط» وهذا لم يتوافر لوقتنا هذا باستخدام الموجات.. اللهم إلا فى حالة الأستشعار عن بعد بتقنيات متقدمة للأقمار الصناعية.

وينصح «البنا»: كان الأحرى بمن يتبنون هذا المشروع أن يبحثوا بشكل منهجى عن المدخل الرئيسى الرسمى للمقبرة وليس افتراض وجود مقبرة من داخل مقبرة.. وإن كانوا فعلا متأكدين من فرضيتهم.. فحدود مقبرة «توت» المراد اختراقها معلومة الأحداثيات والأبعاد.. فلماذا لم يستفيدوا من مخططها الهندسى فى البحث عما يدعوه من خارج المقبرة من سطح الجرف الخارجى لجبل القرنة القابعة فيه كل مقابر وادى الملوك الـ 62 مقبرة اكتشفت فى وادى الملوك المخصص للملوك وليس الملكات.. فهناك وادٍ للملكات مخصص لهن وبه مقبرة نفرتارى!. ويوضح أستاذ الترميم أن هذا الأمر برمته ما هو إلا بروباجندا لأشخاص ينقصهم المعرفة العلمية وفرقعة مطلوبة فى وقت الإعلان عن هذا المشروع كغيره من الفرقعات الزائفة للاحتفاظ بكرسى السلطة. مُقيم آثار ولأن بسام الشماع- كاتب المصريات والمرشد السياحى- أحد المُهتمين والمتابعين لهذا الملف.. فقد كشف لنا عما يعرفه فقال: فى فكرى المتواضع إن نيكولاس ريفز «مُقيم آثار» لتجار الآثار.. بما يعنى اشتراكه فى أعمال مريبة فى الاتجار بالآثار.. إذ كيف نأتمن شخصاً مُقيماً للآثار المصرية المسروقة بالخارج على العمل داخل مقبرة الملك الذهبى توت عنخ آمون بحجج واهية؟!.. هذا الكلام ليس من عندى.. بل هو ما ذكره د.حواس عن «ريفز» فى برنامج تليفزيونى مع الإعلامى عبداللطيف المناوى.. وذلك عندما كرر تأكيده على أن اللجنة الدائمة أصدرت قراراً بطرد «ريفز».. وتساءل «الشماع»: تُرى ما السبب الخفى وراء عودة «ريفز» للمرة الثالثة عام 2016 بعد وقفه عن العمل للمرة الثانية خلال عمله مع العالم الأثرى البريطانى جيفرى ثورنديك مارتن ليساعده فى عمله الأثرى فى مصر.

وأضاف أن «ريفز» بعد فترة وجيزة اختلف مع «جيفرى».. الأمر الذى أدى إلى وقفه عن العمل مرة أخرى فى عام 2005.. لافتاً إلى أن مصدره فى هذه المعلومة يرجع إلى كلام د.حواس نفسه-كما سبق وذكر-فى البرنامج التليفزيونى مع «المناوى».. وبعد ذلك اختفى مُقيم الآثار.. وفجأة عاد كـ «طائر العنقاء» التى عادت مرة أخرى للحياة.. متسائلاً: ما السبب الذى يجعل د.حواس يطرده فى المرة الاولى.. ثم يرجعه بعد ذلك؟!.. وما سبب طرده فى المرة الثانية؟!.. ولماذا تحمس له د.الدماطى-وزير الآثار السابق- وقدم ادعاءاته غير المحققة.. والدليل على هذا أنه حتى يومنا هذا لم نسمع عن النتيجة النهائية لهذه الادعاءات.

واستشاط «الشماع» غضباً من ادعاءات «ريفز» عندما صرح بأن «80% من مقبرة الملك «توت» تعود للملكة نفرتيتى».. لافتاً إلى أنه لم يكتف بذلك.. بل زاد فى ادعائه بأن «هناك احتمال ان يكون جثمان «نفرتيتى» هو الموجود فى المقبرة»!!.. ضارباً كفاً بكف من سماح د.الدماطى بالتصريح لشخص مُدع حاول أن يستخف بعقولنا-ولكنه بالطبع لم ينجح-وتعجب «الشماع» من موافقة وزير الآثار آنذاك بالتصريح لـ «ريفز» وفريقه بالعمل داخل المقبرة.

وكرر تعجبه من استمرارية عمل «ريفز» بعد رحيل د.الدماطى رغم عدم تقديمه لأى حقائق على أرض الواقع تبرر ادعاءاته.. وخصوصا تلك التى يتكلم فيها عن وجود مواد عضوية خلف جدار غرفة الدفن.. وذلك عن طريق إظهار صور رادارية حرارية فى أحد المؤتمرات التى حضرها د.الدماطى.. وفجر «الشماع» مفاجأة مدوية عندما قال: «إن مناظر غرفة الدفن الخاصة بالملك الذهبى قد تأثرت سلبياً بشكل كبير على مدار السنوات الماضية.. مما يجعلنا نحرص على بقاء ما تبقى منها.. وبالتالى عدم السماح بدخول مسئولين مصريين و«ريفز» وفريقه غير مرتدين الأقنعة على الأنف والفم.. ولا قفازات للكفين.. وهى من أبجديات تعامل علماء الآثار مع الأثر.. وتساءل: لماذا لم يتبع مسئولو الآثار هذا النهج الصحيح والذى انتهجه من قبل أشهر عالم آثار فى العالم.. ليس فقط فى المقبرة القديمة ولكن أمام مومياء أيضاً؟! وطالب «الشماع» مراراً وتكراراً بوقف «ريفز».. طارحاً على قيادات الآثار عدداً من الأسئلة أهمها: أين النتائج النهائية التى خرج بها فريق البحث المكون من: مصريين وأجانب؟!.. وأجاب: لاتوجد نتائج.. وتساءل: هل توجد مومياء؟!.. وأجاب: بالطبع لا.. وتساءل: هل يوجد خرطوش يدل على أى اسم؟!.. وأجاب: بالطبع لا.. وتساءل: هل تم اكتشاف أى مواد عضوية أو معدنية فى تجويفات أو غرف غير مكتشفة من قبل خلف حائط غرفة الدفن كما ادعى «ريفز»؟!.. الإجابة: حتى الآن أيضاً لا.. وتساءل: هل قام الرادار بالتصوير من خارج المقبرة كى نحميها ونحافظ عليها من الداخل؟!. وأجاب: لا طبعاً.. وتساءل: ما سر الصمت الرهيب وعدم تقديم التقارير الرسمية لنتائج كل هذا إلى الشعب المصرى الذى هو صاحب هذه الحضارة؟!.. وكرر تساؤله: ياترى هل لنا أن نسأل عن سر الصمت الرهيب والمحير أيضا لوزارة الآثار حتى الآن.. فهل مازالوا فى انتظار «ريفز»؟!.. وهل يأخذ التقرير كل هذا الوقت؟!.. وأجاب: ربما.. ثم طالب «الشماع» بوضع جدول زمنى لـ «ريفز» لتقديم تقريره النهائى والذى سوف يحدد ما إذا كنا قد ظلمنا الرجل أو ظلمنا الرجل وتقدير العلماء المصريين المشتركين فى هذا المشروع أو محاسبتهم؟!.. نتعلم من كل هذا أنه من الأفضل أن تبقى الآثار المصرية فى يد وفية.

