رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحيي راشد: السياحة ستعود بقوة

جريدة الدستور

في يوم بهيج عمت به الفرحة والسعادة، علي أهالي أسوان، تزامنا مع اللحظة التاريخية التي تحدث كل عام، بمناسبة تعامد أشعة الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى فجر يوم 22 أكتوبر من كل عام.

وانطلقت في الخامسة و54 دقيقة صباحا الظاهرة الفلكية الفريدة بتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بقاعة قدس الأقداس بمعبد رمسيس بمدينة أبو سمبل السياحية، جنوب محافظة أسوان.

واستمرت الظاهرة لمدة 20 دقيقة، وشاهدها نحو 2400 شخص بينهم 1100 سائح من جنسيات مختلفة، في حضور الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، ويحيى راشد وزير السياحة، والكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، والدكتورة "لميس جابر" وعدد كبير من الصحفيين والاعلاميين.

وقال وزير السياحة "يحيي راشد" للدستور، من أمام معبد ابو سمبل باسوان، هذه لحظة تاريخية يجتمع فيها الاعجاز، والحضارة، وعبقرية أجدادنا، جئنا الي هنا لنشهد تلك اللحظة التاريخية، وهي تعامد الشمس علي وجه تمثال " الملك رمسيس الثاني"، ولنشارك أهالي اسوان في عيدهم.

وأضاف الوزير: السياحة ستعود بقوة، واكبر دليل هو مانراه الان، الامن المصري لديه القوة والامكانيات لحماية تراثنا وبلدنا الحبيب، ولكي نوجه رساله للعالم كله لكي تعود السياحة أقوي مما كانت عليه.

وأوضح "راشد" السياحة الالمانية في طريقها للعودة بقوة، وزيارتنا لايطاليا الاسبوع الماضي، كان لها اثرها الايجابي، ولاول مرة وسائل الاعلام الايطالية، تتحدث بشكل ايجابي عن مصر، وهذا مؤشر قوي لعودة السياحة الايطالية، والروسية أيضًا.

يذكر، أن قبل عام 1964، كان «تعامد الشمس» على تمثال رمسيس يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينيات من موقعه القديم، الذي تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالي، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير.

ويستند «تعامد الشمس» إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبًا كل يوم إلى ناحية الشمال، حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو.

وتبين أن القدماء المصريين إستندوا في اكتشافهم إلى أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين في كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تمامًا.

و«تعامد الشمس» على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر والثاني والعشرين من شهر فبراير، جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة.

وجعل القدماء المصريين هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي، تنحرف انحرافا صغيرًا قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.

يشار إلى أن هذه الظاهرة اكتشفت في عام 1874 حيث قامت المستكشفة «إميليا إدوارذ» والفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل) والذي جاء فيه «تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها».

تجدر الإشارة أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني يبلغ عمرها 33 قرنا من الزمان، جسدت التقدم العلمي الذي بلغه القدماء المصريون، خاصة في علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير.