رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الزمالك مع الموعد المنتظر

محمد السيد غنيم
محمد السيد غنيم

 الجميع يتفق على أن فريق الزمالك خلال مباراة الذهاب أمام صن داونز الجنوب أفريقي لم يكن على الموعد، ولم يسجل حضوره إلى المباراة الأهم على مدار موسم طويل استعاد فيه فريق الزمالك جزءا كبيرا من تاريخه المعهود في المنافسة على البطولات والوصول للنهائيات، ذلك ما غاب كثيرا عن الجماهير العاشقة للرداء الأبيض.


علينا الاعتراف أن فرحة الوصول للنهائي كانت في حد ذاتها غامرة لكثير من الصعوبات التي تخطاها الفريق الأبيض، خاض خلالها صراعا أرهق لاعبيه، واستنفذ طاقات تشجيع عاشقيه، مما جعلهم يقفون أمام المباراة النهائية غير مصدقين تارة، ومنتشين تارة أخرى بأثار الفوز والوصول للنهائي.


كان الوصول إلى الموعد الأخير لبطولة أفريقيا أشبه بالحلم الجميل الذي عانق قلوب الزمالكاوية بما تحمله لناديهم من عشق جعلهم على العهد موفين، وبتشجيع فريقهم متمسكين، ولكن أبى إستاد لوكاس موريبي إلا أن يعلن استيقاظ اللاعبين وجماهيره من حلم الوصول إلى النهائي على واقع اللعب في النهائي حقا، لقد أصبح الأمر واقعا، وأدرك الفريق الأبيض وجماهيره حينها أنه يلعب نهائي أبطال أفريقيا بعد غياب أربعة عشر عاما عن هذا الحلم، الذي أصبح واقعا عندما أعلنت شاشة الإستاد الداخلية نتيجة اللقاء بثلاثة أهداف مقابل لا شيء لصالح صن داونز.


لم تكن الأخطاء الفنية التي وقع فيها المدير الفني لنادي الزمالك المجتهد الكفء مؤمن سليمان قبل بدء اللقاء وحدها سبب الهزيمة، فالمدرب الموهوب حاله كحال جماهيره مازال يحمل انتشاء الصعود المر إلى النهائي، يثق في لاعبيه الذين يكونون دوما على الموعد طيلة الفترة الأخيرة، إلا أن الموعد كان خارج كل توقع وكان أكبر من حجم الفرحة التي سبقت الوصول إلى أعتابه.

 

لم يكن الشناوي حارس مرمى عرين الأبطال وحده المسئول عن الأهداف الثلاثة، فالكرة أحيانا تكسر أنف من يتعالى عليها كي تجبره على احترامها، ذلك ما حدث بعدما ارتبكت حسابات الشناوي بأنه احتياطي الحضري في المنتخب، وبعد عدم الخضوع للمحاسبة الفنية بعد دخول خمسة أهداف في مرمى حارس مصر في مباراة الوداد، بما كان لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، لاسيما مع حارس كبير بقدر الشناوي.

 

كذلك لم تكن أخطاء إسلام جمال وعلي جبر في الدفاع وحدها سبب الهزيمة، وهما يحملان مسئولية حائط صد خط الظهر لمنتخب مصر ونادي الزمالك على عاتقيهما دون كلل أو فرصة للراحة، في ظل أداء معروف يوسف وشيكابالا وستانلي لأدوار دفاعية هي ليست لهم بالأساس، وسقط على إثرها خطا المنتصف والهجوم، فحدث التباعد والتفكك بين جميع اللاعبين أمام فريق يهاجم بشراسة من العمق الذي بات مُخترَقا بخطوط فريق الزمالك.

 

استيقظ الجميع على أمر واقع مفاده الهزيمة في اللقاء الأول بثلاثة أهداف دون رد، تلك اللحظة التي أصبح فيها لاعبو الزمالك وجماهيره يتعاملون مع الموقف بعيدا عن الأحلام والفرحة الاستباقية للفوز باللقب الأفريقي، هذا ما يجعل الزمالك يختلف تماما عن المباراة الأولى في كل شيء، وفي ظل ضعف دفاعي واضح لفريق صن داونز، واقتراب الزمالك أكثر من مرة، للتهديف من داخل منطقة جزاء المنافس، لولا غياب التركيز وقلة التوفيق.

 

الزمالك مع الموعد المنتظر يترقب الوصول إلى خط النهاية بما يحمله له من طموحات قد تبدو بعيدة عن التحقيق، وأحلام تختبئ خلف ضوء القمر الذي سيضيء أروقة إستاد برج العرب يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري، ومن يدري لعل ضوء القمر يطلق سراح أحلام الزمالكاوية لتحقيق الفرحة التي طال غيابها عن نادٍ له من الماضي ما لا يعرفه الحاضر جيدا، وهذا ما سيخبرنا به لاعبو الزمالك مع الموعد المنتظر.