واختتم «الشماع» بطرح عدة أسئلة لمسئولى الآثار منها: هل لو تقدم أى عالم أو خبير أو باحث مصرى بطلب لعمل أبحاث فى مقبرة الملك «توت» ستوافقون؟!.. وأجاب: لا أعتقد ذلك.. مطالباً بتغليظ عقوبة مهربى وسارقى الآثار إلى مرتبة الخيانة العظمى.. مؤكداً أنه لا يجد أى فرق بين الشخص الذى يبيع أسرار بلده إلى الأعداء.. وبين من يبيع حضارة بلده. مشروع الدماطى واستكمالاً وترابطاً لما سبق.. سنحاول تتبع خيوط وجوانب المؤامرة التى «ابتدعها» ويقودها منذ زمن «ريفز» لخدمة أكاذيب ومزاعم الصهيونية العالمية بأن «نفرتيتى» عبرانية الأصل.. ولنبدأ بما تابعناه مؤخراً بين قيادات الآثار الحاليين والسابقين سواء من خلال الأسئلة الحية معهم أو بواسطة تصاريحهم المنشورة فى الإعلام المحلى والعالمى حول هذا الموضوع.. سألنا د.زاهى حواس-وزير الآثار الأسبق-رئيس اللجنة القومية لاسترداد آثارنا بالخارج حالياً- عن تفاصيل هذا الكشف.. وكذلك علاقته بمثمن الآثار «ريفز» وفكرته عن الرادار الذى سيستخدم فى عملية الكشف عن مقبرة «نفرتيتى» من خلال ثقب مقبرة الملك «توت» سواء أكان ذلك الرادار يابانياً أو روسياً أو كالذى استخدم من قبل فى ثقب الهرم الأكبر من قبل الجمعية الجغرافية الأمريكية.. فنفى الرجل أى علاقة تربطه بـ»ريفز».. لافتاً إلى أن د.ممدوح الدماطى-وزير الآثار السابق-هو صاحب المشروع مع «ريفز». وفى لقاء تليفزيونى بقناة الحياة منذ أسبوع تقريباً فى الدقيقة 16 أوضح «حواس» أن د.الدماطى أخطأ فى مشروع اكتشاف «نفرتيتى».. متهماً صديقه «ريفز» بأنه «نصاب».. وكرر تأكيده: مافيش حاجة ورا حيطة توت عنخ آمون.. ولا يجب تفسير نقدى لـ «لدماطى» بأننى عدو له.. لأن دى مشكلتنا نحن المصريين وبنعتبر النقد عداءً!. ومن المفارقات الغريبة أن ينتقد د.حواس نفسه فيما سبق وقاله عندما اعترف فى الدقيقة 18 من ذات الحلقة قائلاً: «من الخطأ أن أعمل دعاية على عمل خاطئ.. لأنى جبت رادار أمريكى قال مافيش حاجة ورا توت عنخ آمون»!!.. ويكشف فى الدقيقة 20: لقد أعلن «ريفز» عام 2005 عن رادار يابانى يخص شركة تعمل بها الفتاة التى يحبها وفشل الرادار فى الكشف عن شىء.. كلام د.حواس قابله سؤال مهم من الخبراء وهو: ألم تكن أنت الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الذى منح «ريفز» النصاب-بحسب وصفك له- ترخيصاً بارتكاب هذه الجريمة؟!. فى سياق متصل بثت قناة «آى تى فى» الإيطالية فى 17 اكتوبر الماضى مقابلة على الهواء مباشرة عبر سكايب «صوت وصورة» تصريحاً على لسان د.حواس فاجأنا من خلاله بالكشف عن مشروع جديد لفحص مقبرة الملك «توت» بـ«رادار» روسى.. جاء ذلك تعقيباً على وقف التعاون مع «الرادار» الذى استخدمه «ريفز» بعد تأجيل حلمه المزعوم بترويج شائعة نظرية وجود مقبرة للملكة المصرية الشهيرة خلف الجدار الشمالى لمقبرة الملك الشاب بوادى الملوك بالأقصر. د.حواس أضاف أيضاً إن «استخدام الرادار الروسى سيحسم الجدل الذى يدور حول حقيقة وجود مقبرة أخرى خلف الجدار الشرقى.. ويقطع الطريق أمام ادعاء «ريفز» -كما سبق وقلنا-بأن الحكومة المصرية أوقفت كشفه.. مقتنعاً بأن جميع قراءات الرادار السابق الذى استخدمه «ريفز» وأعلن عنها فى عدة مؤتمرات صحفية، غير حقيقية.. وواصل «حواس» حديثه قائلاً: «عندما اطلعت على هذه النتائج اكتشفت أنه لا وجود لأجسام عضوية أومعدنية أوحوائط خلف الجدار الشمالى لمقبرة «توت».. كما أعلن فى ذات البرنامج عن كشف كبير لايقل عن كشف الملك «توت» فى الشهر الجارى الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وحتى الآن لم نسمع عن هذا الكشف.. ولاندرى من المسئول عن إعلان الكشف الأثرى المزعوم.. فهل هو د.حواس أم وزير الآثار؟!. وفى تصريح له فى شهر مايو الماضى-خلال كلمته فى ختام المؤتمر العلمى الدولى الثانى عن آثار «توت»-عبر د.حواس لجريدة يومية عن رفضه لنظرية «ريفز».. مشيرًا إلى أن «الآثار» تسرعت فى عمل المسح الرادارى بالمقبرة.. وإن مثل هذا الأمر يحتاج لأساس علمى لإعلانه أكثر من ذلك.. كما شن «حواس» هجومًا شديدًا على «ريفز» قائلاً: «إن نظريته ما هى إلا مجرد «خزعبلات» لا تستند إلى أى أساس علمي.. مشيرًا إلى أن كارتر مكتشف مقبرة توت، ظل يحفر لمدة ١٠ سنوات حتى اكتشفها، ولو كان خلفها شيء لكان عثر عليه واكتشفه، وبالتالى ما يفعله «ريفز» مجرد «شو إعلامي». نتائج الرادارات ومن الطريف أن ينشر الإعلام المحلى فى ذات التوقيت تلك المشادة الحادة التى دارت بين «حواس والدماطى» بسبب موضوع الرادارات التى تبحث عن اكتشاف مقبرة «نفرتيتى».. وبسؤال بعض الأثريين والخبراء عن هذا الكلام.. وجدناهم يطرحون السؤال التالى: ما الفرق يا د.حواس بين الرادار الروسى الذى اقترحته.. والرادار اليابانى الذى استعان به كل من «ريفز» ود.الدماطى وبعده د.العنانى الذى سبق وصرح بتلقيه أول عرض فى منتصف الشهر الجارى من مؤسسة علمية لعمل مسح رادارى للكشف عن مقبرة «نفرتيتى» من داخل مقبرة الملك الذهبى.

