رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفتى يحث مسلمى فرنسا على الاندماج الإيجابى

 شوقي علام
شوقي علام

حث الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية - الجالية المسلمة في فرنسا على الإندماج الإيجابي والفعال في مجتمعهم مع الحفاظ على ثوابتهم الدينية، وأن يحترموا سيادة القانون، مشيرا إلى أنه تم خلال مؤتمر دار الإفتاء الأخير إصدار إعلان القاهرة لإيجاد صيغة للتعايش بين الجاليات المسلمة في الخارج في مجتمعهم.
جاء ذلك خلال استقبال مفتي الجمهورية اليوم وفدا رسميا رفيع المستوي يضم عددا من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، برئاسة السيدة ناتالي جولي، والذي يزور مصر حاليا بصحبة عدد كبير من ممثلي الصحف الفرنسية.
وأكد مفتي الجمهورية خلال اللقاء أن دار الإفتاء المصرية بذلت ولا تزال الكثير من الجهود على كافة المستويات من أجل مواجهة الفكر المتطرف في الداخل والخارج، وتصحيح الكثير من المفاهيم الإسلامية التي تم تشويهها من قبل جماعات التطرف والإرهاب، كان آخرها المؤتمر العالمي الذي أقامته دار الإفتاء المصرية يومي 17-18 أكتوبر الجاري، حول تأهيل أئمة مساجد الأقليات المسلمة.
وأضاف أن الدار استغلت الطفرة التكنولوجية الهائلة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس في مختلف بلدان العالم، حيث يبث موقعها بإحدى عشر لغة، فضلا عن الصفحات الرسمية للدار باللغتين العربية والإنجليزية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك والذي تخطى عدد متابعيها الخمسة ملايين شخص، وكذلك صفحة Not in the name of Muslims التي تنشر موادها بثلاث لغات هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية وأنشأتها الدار عقب هجمات باريس وشهدت إقبالًا كبيرا ونقاشات متعددة مع الشباب الغربي، فضلًا عن عدد من الجولات الخارجية في أوروبا وإفريقيا وآسيا والتي كان لها أثر إيجابي على أرض الواقع.
وأوضح فضيلته لوفد مجلس الشيوخ الفرنسي أنه لا يمكن أن ننسب صفة التطرف والإرهاب إلى الدين الإسلامي بسبب بعض الأفعال التي يقوم بها أصحاب الفكر المنحرف والمتطرف، لافتا إلى أن التاريخ يخبرنا بأن هناك بعض الجرائم الإنسانية الكبرى التي قام بها بعض المتطرفين باسم بعض الأديان الأخرى، على الرغم من أن الأديان السماوية جميعها تنبذ هذه الأفعال وتدعو إلى المحبة والتعايش والسلام بين البشر جميعًا.
وقال مفتي الجمهورية: إن المؤتمر العالمي الأخير لدار الإفتاء قد تناول موضوعا في غاية الأهمية وهو التكوين العلمي والتأهيل الإفتاء لأئمة مساجد الجاليات المسلمة في الخارج، لأننا نعتقد أن الفتوى هي المحرك لكثير من الأفكار في المجتمعات، خاصة وأن العمليات الإرهابية تكون دائما تحت مظلة فتاوى منحرفة ومتطرفة، لذا فإن تدريب أئمة مساجد الجاليات المسلمة على الفتوى الصحيحة يختصر الطريق ويحصن المجتمعات من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب .
وأضاف أن المجتمع المصري يقدم نموذجا فريدا من نوعه في التعايش بين كافة أفراد الشعب مع اختلاف عقائدهم ودينهم، فعلى المستوى الاجتماعي ، يعتبر المصريون جميعا نسيجا واحدا يعملون سويا في مختلف قطاعات الحياة في جو يسوده المودة والحب، وكذلك على المستوى التشريعي فإن الدساتير المصرية منذ دستور 1923 وحتى دستور 2014 كانت حريصة على إبراز المساواة بين جميع المصريين بصرف النظر عن ديانتهم أو معتقدهم أو لونهم.
وأكد مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية على أتم استعداد لتدريب أئمة المساجد في فرنسا وإعدادهم لمواجهة الفكر المتطرف وترسيخ قيم التعايش في المجتمع، مشيرا إلى أنه قد ناقش هذا الأمر مع وزير الخارجية الفرنسي في زيارته الماضية لفرنسا، والذي رحب بهذا الأمر.
من جانبها ، أثنت رئيسة وفد مجلس الشيوخ الفرنسي على مجهودات دار الإفتاء المصرية في مكافحة التطرف والإرهاب، وما تقوم به من جولات مهمة إلى الخارج من أجل تحصين المجتمعات من التطرف ونشر ثقافة التعايش والسلام.
وأضافت أن أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي قد قدموا مذكرة للبرلمان حول المسلمين في فرنسا لمناقشة أوضاعهم وبحث السبل التي تتيح لهم الإندماج في المجتمع الفرنسي.