رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد أزمات اعتزال السياسة ومقاطعة الانتخابات ومذبحة برهامي.. لافتة تواضروس تشعل الصراع في قلب السلفية.. نائب الدعوة يتبرأ بفتوى التحريم.. وغلاب يؤكد:"مستعد لتقبيل رأس البابا للحفاظ على المنهج"

جريدة الدستور

صراع يتجدد بين أوصال الدعوة السلفية، بعد حالة من الشد والجذب حول زيارة البابا تواشروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لمطروح خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت الدعوة السلفية بمطروح ترحيبها بالبابا معتبرةً ذلك بأنه من كرم الضيافة وشيم الرجال بينما تبرأ من ذلك الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية معتبرًا الترحيب بالبابا تواضروس حرام شرعًا.

الصراع الأول
ولم يكن هذا الصراع هو الأول من نوعه حيث شهدت السنوات الماضية صراعات مختلفة بين مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية وقيادات السلفيين بمطروح، ففي يوليو من العام 2014 اشتعلت أزمة إعلان الدعوة السلفية فى مطروح لمقاطعتها الانتخابات البرلمانية وإعلانها اعتزال العمل السياسي، بخلاف قرار مجلس إدارة الدعوة العام بالمشاركة فى الاستحقاق الأخير لخارطة المستقبل.

والتقى الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، الشيخ على غلاب قائد الدعوة بمطروح ، قبل بيان عزل مرسى بيومين، في محاولة لإقناعه بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب، بيد أن الأخير رفض، وهو ما دفع مجلس الدعوة السلفية لإصدار قرارا بتجميد عضويته، حيث أكد غلاب على دعمه لمواقف جماعة الإخوان حينها - بحسب مصادر مطلعة -.

وجرت مصالحة بين المجلس والسلفيين بمطروح تحت رعاية جهاز سيادي وهو ما حدث ،إلا أن الأيام أظهرت أن هذه المصالحة كانت صورية حيث قاطعت الدعوة السلفية بمطروح التعديلات الدستورية والانتخابات الرئاسية.

مذبحة برهامي
وفي يوليو 2015 سادت حالة من الغضب داخل كيان الدعوة السلفية بعد الانتخابات السرية التي تمت داخل الغرف المغلقة، ووصفها البعض بأنها مذبحة نفذها الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بحق جميع معارضيه فتم الإطاحة بجميع القيادات التي تؤيد أو تدعم جماعة الإخوان.

وضم التشكيل الجديد للدعوة السلفية 13 عضوا، وهم الشيخ محمد أبو إدريس رئيسا لمجلس الإدارة، والدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس الإدارة، والأعضاء الدكتور يونس مخيون، والمهندس جلال مرة، والمهندس أشرف ثابت، والدكتور محمد إبراهيم منصور، والشيخ محمود عبدالحميد العسقلانى، والمهندس عبدالمنعم الشحات، والشيخ شريف الهوارى، والشيخ عادل نصر، والشيخ غريب أبو الحسن، والشيخ رضا ثابت، والشيخ محمد شريف.

ووفق التشكيل الجديد لمجلس إدارة الدعوة ، فإنه خلا من الشيخ على غلاب مسئول الدعوة السلفية بمرسي مطروح بعد الأزمة الكبيرة التي نشبت بينه وبين ياسر برهامى على خلفية إعلان الأول التفرغ للعمل الدعوى واعتزال السياسة ، على خلفية الأزمات التي تعرضت لها الدعوة السلفية بسبب انشغالها بالحياة السياسيية.

وهاجم شباب من الدعوة السلفية التشكيل الجديد بعد الإطاحة بالدكتور سعيد عبدالعظيم ومحمد إسماعيل المقدم الذي تم تعيينه كمستشار للدعوة بدلًا من نائر رئيس المجلس، لامتصاص الغضب داخل كيان الدعوة.

لافتة تواضروس
قبيل زيارة البابا تواضروس لمطروح قبل أيام انتشرت لافتات ترحيب بالبابا دون عليها " الدعوة السلفية بمطروح ترحب بقداسة البابا تواضروس الثاني " ، وما هي إلا ساعات واشتعلت مواقع وحسابات عناصر الدعوة السلفية مطالبين مجلس إدارة الدعوة بتوضيح الأمر بين خلافات حول شرعية هذه اللافتات من وجهة نظر التيار السلفي بين الحل والحرمة.

الشيخ على غلاب القيادي بالتيار السلفي بمطروح، خرج في خطبة صماء من مسجد الفتح معقل السلفية بالمحافظة ، ليرد على الانتقادات التي وجهت إلي الدعوة حول جواز الترحيب بزيارة البابا توضروس من عدمه ، إلى جانب لقاؤه البابا ، قائلًا:" أحدثكم لأقطع السبيل على كل مشوّش لأننا كلما خرجنا من تهمة اتهمونا بغيرها وأطمئن الجميع أننا لا نداهن النصارى ولا البابا ولا نداهن أحدًا على حساب دعوتنا، فأنا دعيت لمقابلة البابا وليس لإستقباله كما لو طلب مني إنقاذا للدعوة السلفية أن أُقبل رأَس البابا لقبلته، لكن لم يطلب مني ذلك".