وأضاف «العنانى» أنه سيعرض هذا الأمر على أعضاء اللجنة الدائمة للموافقة عليه أو رفضه.. والسؤال هنا على لسان الأثريين: هل هذا العرض هو نفسه العرض الروسى الذى صرح به د.حواس قبل تصريح د.العنانى بشهر؟!. كلام «العنانى» يتعارض تماماً مع ما سبق وصرح به د.حواس بأن الرادارات لا يمكن لها أن تكشف عن الآثار.. الأمر الذى يجعلنا نضم صوتنا لصوت الخبراء والأثريين ونتساءل عن مصير نتائج الأبحاث التى تمت فى مقبرة «توت» بواسطة «ريفز» وشركائه.. والتى تم الإعلان عن سفرها لأمريكا لفحصها وتحليلها؟!.. ومن هو صاحب هذا القرار الذى يجرمه قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته؟!.. وهل يمكن أن يعلن د.العنانى عن الجهة التى ستقوم بفحص نتائج المسح الرادارى لمقبرة «توت».. أم أنه سيظل صامتاً كعادته على الرغم من أن الأمر يضرب الأمن القومى لمصر فى مقتل؟!. ادعاءات إسرائيلية وفى تقرير مختصر لكتاب حمل عنوان «حياة بنى إسرائيل فى مصر بين حقائق الدين ومصادر التاريخ» لمؤلفه المستشار هشام سرايا.. نشر بجريدة يومية وأثار موجة من الاستياء والرفض بسبب ما زعمه المؤلف-ربما عن حسن نية حتى لانظلم أحداً-بإن «الملكة المصرية القديمة «نفرتيتي» من أصول عبرانية.
وأن بعض ملوك الفراعنة أحفاد للعبرانيين».. هذا الكلام دفعنى حينها للاتصال بالدكتور.زاهى حواس- الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار –حينئذ والذهاب إليه فى مكتبه بالزمالك للاستفسار منه عن أصل الموضوع لعلمى أن «سرايا» كان مستشاراً قانونياً للمجلس الأعلى للآثار فى 7 نوفمبر 2010.. فأكد لى د.حواس أنه لم يقرأ كتاب «سرايا». وأوضح أن المؤلف حاصل على دبلوم عام فى الآثار المصرية من جامعة القاهرة.. مبرراً بأن «عرض الكتاب المنشور قد لا يكون دقيقاً».. وأضاف د.حواس إن «بنى إسرائيل عندما جاءوا إلى مصر، كانوا عبارة عن قبائل وقوم رحل يتنقلون من مكان لآخر ولا يعرفون الاستقرار.. قاطعاً الطريق ومكذباً كل من يدعى نسب الملكة المصرية «نفرتيتى» أو أى من ملوك الفراعنة يعود للعبرانيين!!.. وأكد د.حواس أنه سيرد على الكتاب بعد أن يقرأه مباشرة.. واتصل الرجل فى حضورى بمؤلف الكتاب ليستفسر منه عن وجهة نظره.. وكان ظاهراً –أمامى على الأقل-مدى الخلاف بين الطرفين.. وقتها طرحت على د.حواس عمل مناظرة فى نقابة الصحفيين يحضرها «سرايا» و«حواس» وعلماء وخبراء من الآثار لكشف الحقيقة أمام الرأى العام.. فوافق الرجل ولكن تأجل الموضوع أكثر من مرة بسبب الأحداث المتلاحقة التى سبقت ثورة 25 يناير 2011. «نفرتيتى» صعيدية فى الإطار ذاته دحض د.أحمد دياب – عالم اللغويات المقيم بالنمسا- ما جاء فى كتاب المستشار هشام سرايا.. من ادعاءات تقول إن هناك مجموعة من ملوك مصر القديمة تعود أصولهم إلى العبرانيين من ناحية الأم، مثل أمنحتب الثالث، وإخناتون، وتوت عنخ آمون، وسمنخ كارع والملك آى.. وأضاف: وفقاً لما يؤكده التاريخ وعلم الآثار يرجع أصلها إلى زوجين من عامة الشعب المصرى، الزوج يدعى «يويا» والزوجة تدعى «تويا» من مدينة أخميم المشهورة حالياً بالاسم نفسه بصعيد مصر واللذان أنجبا طفلة تسمى «تي» بشرتها سمراء فاتحة مثل أهل صعيد اليوم وتزوجت فيما بعد الملك «أمنحتب الثالث». وأوضح أن زواج الملوك من عامة الشعب كان موجوداً فى هذه الحقبة رغم ندرته.. لافتاً إلى أن «أمنحتب» و«تى» أنجبا «أخناتون» و«نفرتيتي»، حيث تزوج الشقيق شقيقته - وهذا عرف سائد فى هذه الفترة - مؤكداً أن هذه هى القصة الحقيقية لأصول الملكة «نفرتيتي» بالدلائل والبراهين وبشهادة علماء الآثار فى العالم بمن فيهم العبرانيين أنفسهم.

