رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطالب.. جوهرة المنظومة التعليمية


تتبنى الدولة منذ سنوات معايير لتحسين جودة التعليم بمراحله المختلفة وقامت المجالس المختصة بوزارة التعليم والتعليم العالى باعتماد هذه المعايير واتخاذ إجراءات عديدة ومختلفة لتنفيذها على أرض الواقع، وكان لمعايير الطلاب القدح المعلى فى المنظومة التعليمية لقياس مدى ما اكتسبه الطالب من تعليم وأساليب تربوية وثقافة مجتمعية، مع الوضع فى الاعتبار دعم الطلاب المتميزين ومحدودى القدرات، ووضعت بعض الإجراءات لتقييم الطالب فيما اكتسبه من معارف ومهارات مختلفة، ولما كانت المرحلة الجامعية لها خصائصها عن مرحلة التعليم السابقة عليها، إذ إنها تعتبر مرحلة جديدة ومختلفة بكل المعايير والاتجاهات، ففى المرحلة الجامعية تبرز شخصية الطالب ويستطيع أن يخطط لمستقبله، ولديه من الوسائل الكثيرة للاستعانة بذلك، فمن المفروض أن يحرص الطالب الجامعى على القراءة الواسعة فى شتى المعارف التى تخدم تخصصه، وبمعنى آخر أن يكون باحثاً صبوراً ونهماً للمعرفة، فالدراسة بالجامعة تعتمد على الجهد الفردى، ودور الاستاذ الجامعى هو فتح أبواب العلم المغلقة أمام الطالب واعطائه الطرق المختلفة للتجول بين فروع العلم المختلفة بفكر متفتح وبحرية لا تضر الآخرين. وأمام الطالب الجامعى فرص مختلفة لاتعوض، فالزمن كما يقال لا يرجع إلى الوراء، كما أن لديه وسائل اتصال متقدمة لم تتوفر للأجيال السابقة عليه، ولديه المكتبات الجامعية المزودة بأحدث ما أنتجته دور النشر العالمية وباللغات المختلفة،ومطلوب من الطالب الحرص على هذه المكاسب التى استجدت عليه فى مرحلته الجامعية، وهنا أقدم نصيحة مخلصة وليدة تراكم الخبرات والسنين والتعامل الدائم مع هذا الشباب، وهى أن تكون للطالب شخصيته المستقلة والدفاع عن وجهة نظره بطريقة مقنعة معتمدة على الأساليب العلمية والتواصل الراقى مع الآخرين، وأن يقتطف الطالب من كل بستان زهرة ليستخلص الرحيق المختلف عن الأولين والأخرين.

وختاما لكى تعم الفائدة أقدم للطالب الجامعى فى مرحلته الأولى، عدة نقاط أساسية قدمتها خبيرة للاستشارات الأكاديمية بجامعة «كانساس» الأمريكية، لكى يتميز فى هذه المرحلة، أن يتحمل المسئولية ويقدر أهمية دراسته، ويستغل كل فيمتو ثانية للتحصيل، ويحدد أهدافه بدقة فى هذه المرحلة، وأن يقوم بالتساؤل الدائم عما يجهله، ويعتبر معلمه صديقاً فينتبه لكل ما يقوله، مع تسجيلملاحظاته بدقة وجدية كى يمسك بزمام المعلومات والقضايا المهمة. ويتحكم فى عواطفه بحيث لا تؤثر على تحصيله العلمى، ولا يكون هدفه هو اجتيازه للامتحان بل الالمام الكامل بالمادة الدراسية حتى يدخل الامتحان بقدم راسخة واثقة، وهذا يتحقق بالصبر والمثابرة فى استيعاب المقررات، وحسن استغلال الوقت وإدارته من أهم صفات الناجحين، ونذكر هنا أن الوقت كالسيف إن لم نقطعه بالجد والاجتهاد قطعنا بحده. وفى نهاية هذه العجالة لا نمل من القول إن شباب اليوم بتخصصاتهم المختلفة هم الأعمدة الأساسية لنهضتنا المرجوة.

 عضو اتحاد المؤرخين العرب