رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علمتنى الحياة


الحياة مدرسة نتعلم منها جميعاً، لكن شخصية كلٍ منا تختلف وفق «مدرسى الحياة» ووفق التجارب الشخصية لكلٍ منا «فمدرسو» حياتى قد علمونى أن اليوم الذى يمر دون أن أضيف معلومة، خبرة، تجربة، شخص فقد، سقط هذا اليوم من عمرى.

علمتنى الحياة... أن أتعامل مع الجميع بأخلاقى وليس بأخلاقهم حتى لا تتغير طباعى. وأن أراعى الجميع الفقير قبل الغنى والمريض قبل القوى... فلم أتجاهل فقيراً أو ضعيفاً لعله خير عند ربى وأفضل منى.. علمتنى الحياة... إن خير الناس أنفعهم وأعذرهم للناس فعذرت الكثير منهم عن هفواتهم، أخطائهم فى حقى أكثر من مرة إلا إذا وصل إلى الحد الذى لا ينفع فيه السماح، فابتعدت حتى أحتفظ بصورتهم الجميلة قبل أن تصبح رمادية..

علمتنى الحياة... بأن القوى قوى بايمانه بأن قدره مكتوب، ورزقه محسوب... قوى بأخلاقه، باحترامه للآخرين وباحترامه لنفسه. قوى بعلمه... قوى بمواقفه. فهذه هى القوة الدائمة التى تزداد ثباتاً، وأن قوى المنصب والثروة تزول..!! علمتنى الحياة... إن الاعتذار عن الخطأ لا يجرح كرامتى و لا يقلل منى... ولكنى حاولت ألا أخطأ فى حق أى إنسان حتى لا أعتذر.. لأنى لو أخطأت سأعتذر.. ولكنى لا أجادل أحمقاً، غبياً أو حاقداً... علمتنى الحياة... إن بقاء الحال من المحال.. قوى اليوم هو ضعيف الغد، وضعيف اليوم هو قوى الغد.. فلم تبهرنى الحياة، النجومية، المناصب لأن «الحياة دول».. فاحترمت الجميع ولكنى لم أقترب إلا من أجد فيه «توءمى».. من يشبهنى. من يفهمنى.. من يفكر مثلى.. من أحلامه تشبه أحلامى.. من أخلاقياته تعبر عن أخلاقياتى..

علمتنى الحياة.. ألا أكف عن الحلم والأمل.. وألا أتوقف عند صخرة تعثرت فيها.. فما هذه الصخرة الأسلم أرتفع به درجة لأعلى.. لأن النجاح لايصل إليه إلا المثابرون.. وأن فرصة النجاح للجميع وليس لى فقط «النجاح مسموح للجميع» فلم أنافس إلا نفسى وأحببت الخير للجميع.. لم أتوقف عند سقطة.. عند طعنة من صديق.. فلم أندم على معرفة أى شخص لأنه قد منحنى التجربة، و«فن قراءة البشر».. أنا مؤمنة أن ما من شر أصابنا إلا ونتأكد مع الأيام بأنه كان خيراً لنا... فلم أحزن عن خسارة لأن يقينى بالله يقين صادقاً بأنه «لعله خير».. علمتنى الحياة.. أنى طالما أحيا فلابد أن أحلم وأن أعمل على تنفيذ أحلامى... وأن الأحلام لاتتوقف..

علمتنى الحياة.. أنك أنت أحياناً المسئول عن رأى الناس فيك لأن حكمهم عليك هو نتاج سنوات من التعامل معك فإذا رأوا فيك أنك «بميت رجل» فلأنك أثبت ذلك لهم فى العديد من المواقف.. حافظ على هذا الرأى ولا تنسى أن الناس قد ينسون ماضيك الجميل معهم إذا قصرت مرة واحدة.. لذلك عامل الله وليس البشر لأنه قد يهاجمك أو يكرهك البعض دون مبرر أو عذر. علمتنى الحياة.. إن التزم بالعهد، بالوعد، بالاتفاق لأن من صفات المؤمن «إذا وعد أوفى».. هذا ما علمته لى الحياة.. يا ترى ماذا علمتك أنت الحياة؟. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.