وحذر «دياب» من أن مثل هذه المزاعم تصب فى خانة العدو وهو ما يتفق مع نتائج مزعومة لتحاليل الـ «D.N.A» للمومياوات المصرية التى أجرتها الجمعية الجغرافية الأمريكية.. منبهاً من أن هذه الادعاءات تخدم المشروع الصهيونى بإقامة «إسرائيل الكبرى من النيل للفرات»!. المفترى عليها فيما استشهد الأثرى د. رضا عبدالحليم-مدير عام العلاقات العامة بمنطقة آثار الهرم- والباحث فى الآثار المصرية إلى ما ذكره لنا التاريخ المصرى القديم بخصوص أسماء الملكات اللاتى جلسن على عرش مصر.. موضحاً أن هناك ملكات تربعن على عروش قلوب ملوكهن منهن: الملكة المصرية أباً عن جد وجميلة الجميلات والمفترى عليها «نفرتيتى» زوجة الملك إخناتون.. وهنا لابد من التأكيد على أنها تنتمى للأسرة الثامنة عشرة قبل الميلاد فى مصر الفرعونية.. ومن غير المنطقى أن يخرج علينا من يدعى غير ذلك. مدللاً على كلامه بالقول إن «نفريتى» عاشت فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد أثناء -فترة حكم زوجها الفرعون «أمنوفيس الرابع» أو «أمنحتب الرابع- آخناتون»... ومثلما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاته بسبب تغيير الديانة الرسمية للدولة من عبادة الإله آمون إلى عبادة الإله آتون الإله الواحد الأحد، ومن المعروف أن «نفرتيتى» لم تكن تجرى فى عروق أسرتها الدماء الملكية إلا أنها سحرت الملك بجمالها.. كما كانت تساند زوجها أثناء ثورته الدينية والاجتماعية ضد كهنة الإله آمون إله الدولة الرسمى فى ذلك الوقت. ويواصل «عبد الحليم»: لعبت «نفرتيتى» دوراً أساسياً فى نشر المفاهيم الجديدة والدعوة إلى الوحدانية فى العبادة التى نادى بها زوجها، وظهرت معه أثناء الاحتفالات التى ظهرت فيها الملكة وهى تقوم بالقضاء على الأعداء ويمكن مشاهدة ذلك على جدران معابد آتون ومقابر الأشراف بتل العمارنة.

بالإضافة إلى الطقوس، والمشاهد العائلية، وكذلك فى المناظر التقليدية للحملات العسكرية.. كما حصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى ،التى يعنى اسمها «الجميلة القادمة» وقد كانت إحدى أقوى النساء فى مصر القديمة بعد جدتها العظيمة «تتى شيرى» التى أسهمت فى النصر على الهكسوس.. ولكونها ساندت زوجها فى دعوته للتوحيد مما دعا الأسر التالية إلى العمل على محو كل ما يتصل بإخناتون وزوجته جميلة الجميلات «نفرتيتى».

ويضيف: توفيت «نفرتيتى» فى العام الرابع عشر لحكم إخناتون، ومن الممكن احتمالاً أن تكون قد دفنت فى آخت آتون – تل العمارنة – محافظة المنيا حيث من المفترض أن تكون مقبرتها بالمقابر الملكية بعاصمة الملك آنذاك ولكن لم يتم العثور على المومياء الخاصة بها حتى الآن. حيث اختفت نفرتيتى ولم يوجد أى ذكر لها ويعتقد أنها توفيت أو ربما قتلت.. ويعتقد البعض أن الملك «توت» نقل مومياءها مع والده إخناتون عندما هجرت العاصمة أخت أتون وهذا أمر مستبعد وغير ثابت بالدليل.

ويكشف مدير عام العلاقات العامة بمنطقة آثار الهرم عن أغراض من يشيع من المحدثين الدارسين والهواة والعاشقين لعلوم المصريات تلك الأساطير بأنها لا تخلو من أكاذيب كان آخرها ما أذاعه وزير الآثار المصرى السابق د. ممدوح الدماطى وصديقة الإنجليزى «ريفز» وغيرهما من دعاة الهدم للحضارة المصرية _ بأن مقبرة الجميلة «نفرتيتى» قد نقلت بالكامل فى مقبرة ابن زوجها الملك الشاب توت عنخ آمون خلف جدار حجرة دفنه.. لافتاً إلى أن الذى يؤكد خطأ هذه النظرية أن «نفرتيتى» التى ساندت زوجها المتدين وصاحب فكرة التوحيد - للآلهة وجعلهم إلهاً أو معبوداً واحداً هو الإله آتون قد تعرضت فى حياتها للمضايقات من كهنة آمون - الذين قاوموا بشدة وساعدوا على تشويه تماثيلها وخراطيشها «أسمائها» الملكية فى معابد آتون المتهالكة فى منطقة تل العمارنة عاصمة الملك آخناتون وزوجته، والرأى عندى أن مقبرة «نفرتيتى» فى مكان سرى وآمن فى حضن الجبل المتاخم لمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا بصعيد مصر ولعل يد الحفار المصرى أو الأجنبى قد تصيب يوماً هدفها وتكشف عن مقبرة هذه السيدة الجميلة- العظيمة.

