رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشاكسون في محراب الرئيس.. إبراهيم عيسي يطلق سهامه ضد النظام ويطالب بالإفراج عن المفكرين.. وخطايا القبضة الأمنية تثير غضب عضو تمرد.. وشاب يفتح النار على الفساد

جريدة الدستور

بنبرة حادة وأراءًا صادمة أعتاد الجميع عليهم كأصحاب صوت معارض رفع راية الصعيان في وجه النظام، بعضهم استخدم منابره الإعلامية في توجيه سهام النقد صوب رؤوس السلطة، وأخرون استخدموا منصة النواب، لكن أن يكون الصدام وجهًا لوجًا مع الرئيس فهذا شأن آخر.

حملت فاعليات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد علي مدار ثلاثة أيام بمدينة شرم الشيخ بين طياتها صدام خفي بين عدد من الشخصيات المدعوة للحضور والسلطة التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية تارة، ورئيس مجلس الوزراء تارة أخري، لكنه بدا لأول مرة وجهًا لوجه أمام عدسات المصورين.

كان أكثر جلسات المؤتمر حده، تلك الخاصة بمناقشة تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابي بحضور عدد من الإعلاميين أبرزهم الإعلامي إبراهيم عيسى وأسامة كمال وشريف عامر وخالد حبيب وأحد أستاذة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.

"إبراهيم عيسي"

بداية من الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي، والذي استخدم نبرة لاذعة في توجيه إنتقاداته لأداء وسياسات السلطة في إدارة الدولة، لاسيما إزاء الإعلاميين والكتاب والمفكرين، ولم تثنيه عن أراءه نظرات الرئيس عبد الفتاح السيسي الغاضبة حينًا وضحكاته الساخرة حينًا آخر.

وجد "عيسي" في خضم تلك الحشود من الشخصيات المسئولة على رأسهم رئيس الجمهورية فرصة سانحة لعرض مطالبه، التي هي تمثل مطلبًا للكثيرين، على رأسها مناشدة الرئيس العفو عن سجناء الرأي منهم إسلام بحيرى وأحمد خالد، مؤكدًا أن هناك كتاب وصحفيون مسجونون فى مصر بقانون العقوبات.

وأضاف "عيسي": مافيش دولة فى الدنيا بتسجن فى جرائم النشر غير 3 أو 4 دول، للأسف كلها دول مستبدة وديكتاتورية، ولا يجب أن تكون مصر التى نحلم أن تكون دولة دستورية ديمقراطية من ضمن هذه الدول التى تسجن فى جرائم النشر.

وأردف الكاتب الصحفى: "عاقبوا كما يعاقب العالم المتحضر فرضوا عليهم غرامات مليون جنيه"، مؤكدا عدم وجود عقوبات سالبة للحرية فى الدول المتقدمة.

لكن حديث عيسي أثار غضب نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، الذي انفعل مقاطعًا عيسي:" مفيش صحفي في العالم العربي يستطيع أن ينتقد نظامًا أو يتحاور مع نظامه بهذا المستوى الندي، إلا في مصر" وكررها ثلاث مرات.

"عضو تمرد"
مشهدًا آخر بين جنبات المؤتمر الشبابي، كان محمد عبد العزيز عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وأحدي مؤسسي حركة تمرد ووزير الداخلية أبطالها، إذ حدثت بين الطرفين مناوشة كلامية سرعان ما أنتهت بإبتسامة مصطعنه متبادلة بينهما.

فعلي الرغم من البداية الهادئة لحديث عبد العزيز إلا أنه احتد في نبرته حينما تطرق إلي أزمة ثقة بين الشباب والدولة فيما يخص ادماجهم، ،مُستشهدا بمشهد لرجل شرطة في المرور، تعمد الخروج عن القانون لمجاملة أصحاب النفوذ.

وأضاف "عبدالعزيز"، موجها حديثه لوزير الداخلية، قائلا:"مش قصدي حاجة ياسيادة الوزير أنا أسف والله بس بقول على سبيل المثال..مش تبص لي"، الأمر الذي أثار ضحك الرئيس ووزير الداخلية.

وقال إن المسئول عن القانون نفسه هو من سيفقد الثقة في تطبيق القانون، لذلك الشباب سيكون لديهم أن ثقافة انتهاك القانون نوع من "الشطارة"، نتيجة للتمييز في تطبيق القانون، مُشيرًا إلى أنه لدى البعض أزمة في تطبيق الحقوق والحريات على أرض الواقع، مناشدا باستمرار الموقع الرسمي للمؤتمر على مدار العالمي لتلقي كافة المقترحات من الشباب لتطوير مصر والمساعدة على تبادل أراءهم وأفكارهم.

"شاب ينتقد الحكومة"

اما المشهد الثالث فكان محمد جمال النفراوي، أحد الشباب المشاركين في مؤتمر الشباب برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بطله الأوحد، حينما تحدث أزمة عدم إهتمام الدولة بإعداد النشء سياسيا.

وانتقد وزارة الثقافة وقصور العاملين فيها "بيروحوا يقعدوا ساعتين ويمشوا، والكتب الموجودة في مخازن الثقافة تأكلها الفئران ولا تصل للشباب"، مضيفًا الطالب يستخدم كتب وزارة التربية والتعليم للامتحان فقط دون الاستفادة منها في شيء، مؤكدا أن مادة التربية الوطنية لم تعد موجودة، مطالبا الوزارات باستخدام ادواتها في كيفية تعليم النشء معنى المشاركة السياسية.

وأكد أنه على الرغم من جهود وزارة الشباب، إلا أن مافيا رؤساء مجلس إدارة مراكز الشباب لا تعطي الفرصة لغيرهم لأنهم يحققون مصالح من ورائها، مضيفا أنه منذ ولادته وتولى شخص واحد رئاسة مركز الشباب بمنطقته وعندما خرجت جنازته كانت من نفس المركز"، وهو ما أثار ضحك الرئيس وجميع الحاضرين في الجلسة.