رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلوا بيتزا.. صندوق النكد يرحب بكم


تكن الجماهير الشعبية كراهية عميقة لهذا الصندوق اللعين.. كما يبادلها الصندوق نفس المشاعر، حيث كراهيته الدائمة لهذه الجماهير وهو دائماً يحملها المسئولية فى كل الحياة الاجتماعية والاقتصادية.. أعلن صندوق النكد الدولى أنه وضع «روشتة علاج» للحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعب المصرى لكنه يخص بالتحديد الجماهير الشعبية من الطبقة الوسطى حتى أدنى الطبقات.. أصحاب المعاشات الذين يقدرون بـ9 ملايين أسرة يمثلون ما يقرب من 40% من المجتمع كله.. وجهه الصندوق ضرباته الموجعة إلى هؤلاء المواطنين.. وكانت أشدها ألماً تلك القرارات الأخيرة.

هناك مشروع قانون للتأمين الصحى.. يجعل العلاج بالأجر.. وجعل الإعفاء من الذين يتقاضون أقل من 1200 جنيه.. ومن يتقاضون أكثر من ذلك من أصحاب المعاشات أو العاملين هم الذين سيدفعون أجر علاجهم.. بعد خصخصة التأمين الصحى نفسه.. حيث ينص مشروع القانون على إدخال المستشفيات الخاصة فى علاج المشتركين فى التأمين الصحى.. هل المستشفيات العامة بما فيها مستشفيات التأمين الصحى نفسه قادرة على علاج المواطنين؟؟.. هل العلاج بالمستشفيات الخاصة سيكون بالمجان؟؟ إن أخطر مشروعات القوانين هو الذى سيقدم الآن من أجل العدالة الاقتصادية شعار صندوق النكد والخزانة العامة أيضاً، حيث الشعار الآن.. من يدفع يعالج.. ومن لا يملك قيمة علاجه.. يموت!! أى أن قلعة التكافل الاجتماعى تهدم الآن بمعاول أنصار صندوق النكد.. طبعاً.. لقد أصبحنا فى عراء الحماية.. لم يعد هناك درع يحمينا.. أصبحت صدورنا مكشوفة أمام حراب وسهام أنصار صندوق النكد..

أيضاً هناك مشروع قانون التأمينات الموحد.. وهو من أهم شروط الصندوق.. حيث سيتم نزع الحماية التأمينية من «البنت» عندما تبلغ الـ24 من عمرها.. وهذا مخالف حتى لشريعة السماء.. كيف يمكن أن الفتاة لا ترث والدها بعد وفاته.. كذلك الأرملة إذا تزوجت وطلقت.. إننا نتعرض الآن لظلم بشع لم نتعرض له منذ عصر الفراعنة!!.. قد أصبح الهدف الآن هو الاستيلاء على كل أموال التأمينات حتى المستثمر منها وتحويل تحويشة العمر إلى صكوك وسندات داخل الخزانة العامة أى تحويل كامل أموالنا إلى حزمة ورق بضمان الخزانة.. ثم بعد ذلك يتم تأميمها بحجة مساعدة الدولة فى تخفيض عجز الموازنة والدين العام.. وهذه الفكرة أصبحت سياسة دائمة وهدفاً كبيراً.. لأنصار صندوق النكد، حيث هم الآن فى مراكز القوة.. وسيطروا تماماً على الخزانة العامة وهيئة التأمينات..

نعم.. (كلوا بيتزا.. إذا لم يكن لديهم العيش الحاف)!!.. فى التاريخ الحديث.. وقفت الملكة الفرنسية «مارى أنطوانيت».. تواجهه الجماهير الجائعة التى تطالب «بالعيش الحاف».. نظرت إليهم وقالت وهى مستغربة من هتافات الجماهير «الخبز.. الخبز».. قالت كلمتها المشهورة.. «كلوا جاتوه» كانت النتيجة أن تدحرجت رأسها من فوق المقصلة.. فماذا نفعل الآن وأموالنا يتم تأميمها والاستيلاء عليها.. وحقوقنا قد أهدرت حتى القانونية والدستورية منها لم يتم الاعتراف بها؟؟.. من يصدق أن هناك الملايين من أصحاب المعاشات يتقاضون عدة مئات من الجنيهات شهرياً.. مع أن الجنيه أصبح ينخفض يومياً!! أى أن هناك تجاوزات ضدنا يومياً، جرائم ضد الإنسانية، حيث تتعرض ملايين منا لسياسة تجويع ممنهج ومقصود.. بل تعجيز عن شراء الدواء والعلاج.. لم نكن نعلم أن مصيرنا أصبح يتجه نحو المقابر دون معاد!!.. تعلن وزيرة التضامن أنها تمتلك 634 ملياراً.. طبعاً أنها لا تقول الحقيقة.. إننا نمتلك.. «تيرليون جنيه».. إن نصف ما تعلنه دون فوائد منذ عشر سنوات وحتى الآن.. أى أنها تخالف المادة 17 من الدستور بل إنها منحت كل مواد الدستور المرتبطة بالحقوق والعدالة الاجتماعية اجازة مفتوحة.. تحت شعار «بلاش دوشة»!!.. هلمن يملكون هذه الثروة نسبة كبيرة بينهم لا تجد ثمن الطعام والعلاج؟؟.. إننا ندخل الآن فى حياة لم نشهدها من قبل.. فقد تم الاستيلاء على تحويشة عمرنا بالقوة والاعتداء علينا من الذين اعتدوا على أموالنا..

لأول مرة تعيش الملايين من أصحاب المعاشات فى ظل حياة لم نشهدها من قبل.. حتى فى ظل هزيمة يونيه 1967!!.. ماذا حدث لنا حتى نعيش هكذا؟؟ كيف نأكل «البيتزا».. ونحن لا نجد العيش الحاف؟؟.

لقد أصبحنا الآن فى أزمة.. بل ننتقل منها إلى كارثة.. من المسئول عن رفع درجة الاحتقان الشديد فى قاع المجتمع، حيث تعيش الجماهير الشعبية؟؟.. إننا نوجه نداء إلى كل الضمائر الحية المتبقية لنا أن يساعدونا فى مواجهة الهجمة الشرسة من أنصار صندوق النكد الذى أصبح يرحب بنا.. كى يغتالنا بعد أن أصبح جاسماً على صدورنا.. كيف نواجه شراسة هذا الصندوق اللعين الذى يعمل على الانتقام منا الآن.. لقد خسرنا ثورتين وعدالة اجتماعية.. لم يتبق لنا ما نخسره سوى حياتنا.. فلم نعد نطيق الحياة مع ترحيب صندوق النكد لنا!!