وادى الملكات بدوره أكد المغفور له بإذن الله تعالى قبل أن يتقبله الله برحمته بيومين فقط د.عبد الحليم نور الدين-أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة- أنه لا يعتقد أن نتائج استخدام أى رادار ستكون إيجابية.. مبرراً ذلك بأن هذا المشروع لم يدرس بشكل كاف ويحتاج المزيد من الدراسة والجهد.. وأضاف أنه ليس من المنطق أن تدفن «نفرتيتى» فى مقبرة صغيرة بجوار الملك «توت».. مستنداً على ذلك بأن الملكات فى هذا العصر تحديداً كان لهن وادٍ يعرف بـ: وادى الملكات بالأقصر» بعيداً عن وادى الملوك الخاص بدفن الملوك فقط.. مؤكدًا أنه ليس هناك صلة بين الاسمين- توت عنخ آمون ونفرتيتى - حتى يدفنا بجوار بعضهما البعض.. بمعنى إن اختلاف الديانتين «آمون وآتون» يجعل من المستحيل دفنهما معاً.

وواصل حديثه قائلاً: من ناحية أخرى لنفرض أنهم اكتشفوا بالفعل وجود حجرة أخرى خلف مقبرة الملك «توت».. فكيف سيدخلون إليها؟!.. وهل أثبتت اللجنة الدائمة أن هناك مداخل فى المقبرة، أم سيتم تكسيرها؟!.. كما سخر «نور الدين» من تصريحات د.الدماطى الذى ادعى فيها سابقاً اكتشاف مقبرة تعود إلى «نفرتيتى» داخل مقبرة الملك «توت».. لافتاً إلى أن هذا الكلام لايخرج بأى حال عن كونه: «مبالغة علمية».. ونفى أى علاقة لـ «نفرتيتى» من قريب أو بعيد بالملك «توت».. متهماً «ريفز» بـ «عدم الجدية وقلة العلم والخبرة والسعى عن شهرة فقط،».. كما حمل وزارة الآثار المسئولية أمام العالم حال عدم وجود اكتشاف أثرى.. وطرح «نور الدين» سؤالاً وجيهاً لقيادات الآثار هو: لماذا تكثرون المؤتمرات الصحفية التى أقامها «الدماطى» من قبل ويقيمها «العنانى الآن»؟!. من ناحية أخرى سبق للدكتور الدماطى -وزير الآثار السابق-وهشام زعزوع-وزير السياحة السابق- أن أبديا قناعتهما أمام الميديا المحلية والعالمية بوجود قبر الملكة الجميلة «نفرتيتى» مختبئاً فى غرفة سرية بمقبرة الملك «توت».. وذلك بعد فحوص أولية أثارت حفيظة المختصين. بيد أن السلطات المصرية تراجعت بعد ذلك.. معلنة أنها أرسلت نتائج المسح الضوئى للمقبرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمزيد من التدقيق.. وهنا يتساءل العديد من الأثريين والمتابعين لهذا الملف: ما أسرار هذا الاكتشاف المثير الذى جذب انتباه الإعلام العالمى وكل المهتمين بعلم المصريات؟!. الإعلام العالمى هذا الخلط وهذا التناقض غير المسبوقين فى تصريحات المسئولين عن الآثار أثمر عن متابعة الإعلام العالمى لهذا الاكتشاف المزعوم عن كثب.. وقد ظهر هذا جلياً من خلال تفاؤل المسئولين المصريين فى المؤتمر الصحفى الذى عقد فى 17 مارس 2016 بعد فحص جدران قبر الملك «توت» بالمسح الضوئي.. فيما عبّر «زعزوع» آنذاك عن «اعتقاده بأننا على شفا «انفجار عظيم» فى مجال الأثريات.. بينما وصف الإعلام العالمى هذه التصاريح بـ «غير المسئولة».. الأمر الذى دفع حكومتنا باستبعاد الوزيرين بعد أسبوع واحد فقط من هذا المؤتمر الصحفى.

