رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة طفلة اسمها "ملك".. بنت الـ9 سنوات تدفع حياتها ثمنا للجوع.. الأب يعذب ابنته بمساعدة أمه وزوجته وشقيقته بسبب فتحها "باب الثلاجة".. ويشوه جسدها قبل إلقائه في النيل لطمس جريمته

جريدة الدستور

"كان سابهالي.. أنا كنت عايزاها".. كلمات ظلت ترددها أم بعد أن رأت جثة طفلتها الجميلة ذات التسعة أعوام، في مشرحة زينهم، بعد أن تشوهت معالمها بسبب مياه النيل التي ظلت فيها ثلاثة أيام.

"ملك".. طفلة رقيقة كل ما فعلته أنها شعرت بالجوع، وعندما فتحت الثلاجة لتسد جوعها، كان عقابها التعذيب حتي الموت بيد والدها، وزوجته، ووالدة والدها، وثلاثة من أقاربه، الذين قاموا بإلقائها في النيل.

في منزلها البسيط، جلست في كرسي مجاور لي، ووسط شقيقاتها الست، مطاطأة الرأس، دموعها لا تتوقف لتسرد رحلة عذابها مع طليقها محمود محمد عوض.

في عام 2006، في بداية زواجها، كان يجبرها على شرب الخمر، ويمنعها من زيارة أهلها لمدة تطول لشهور، إضافة لإجبارها على النوم على سرير دون مرتبة.

تابعت أم الطفلة، أنها كانت مثلها كأي عروس تمتلك ملابس جديدة، ألا أن والدة طليقها كانت تأخذ ملابسها، وتعطيها ملابس ممزقة وقديمة، بالإضافة لحرمانها من الطعام. وتجهش بالبكاء متابعة: العذاب اللي ملك بنتي اتعذبته، أنا اتعذبته قبلها.

حصلت الأم على الطلاق، في شهور الحمل الأولى في ملك، بعد أن قررت أنها لن تستطيع احتمال عذاب مع من اختارته شريكًا لحياتها ووالدته أكثر من ذلك، متنازلة عن كل حقوقها الزوجية من أثاث ومؤخر صداق، كما دفعت له 2000  حتي تحصل على حريتها منه.

وتابعت أم ملك، منهارة: بعد ولادة طفلتي وأثناء تسجيل شهادة الميلاد لم يأتِ الأب لتسجيلها، ثم أخيرا تم تسجيل الطفلة، كما حصلت الأم على حق حضانتها، بعد العديد من القضايا أمام المحاكم. إلا أنه طالب برؤيتها، حيث التقاها 4 مرات خلال الأربع سنوات الأولى من حياة الطفلة، بمركز شباب العمرانية.

وفى آخر مرة له مع ملك بالنادي، أكد أنه سيصحبها لشراء الحلوى وإرجاعها مرة أخرى، وانتظرت الأم في النادي رجوع طليقها بطفلتها، إلا أنها اكتشفت مع الوقت أنه اختطفها.

وتوجهت الأم لقسم العمرانية، لتحرير محضر اختطاف، ففوجئت بطليقها في القسم، حاملا ابنتها المصابة في قدمها، محررًا ضدها محضرا بالإهمال، مدعيا أن "توك توك" صدمها عندما كانت معها.

واكتشفت الأم أن طليقها، أصاب ابنته في القدم حتي يثبت إهمالها، حتى يحصل على حضانتها، الأمر الذي أدى لحبسها 24 ساعة، وبعد أن جاء الجيران للشهادة ضد الزوج، مؤكدين تلفيقه هذه التهمه لها، تم الإفراج عنها.

وبعد خروجها من القسم، فوجئت بخطفه للطفلة، وبعد محاولات مع قسم الشرطة للعثور عليها عند طليقها، لم تستطع إرجاعها مرة أخرى، موضحة أنه كان هناك شخص يقوم بإبلاغ طليقها بمجرد أن تحضر الشرطة للبحث عن الطفلة في منزله، فيقوم بإخفائها فورا، مضيفة أنه رفض الحديث معها، أو السماح لها برؤية ابنتها.

وتتابع الأم: في يوم 13 أكتوبر الماضي، توجه إليها أحد الأـشخاص، وأبلغها بأن طفلتها تم قتلها على يد والدها، وزوجته، وجدتها، وشقيقة والدها، ولكنها لم تصدقه في البداية.

وهرعت الأم لقسم العمرانية للتأكد مما سمعته، واكتشفت أن ما قيل لها صحيح، والحادث تداولته وسائل الإعلام، وهي آخر من يعلم، لكنها أبت التصديق حتى رأت جثة ابنتها ملك بمشرحة زينهم، ووجدت آثار تعذيب على جسدها الصغير، حيث قام طليقها (والد الطفلة) بحلق رأسها مثل الولد، بالإضافة لبقع زرقاء جراء الضرب على أجزاء متفرقة من جسدها، الذي تحول للأزرق الغامق بعد بقائها في النيل 4 أيام.

واستعلمت الأم عن كيفية العثور على جثة طفلتها، حيث أخبرها رجال الشرطة، أن طليقها حملها وألقى بها داخل "شوال" في النيل، بعد أن توفيت بسبب التعذيب، بمنطقة المنيل، وجرفها التيار إلى كورنيش قصر النيل.

واكتشفت من خلال التحقيقات مع الأب، شكه في أنها ليست طفلته، مرجعا تعذيبها إلى تلك المسألة.

وتقول الأم: عندما رأيت طفلتي بالمشرحة، ظلت تحدثها، وهي ممددة أمامها في غرفة الموتي، قائلة: لن أترك حقك، وسأنتقم ممن قتلوكِ.

وأنهت الأم كلماتها قائلة: يرضى مين ده.. دول مستحيل يكونوا آدميين.. عايزة عدل يكون بما يرضي الله، نفسي النار اللي بقلبي تبرد، لو حتي يوم واحد، أنا مبنامش.. ومباكلش.