وأضاف غلاب ،:" ليس لنا أي أطماع سياسية وننبذ كل التعصبات والعصبيات ، ولست مسئولًا ولا الدعوة مسئولة عن أية ملصقات أو أية لوحة عُلقت في أي مكان ونحن لا نُعادي أحدًا وما زلنا نقدّر ونحترم مشايخنا ولكن لا يحق لأحد أن ينفي عنا أننا نتبع الدعوة السلفيه، فهي ليست حكرًا على أحد وجميع مشايخنا بقيمتهم العلمية فوق رؤوسنا ولا يلزمنا اتباعهم إدارياً ".

وأردف منتقدًا مجلس إدارة الدعوة السلفية ،:" إلى شيوخنا في الإسكندرية إذا رأيتم منا موقفًا أو سلوكًا ترونه يؤثّر عليكم في مكانتكم، تبرؤوا منه وتبرؤوا منـا ونحن نلتمس لكم العذر فيما أنتم فيه، ولا يحق لأحد أن ينفي عنا اننا لا نتبع الدعوة السلفية لأنها ليست حكرًا على أحد ، ونحن لم نعمل هذه اللافتات ولكننا لم نستنكرها ونراها أمرا طبيعيا، فالترحيب بالضيف من شيمة الرجال".

وتابع غلاب،:"زيارة البابا لمطروح أفادتنا، وأعطت رسالة طمأنة بأن محافظة مطروح نموذج يعيش فيها المسلمين وغيرهم فى تعايش، ومن حق الدعوة السلفية استنكار اللافتات، ونحن لا نتبع أى كيان إداريا ولا تنظيميا ، ونحن هنا أسرة واحدة والمسلمين والنصارى يعيشون معا، ولا يوجد قبطى واحد تم الاعتداء عليه أو اضطهد منذ 25 سنة عمدًا لدينا ".

برهامي يرد
ومن الدكتور ياسر برهامي ، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، خرج في مجلس علم وسط طلابه منتقدًا اللافتات التي نُسبت إلى الدعوة السلفية للترحيب بزيارة البابا تواضروس الثاني لمطروح ، قائلًا:" من فعلوا ذلك أعلنوا تبرؤهم من الدعوة السلفية بعد خلافهم معنا، و قالوا لنا لا دخل لنا بالعمل الجماعى معكم، ولا بالمؤسسية مع أنهم يفرضوها على من معهم ، ومن فعلوا ذلك سبق وتبرأوا منا ورفضوا العمل معنا بحجة رفضنا للإخوان ووصفونا بالخونة".

وأضاف برهامي ،:" تركهم للدعوة أدى إلى إضعافهم إلى هذا الحد الذى فرض عليهم أن يرحبوا بما سموه قداسة البابا وهذا الاسم لا يجوز قطعا ويقينا فنحن لا نقدس إلا ما قدسه الله وهذا من عقائد التوحيد والإيمان ، أما من فعلوا ذلك فهم ليسوا منا، وأعلنوا مراراً وتكراراً ابتعادهم وانسحابهم من الدعوة السلفية".

وتابع نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، " نحن نجاهد منذ سنوات طويلة لكى لا ينفصل هؤلاء عن الدعوة ولكن هم من يصرون على الانفصال، ونحن لم نفعل ذلك - في إشارة إلى لافتات الترحيب - ، والدعوة السلفية ليست هذه المجموعة ولا هؤلاء القوم الذين فعلوا ذلك وهذا أمر لا يجوز شرعًا ونحن نعد خطة لاسترجاع المفاهيم العقائدية، لمواجهة مثل هذه السلوكيات".

عيد والمخرج
الباحث في شئون الجماعات الإسلامية ، سامح عيد ، أكد لـ" الدستور" ، أن الدكتور ياسر برهامي انتقد لافتات الترحيب بالبابا تواضروس من منطلق سياسي، لافتًا إلى أن التيار السلفي يتحدث بشكل لا مركزي بخلاف تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية .

وأضاف عيد ،:" علاقة السلفيين بالاجهزة وطيدة والشيخ على غلاب صدرت له توصية لاستقبال البابا تواضروس الثاني لإظهار روح التوحد الديني وهو بدوره نفذ ذلك منطلقًا من حفاظه على الدعوة بالمحافظة بينما تعلوا حاليًا الأسوات داخل التيار السلفي للمطالبة بفصل الدعوة عن السياسة للخروج من هذه المأذق الفقهية والفكرية للتيار ".

وتابع المفكر الإسلامي،:" السلفيين ليسوا تنظيم وهناك مدارس مختلفة وحزب النور جمعهم بشكل سياسي ، فيما خسر الحزب قطاع الاسكندرية ما دفع بالدعوة دراسة فصل العمل الدعوي عن السياسي ، بينما يبرر شيوخ الدعوة مخالفة العقائد الفكرية للسلفية من منطلق الضرورات تبيح المحظورات ، وأرى أن مجلس إدارة الدعوة بالاسكندرية سيتجه إلى توحيد الكلمة وإعادة السلفيين بمطروح إلى الهيكل التنظيمي بينما حالة الصخب الإعلامي تفرض عليهم الخروج بتصريحات للدفاع عن مواقفهم التي تتناقض مع أفكارهم العقدية".