كما نشر الإعلام العالمى تحفظ «العنانى» على تسرّع وتضخيم المسؤولين السابقين لهذه النتائج.. الأمر الذى جعل الوزير الجديد أكثر حذراً بخصوص هذا الكشف.. وقد ظهر ذلك فى مؤتمره الصحفى الذى عقده بعد توليه مسئولية وزارة الآثار بأيام معدودة.. وذلك بعد مسح رادارى جديد قام به فريق بحث أمريكى فى تلك الأثناء بموافقة «العنانى» نفسه.. وقد استمر المسح الضوئى «بتقنية الرادار المخترق للأرض R.P.G» إحدى عشرة ساعة.. حيث يحتاج الكم الهائل من البيانات التى جُمعت إلى سرعة إرسالها للولايات المتحدة الأمريكية لدراستها وتحليلها وفحصها لمدة أسبوع على الأقل. وطرح الإعلام العالمى عدة تساؤلات عن سبب ظهور «الدماطى» بعد استبعاده من منصبه فى مؤتمر صحفى عقده «العنانى» كان الهدف الرئيسى منه هو التقليل من حماس المؤيدين للكشف عن مقبرة «نفرتيتى».. وأكد «العنانى» فى ذات المؤتمر إنه لم تُتخذ أى قرارات بشأن نظرية وجود غرف إضافية خلف مقبرة الملك «توت».. نافياً وجود أى تناقض بين الفحصين الأول والجديد.. وقال حينها إن النتائج النهائية ستعلن بعد فحص ثالث خلال مؤتمر المتحف المصرى الكبير الدولى الثانى عن الملك «توت» والذى عقد فى مايو الماضى!!. فيما دعمت «الإندبندنت» فى تقرير لها نظرية «ريفز».. مبررة ما نشرته بأن مشروع الكشف عن «نفرتيتى» سيعزز صناعة السياحة المصرية.. وادعت أن الحكومة المصرية وعدت بإجراء سريع لمسح الموقع الأثرى لاكتشاف المقبرة.. واتفق تقرير «الأندبندت» مع ادعته «نيويورك تايمز» بصحة وجود كشف وصدق التصريحات على لسان المسئول الأول عن الآثار فى مصر د. الدماطى فى ذلك الحين...كما أيدت صحيفة «نيويورك تايمز» هى الأخرى ما نشرته «الإندبندنت» لصالح مثمن الآثار البريطانى «ريفز» بأن العثور على مقبرة «نفرتيتى» يحيى الاقتصاد المصري.. وأضافت الصحيفة أن «الأبحاث فى مقبرة الملك الشاب لا تزال مستمرة.. ناقلة على لسان «الدماطى» تكرار ادعائه بأن النتائج الأولية تشير إلى وجود «غرفة سرية» خلف جدران مقبرة الملك الشاب.. ولفت «الدماطى»-بحسب نيويورك تايمز» إن نتائج المسح الرادارى تحتاج إلى المزيد من الدراسة فى اليابان لمدة قد تصل إلى نحو شهر.!! ولم يكتف الدماطى بذلك.. بل كشف عن «وجود أبحاث أخرى كانت تجرى لبيان تفاصيل الكشف المتوقع.. مدعياً أن «التحليل المبدئى يشير بنسبة 90 بالمائة لوجود كشف أثرى خلف جدران المقبرة».. وفى مؤتمر صحفى بمنزل البريطانى «كارتر» مكتشف مقبرة الملك «توت» بمدينة الأقصر.. فاجأنا الوزير السابق بدعمه اللامتناهى لشطحات صديقه حول مقبر «نفرتيتي». الخبث الإسرائيلى الصحف الإسرائيلية وجدتها فرصة مناسبة للدخول فى الحديث عن آثارنا وحضارتنا.. فساندت هى الأخرى مزاعم «ريفز» من خلال ما نشرته «يديعوت أحرونوت» مروجة شائعات بأن الكشف عن مقبرة «نفرتيتى» سيكون بمثابة اكتشاف القرن.. مدعية بأنه من المتوقع أن تكون «نفرتيتى» فى إحدى الغرف المكتشفة حديثاً فى مقبرة الملك «توت».. وكررت الصحيفة الإسرائيلية ادعاءها بأن «ريفز» حصل على إذن من السلطات المصرية لاستخدام المسح الضوئى لإثبات نظريته فى الكشف عن مقبرة نفرتيتى. شكوك حول الكشف وما إن اطلع علماء الرادار والمتخصصون فى علم المصريات على تفاصيل دراسة اليابانى «واتانابى» المتخصص فى علم الرادار والذى يشبه فى ادعاءاته النصاب «ريفز» حتى بدأت الشكوك تحوم حول صحة تنبؤات أثريينا.. جاء التحفظ الأول بشأن طبيعة التربة والأرضية فى وادى الملوك بالأقصر.. إذ تحتوى على الكثير من الفراغات الطبيعية الذى تجعل مهمة تمييزها عن الفراغات الأثرية معقدة.. وفى تصريخ خطير وهام يقول بروفيسور علوم الأرض فى جامعة ترييستى «Trieste» الإيطالية «ميكيلى بيبان» إن «النتائج التى أعلنت بهذا المشروع «مثيرة للاهتمام».. لافتاً إلى إن صور الرادار التى نشرت لا تحمل أى سُلم للقياسات إن كان ذلك عمودياً أو أفقياً... بمعنى غياب سلم القياس، الذى أثار استغراب المتابعين.. حيث لا يسمح بتقدير حجم الفراغات الموجودة خلف جدران مقبرة الملك الذهبى.

مقابر مفترضة
وفى شهادة أخرى لا تقل أهمية عن شهادة الإيطالى «ميكيلى» يذهب عالم الأنثروبولوجيا فى جامعة دينفر الأمريكية «لاورانس كونييرز» أبعد من ذلك حينما أكد لموقع لايف ساينس قائلاً: «لا يبدو أنه تم تحليل المعلومات المستقاة بالرادار المخترق للأرض GPR ولم يتم تنقيح ومعالجة ما يسمى بـ «الشذوذ» المرتبط بكون تلك المعلومات معطيات خام».

ويضيف كونييرز-الخبير فى مجال رادار GPR -: «أنصح الذين جمعوا تلك المعلومات الخام أن يخضعوها لعملية مراجعة الأقران قبل أن يسمحوا لمسؤولى الآثار بالخروج فى مؤتمرات صحفية بشأن الكنوز العجيبة التى تختبأ وراء مقابر مفترضة»..

وأضاف: وحتى إن صحت فرضية وجود قبور أخرى وراء جدران قبر الملك «توت».. فليس من الأكيد تماماً أن يكون للملكة نفرتيتى -بحسب ما ذكره عدد من علماء المصريات-فإن الأقرب للصواب هو أن تكون ميريت آتون، أخت الملك «توت» هى المدفونة بجوار أخيها.. فيما حاولت القيادات الأثرية المصرية إضفاء عامل الثقة على نتائج الرادارات الثلاثة المعلن عنها بتقنية رادار GPR دائما، ليُبدّدوا غيوم الشك عن الدراسة حتى يحددوا المراحل المقبلة لكشف نتائج مقبرة نفرتيتى بجوار الملك «توت».. إذ يُراد فحص إمكانية إدخال كاميرا بالألياف البصرية تُستعمل للتنظير الداخلى لما وراء الجدران.. فيما شدد «العنانى» على ضرورة التأكد مئة بالمئة من وجود غُرف وأشياء وراء الجدران قبل أن يتم مسها. وحتى يعى القارئ بداية خيوط «اللعبة» فيجب أن نشير إلى ما حدث فى أول مؤتمر عقده «الدماطى» مع «ريفز» بالهيئة العامة للاستعلامات بشأن الكشف عن « نفرتيتى «.. حينها أدعى أنه يتفق مع «ريفز» فى اعتقاده بوجود حجرات إضافية بجانب مقبرة «توت» معتقداً أنه ربما يوجد بها مقبرة خاصة بإحدى سيدات القصر الملكى وقد تكون «كيا» أم الملك «توت» أو «مريت آتون» زوجة «سمنخ كارع» أخو الملك «إخناتون».. وهنا رد أثريون على هذه الادعاءات بأنها «ألاعيب من جانب د.الدماطى و«ريفز» لتخفيف الصدمة التى مُنى بها الرأى العام المصرى والعالمى كون هذا الأمر برمته يخص «نفرتيتى» وليس غيرها.

