رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

11/11.. دور الأمن ومسئوليةُ الشعب


لا أظنُ أن التننظيمات العميلة المعروفة بمسمياتها المختلفة وأنماطها الإرهابية المتنوعة، والتى تآمرت على مصر بالتدبير والتخطيط والتنفيذ لجرائم القتل والتدمير والتخريب خلال أحداث عام 2011، بهذا القدر من الغباء حتى تعتقد بإمكانية تكرار ذات السيناريو، فتستحضر كل نوازع الشر وأدواته ثم تدعو الجماهير للاحتشاد والتظاهر يوم 11/11/2016 لإسقاط نظام الحكم وإقامة دولة الرخاء! وللحديثِ عن هذه الدعوة المشبوهة - التى تهدف للإخلال بأمن واستقرار الدولة تمهيداً للإطاحة بكيانها كهدفٍ رئيسى فى المخطط الأجنبى الآثم الذى اجتاح الدول العربية ونجح فى بعضها واستعصت عليه مصر - لابد من العودة بالذاكرة سريعاً إلى تلك الأحداث السالفة، حيث بدأ التخطيط لها منذ عام 2004 حينما بدأ الاتصال الإيجابى والتنسيق السرى بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المتأسلمين ثم مع غيرها من التنظيمات والحركات التى ظهرت بمسميات عديدة منذعام 2006، وقد تضمن المخطط كركيزة أساسية لتنفيذه إعداداً جيداً للآلة الإعلامية سواءً ببعض القنوات الفضائية المأجورة أو بمواقع التواصل الاجتماعى التى تجتذب أكبرَ عددٍ من الشباب، وهو ما حدا بالحكومة الأمريكية فى مطلع عام 2010 إلى الدفع بأكثر من مليون جهاز كمبيوتر إلى شباب مصر فى صورة منحة.

وللأسف فقد انخدعت الدولة وتبنت ذلك تحت شعار «توفير كمبيوتر لكل طالب». ثم توالت خطوات تنفيذ المخطط بتزييف واقعة مصرع المدعو خالد سعيد واتخاذها متّكأً لإثارة المشاعر وتأليب المواطنين ضد الدولة، ثم جاءت الدعوة للاحتشاد يوم25 يناير للمطالبة فقط بإصلاحاتٍ سياسية، وظلت هذه الدعوة لنحو ثلاثة أشهر قبل ذلك التاريخ المحدد دون أن تتطرق إلى أى مطالب أخرى وحين تحقق لها ما أرادت واحتشد آلاف المواطنين الشرفاء ذوى النوايا الحسنة بميادين الجمهورية، بدأت عناصر التنظيمات العميلة دورها على الأرض ببث وترويج شعاراتٍ ومسمياتٍ وأهدافٍ أُخرى لهذا الاحتشاد، مع استخدام شتى الوسائل لاستبقاء المحتشدين بأماكنهم حتى يوم 28 يناير ليكونوا ستاراً مقبولاً لمنظومة الفوضى والقتل والتخريب التى كانت معدةً سلفاً ومحدداً لها ذلك اليوم وما تلاه، وحيث أسفرت هذه المنظومة المدعومة خارجياً عن سقوط النظام، فقد كان طبيعياً أن تقبض عناصرالجماعة التى كان لها الباع الأكبر فى تنفيذها على كل مقاليد الأمور، وكان منطقياً بعد ذلك وصولها إلى سدة الحكم.

إن المتأمل للمنهج الآنى لتلك التنظيمات الخائنة سيراه مماثلاً لمنهجها السالف، فقد بدأ ببث سيلٍ من الشائعات والأكاذيب عبر ذات القنوات والمواقع عن الأحداث داخل مصر بل واختلاق بعضها مع تضخيم معاناة الشعب الاقتصادية، ثم استغلال واقعة انتحار أحد السجناء المسجلين جنائياً بمدينة الإسكندرية هروباً من مدد السجن الطويلة المحكوم بها عليه فى كثير من قضايا السرقة، وذلك بالزعم الكاذب بأنها انتحارُ شابٍ حر بسبب الحالة الاقتصادية السيئة، ليكون أيقونةً خبيثةً للدعوة المغرضة للاحتشاد يوم 11/11 تحت شعار ثورة الغلابة. وهنا لا أظن أن تلك التنظيمات بالغباء الذى يحجب عنها الفروق الجوهرية بين ظرفى الحال سنة 2011 والآن.

ولذلك أعتقد أنها ستعمل إذا توافر لها أىُ ظهيرٍ جماهيرى على استفزاز واستدراج عناصر الأمن إلى اشتباك مباشر مع الجماهير حتى يتسنى لها ارتكاب جرائمها المعهودة لإسالة دماء أكبر عدد من الضحايا، وأنها ستسعى أيضاً لإطالة أمد تلك الاشتباكات بما يتيح للقوى الخارجية المعادية ذريعةً للتدخل المباشر، أو وسيلةً للضغط على مصر لقبول ما يُفرضُ عليها، وهذا فيما أعتقدالمستهدف الذى أملته تلك القوى على أذنابها العميلة بالداخل. لذلك أرى لأجهزة الأمن التى نثق فى قدرتها واستعدادها لمواجهة كل الاحتمالات دوراً احترافياً لإجهاض أى تجمعات فى مهدها بطرقٍ غير تقليدية والقبض الاستباقى على العناصر المحرضة، وذلك للحيلولة دون أى مواجهات، ولكن المسئولية الأكبر فهى لشعبنا العظيم الذى أدعو أهل النخبة ووسائل الإعلام لمشاركتى فى مناشدته بالعزوف تماماً عن الخروج فى ذلك اليوم، لنثبت للعالم أننا ندرك ما يُحاك بنا وأننا شعبٌ أصيل لا يمكن استدراجه ضد وطنه مهما كانت ظروفه أو معاناته الاقتصادية.. حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواَءَ السبيل.