رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا عم... كبر مخك


«ياعم... كبر مخك». «يا راجل شيل من دماغك» كلمات طالما سمعناها فى مواقف كتيرة ولها أكثر من معنى!!! فأحياناً «كبر دماغك وفتح مخك معايا» تكون بمعنى فتح الدرج لقبول رشوة أو تسهيل فساد!!!! وأحياناً.. «كبر دماغك».. المقصود بها «فن التجاهل» الذى علينا أن نجيده باحتراف حتى نسعد ونعود أنفسنا عليه فليس كل ما يقال دائماً يستحق الرد عليه.. وأحياناً نتجاهل مايصدر من الآخرين ليس عن ضعف أو غباء منا بل من أجل بقاء الود معهم وحفاظاً على العشرة..

تعلم «فن التجاهل» بإتقان مع الأفكار السلبية، اليأس، الخوف، ودائماً استخدم «أنا أستطيع».. «أنا قادر على» واصنع لنفسك بنفسك صورة إيجابية عن نفسك... و«اصنع حظك» بنفسك واستخدم كل إمكانياتك لتحقيق حلمك ولا تتكل إلا على الله ثم على نفسك... تذكر دائماً أن الشتاء هو بداية الصيف وأن الأمل والثقة هما أساس النجاح... تجاهل كل الناس السلبيين فى حياتك ولا تحيط نفسك إلا بمن يحدثونك عن الأمل..تعلم «فن التجاهل» لأنه يتطلب منك مهارة وقدرة وابداعاً ولا يتقنه إلا «محترفو السعادة» فتجاهل كل الأمور التى تضايقك فى حياتك وتسبب لك النكد.... «التجاهل» مطلوب فاعرف طرق استخدام هذا الفن «لكى تنجح فى حياتك فإنك تحتاج إلى أمرين: التجاهل والثقة «مارك توين... لكن تعلم قواعد هذا الفن فلا تبالغ فى التجاهل كما «لا تبالغ فى المجاملة حتى لا تسقط فى بئر النفاق... ولا تبالغ فى الصراحة حتى لا تسقط فى وحل الوقاحة».. صدقت يا شابلن ...

لكن... لا تستخدم «التجاهل» و«كبر مخك» فى مواجهة مشاكلك. فتجاهل حل مشاكلك والهروب من حلها لن يزيدها إلا تعقيداً.. حاول كثيراً وركز على حلها بدلاً من أن تهرب منها وتتجاهلها.... لا تكن ممن يركزون فى المشكلة ولا يركزون على طرق حلها «لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش فى رأسك» صدقت يا مونتيتن.

تذكر دائماً أن كل مشكلة لها حل إلا المرض والموت، وأن الله يعطيك مع المشكلة القدرة على حلها لكن عليك أن تهدأ وتفكر حتى تجده «ليس الأمر أنى عبقرى، كل ما هنالك أنى أجاهد مع المشاكل فترة أطول» أينشتاين. العباقرة فقط هم من يسعون لمنع المشكلة قبل أن تبدأ «حل المشكلة فى أنه ما يكنش فيه مشكلة من الأساس».. استخدم «كبر دماغك» مع الحاقد، الغبى، الاحمق ومع من يستفزك لتستفزة.. لأن القليل من التجاهل يعيد كل شخص إلى حجمه الطبيعى.. والصمت يلبسك ثوب الوقار.. والصوت الهادئ أقوى من الصراخ والأدب يهزم الوقاحة..

والآن.. عليك أن تسأل نفسك.. هل أنا «بكبر دماغى» فى المواقف التى يتطلب فيها «تكبير المخ» للبعد عن النكد؟.. أم أنت من الذين يكبرون دماغهم ويفتحون درج المكتب للرشاوى؟.. الإجابة عندك موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.