أكاذيب «ريفز»

وفى كلمته بنفس المؤتمر استعرض «ريفز» ادعاءاته لشرح تفاصيل نظريته الأثرية وما اعتمد عليه من أدلة وبراهين على الحضور.. زاعماً أنه قد عرض بحثه الذى يحمل عنوان «دفنة نفرتيتى» على مجموعة من العلماء والمتخصصين الذين لم يبدوا أى معارضة على ما يتضمنه البحث.. وقد جاء من بين ما ادعاه «ريفز» من أدلة وجود ثقب بأذن القناع الذهبى للملك «توت» الشهير والموجود بالمتحف المصرى بالتحرير.

ورداً على هذا العبث غير المسئول من مثمن آثار يدعى «ريفز» كذب الأثرى نور عبدالصمد هذا الزعم.. لافتاً إلى أن ما قاله هذا المدعى يقصد منه خلطاُ غريباً لعادات وتقاليد كانت شائعة بين مواليد الأسر الفرعونية سواء أكانوا من الصبيان أو الفتيات.. وأضاف أن الهدف من ادعاء «ريفز» بات واضحاً وجلياً فى استكمال فصول المسرحية الهزلية بأن 80% من الأثاث الجنائزى لمقبرة الملك «توت» يرجع للملكة «نفرتيتى»!!. وإمعاناً فى خداع الرأى العام المصرى والعالمى استمر « ريفز « فى ادعائه أن مقبرة «توت» اعدت فى الأساس لتكون مقبرة لنفرتيتى نفسها.. ثم تغيرت الخطة خاصة بعد الوفاة غير المتوقعة لـ»توت» حيث اعيد تهيئة الاجزاء الخارجية لمقبرتها حتى يتم استخدامها كمقبرة للملك.. لافتا إلى أن كافة الدلائل تدفعه إلى الاعتقاد فى أن دفنة «نفرتيتى» تقع خلف الجدار الشمالى لحجرة دفن الملك توت عنخ آمون وفى السياق ذاته انضم الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د. مصطفى أمين إلى من يدعون بوجود مقبرة خلف مقبرة الملك الذهبى توت عنخ آمون فصرح مدعماً بذلك مزاعم «ريفز « بصحة نظريته الوهمية، أنه بالتوازى مع عمل «ريفز» بذات المقبرة.. سيعمل فريق ثان من وزارة الآثار وكلية الهندسة بجامعة القاهرة على استخدام جهاز أشعة مماثل لرادار «ريفز» للتأكد من وجود حجرات إضافية بمقبرة «توت» من عدمة.. فيما ادعى «الدماطى» فى ذات التوقيت أن موافقة اللجنة الدائمة جاءت بعد دراسة هذه الخطوة، والتأكد من عدم تأثير الأجهزة التى سيتم استخدامها بأى شكل من الأشكال على حالة الجدران الداخلية للمقبرة.

وبسؤال الأثرى نور عبدالصمد، مدير عام بوزارة الآثار ، عن هذا الكلام أكد أن الوزارة وجامعة القاهرة لا يملكان أجهزة رادار وإنما الحقيقة هى أن الدكتور هانى هلال قد استعان برادار يابانى يقوم بتشغيله فريق يابانى وكذا فريق رادار فرنسى ولم يكن لجامعة القاهرة أو وزارة الآثار أى دور فى البحوث الرادارية التى تمت داخل مقبرة توت عنخ آمون. تلف المقبرة ورداً على ادعاء «الدماطى» بأن اللجنة الدائمة التى يرأسها الدكتور مصطفى أمين أكدت عدم تأثير المسح الرادارى على نقوش ومناظر وألوان مقبرة الملك الذهبى فيما أكدت مصادر أثرية بأن أشعة الرادار أثرت بالفعل على مناظر ونقوش مقبرة توت عنخ آمون وتهددها بالتلف نظرا لقوة الأشعة التى تخرج من أجهزة الرادار داخل المقبرة..

وتساءلت: هل يمكن أن تعلن لنا وزارة الآثار عن كيفية تأكدها من عدم تأثير تلك الأشعة الرادارية على نقوش مقبرة الملك الذهبى؟!.. فالمعلوم –بحسب المادة 68 من اللائحة التنفيذية لقانون الآثار -أن اللجنة الدائمة مشكلة من الأمين العام لمجلس الآثار رئيساً وهو متخصص فى الآثار الإسلامية وعضوية د. محمود عفيفى -رئيس قطاع الآثار المصرية-وهو أثرى متخصص فى مساند الرأس عند الفراعنة والسيدة إلهام صلاح-رئيس قطاع المتاحف-وهى أمينة متحف حاصلة على ليسانس الآثار-والمقدم ياسر العزب-رئيس المساحة والأملاك بوزارة الآثار -وهو ضابط شرطة مستقيل والسيدة سمية بنيامين-رئيس قطاع التمويل-حاصلة على بكالوريوس تجارة.. ومدير الشئون القانونية وهو حاصل على ليسانس حقوق ووعد الله أبو العلا -رئيس قطاع مشروعات الآثار- وهو مهندس مدنى.. وهنا تتساءل المصادر: هل من بين هؤلاء ولو متخصصاً واحداً يستطيع تحديد الأشعة الرادارية على نقوش ومناظر وألوان أهم مقبرة أثرية فى العالم والتى أكد عدد من الأثريين أنها بدأت تُطمس بسبب كثرة الأشعة الرادارية وعدم ارتداء فريق عمل المسح الرادارى لمسكات الوجه وقفازات اليد..؟!.. وكررت المصادر تساؤلها عن مصير الأبحاث التى أجراها د.هانى هلال بالاشتراك مع الفرنسيين واليابانيين؟!.. وهل عادت مرة أخرى إلى مصر بعد إرسالها إلى أمريكا؟!.. وخشيت المصادر من أن تؤول مصير تلك الأبحاث إلى الخارج كما حدث مع تحاليل المومياوات والأشعات التى قامت بها الجمعية الجغرافية الأمريكية بالاشتراك مع وزير آثار سابق أكد حينها أن مجهولاً سرقها وهربها لخارج مصر!!. العبث بالحضارة وفى تراجع واضح وملحوظ أوضح د.هانى هلال-عضو لجنة كلية هندسة جامعة القاهرة المشاركة فى فحص مقبرة توت عنخ أمون بالأشعة تحت الحمراء فى الأقصر-إن نظرية «ريفز» عن وجود مقبرة «نفرتيتى» خلف مقبرة «توت» بحاجة لحقيقة علمية لتأكيدها.

وأضاف فى تصريحات لجريدة يومية أن الآثار طلبت استخدام الأشعة تحت الحمراء للتأكد من ذلك.. موجهاً انتقاده اللاذع إلى «ريفز» عندما قال إنه «لم يستخدم أى تقنيات فى تصوره عن وجود مقبرة «نفرتيتى» خلف مقبرة الملك «توت» فى البر الغربى بالأقصر.

ولأن آثار مصر تًدار من قبل مجموعة لاتعرف لحضارتنا وتاريخنا أى قيمة تُذكر.. فقد ابتلينا بعدد من «المصلحجية» لاهم لهم سوى العبث بأهم ما نملكه.. ففى حلقته التى أشرنا إليها سابقاً بقناة الحياة.. فجر د.حواس عدة قنابل مدوية.. منها على سبيل المثال لا الحصر فى الدقيقة 21 أن «د.هانى هلال وفريق عمله الفرنسى واليابانى فشلوا فى الكشف عن أى شىء فى هرم دهشور.. فراحوا لهرم خوفو علشان هو المشهور وبيجذب العالم..

وأضاف «حواس»: الفرنساويين خرموا الهرم قبل كده وأنا اعترضت على «هلال» وفريقه الأجنبى اللى شغال معاه لأن فيهم ناس أنا رفضتهم قبل كده ولازم أكون أمين مع نفسى ولم أشترك مع «هلال» على الرغم من أنه طلب منى الاشتراك». ويواصل «حواس» أن فريق «هلال» أعلن عن كشف «حجر» درجة حرارته مرتفعة 5 درجات عن الأحجار المجاورة فى الهرم الأكبر.

وأوضح أن هذا «الحجر» تم ترميمه سنة 1939 بالأسمنت الأسود ولازم درجة حراته تكون مرتفعة لأن الأسمنت الأسود تكون حرارته مرتفعة لوجود نسبة كبيرة من الإملاح فى تكوينه وهو محرم فى الترميم.

وأضاف: هذا الكشف مضحك.. لأن ده شىء طبيعى والشرخ طبيعى فى الصخر يعنى مافيش كشف.. والهرم ملىء بالفراغات الطبيعية نتيجة البناء بالأحجار الضخمة والصغيرة.. ومن الطبيعى وجود فراغات بين هذه الأحجار».

مما سبق من مهازل كان ضرورياً أن أسأل أثريين عن هذه «المعجنة» إن صحة التسمية.. فأكدوا لى أنه من المفارقات الغريبة أن يكون فريق د.هانى هلال هو نفسه الذى يعمل بالتوازى مع «ريفز» فى مقبرة توت عنخ آمون.. وأن أعضاء هذا الفريق عليه بعض علامات الاستفهام.. مستشهدين بما سبق وقاله «حواس» بإنه رفض عملهم أو التعاون معهم أثناء فترة رئاسته للآثار.. كما رفض « حواس « أيضاً طلب «هلال» عندما عرض عليه الاشتراك معه!!.. وأوضح الأثريون أن هذه الصراعات كانت السبب الرئيسى فى اختفاء أبحاث فريق «هلال» التى سافرت إلى أمريكا واليابان وأصبحت فى خبر كان!. مصادر أثرية متابعة لهذا الملف كشفت أيضاً بأن مثمن الآثار «ريفز» كان قد توصل إلى هذه النظرية بعد أن أجرت مجموعة من الأخصائيين الإسبان التابعين لمؤسسة «فاكتوم أرت» الفنية لترميم الآثار فحوصاً تفصيلية لمقبرة الملك «توت».. لافتة إلى أنها استخدمت صور الفحص بعد ذلك لعمل نسخة طبق الأصل لمقبرة توت بالقرب من موقعها الأصلى وبتصريح رسمى من د.حواس-أمين عام المجلس الأعلى للأثار آنذاك-!!.. وأضافت المصادر أن «فاكتيوم آرتى» قد تمكنت من جمع أكثر من 600 مليون دولار نظير عرض مقبرة الملك الشاب فى عدد من العواصم العالمية دون أن تتقاضى مصر دولارا واحدا!!.. موضحة أن الهدف الأساسى لتلك المؤسسة هو التربح من خلال استغلالها للآثار المصرية بواسطة فريق عمل عالمي-متخصص يعمل ليل نهار لتحقيق هدفه المادى من ناحية.. ثم نشر مزاعم وأكاذيب تخدم الأغراض الصهيونية من الناحية الأخرى.