رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فنانون على أعتاب مراقد الشيعة".. الفيشاوي وبدير وفتوح يدخلون القائمة السوداء بسبب مهرجان عراقي.. وزي الحشد الشعبي يثير غضب مشايخ السلفية

جريدة الدستور

تناحر مذهبي بين القاهرة وطهران لا تلبث حدته أن تهدأ حتى تشتد مجددًا، في أعقاب زيارات الوفود المصرية الرسمية وغير الرسمية، إلى أحد المحافل الدولية ذات الطابع الشيعي، والتي كان آخرها مهرجان غدير العاشر للإعلام، والذي أقيم في مدينة النجف الأشرف جنوب العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة وفد من الفنانين المصريين.

فتحت مشاركة الفنانين المصريين أمثال فاروق الفيشاوي وأحمد بدير وفتوح أحمد في حفل ختاك مهرجان الغدير العاشر للإعلام في العراق، أبواب جهنم عليهم من جانب رواد مواقع التواصل الإجتماعي، بعد أن نشرت صفحة إحدي وسائل الإعلام الإيرانية صورًا من ختام المهرجان الذي شهد تكريم عدد من الفنانين من دول العراق وإيران وسوريا ومصر.

وقوبل وفد الفنانين بعاصفة من الغضب ليس فقط من جانب رواد مواقع التواصل الإجتماعي، لما تخلله من زيارات لعدد من العتبات المقدسة ومراقد آل البيت المرتبطة بعقيدة معتنقي المذهب الشيعي، بل دخل دعاة السلفية علي خط الأزمة.

وقال الشيخ محمود عامر، الداعية السلفى، إن الحياة الثقافية والفنية والأدبية في مصر فوضي وبل ضوابط، والكثيرين من فناني مصر ليسوا علي درجة من العلم والدراية بما عليه الشيعة في العراق، محذرًا من مخطط الشيعة لجذب المصريين للمشاركين في أشياء تمهيدية لجر بعض الناس بالعاطفة ثم يتوغلوا بالأفكار والعقائد".

وأضاف الداعية السلفي، في تصريحات تليفزيونية، أن الشيعة وفق ما هو مدون فى كتبهم الأصلية، هم طائفة أقرب لليهود منهم للمسلمين، حيث يخوضون فى عرض الرسول، وهذه أقل نجاساتهم، لأنهم يسبون خير الناس بعد الرسول "صلى الله عليه وسلم"، قائلا: كفاية فوضى.

لم تكن هذه الاحتفالية الأولى من نوعها يثار حول ظهور الفنانين المصريين بها الجدل، وترصد الدستور أهم الشخصيات التي شاركت في حضور هذه المناسبات الشيعية.

"زيارة الحشد الشعبي"

ففي أبريل من عام 2015، تعرض الفنانون أحمد ماهر ووفاء الحكيم وحنان شوقي إلي عاصفة غضب بعد زيارة قصيرة للعراق قاموا خلالها بجولة في بعض الأماكن الدينية الشيعية وارتداء زي الحشد الشعبي وزي النساء الشيعيات كما أكدت الشائعات حيث شن ما يسمى "ائتلاف المسلمين للدفاع عن الآل والصحب"هجومًا عنيفًا على الوفد الفنى المصري الذى زار العراق.

واستنكر الفنان أحمد ماهر وقتها الهجوم عليه قائلا: لا أدري ماسبب هذا الهجوم فقد وجهت لنا الدعوة بشكل رسمي من خلال السفارة العراقية بالقاهرة وسافرنا الي العراق للمشاركة في مؤتمر ضد الارهاب ضم عدداً كبيراً من الفنانين كل الدول العربية.

وأضاف:"بالنسبة لزي الصاعقة هما حرتان في ارتدائه وبالنسبة لي لم ارتد هذا الزي أما بالنسبة للعباءة فهي الزي المسموح به لزيارة النساء للأماكن المقدسة كما تفرض المساجد الأثرية في مصر علي الأجانب ارتداء الطرحة والخف لدخولها".

"الزيارة الثانية"

وبعد شهرين فقط من العام نفسه، زار وفد آخر من الفنانين المصريين، العراق لدعم ميليشيات الحشد الشعبى الشيعية، وضم الوفد وقتها محمود الجندى، وحنان شوقى، ووفاء الحكيم، والشيخ حسن الجناينى، من علماء الأزهر الشريف.

لكن الزيارة أثارت حفيظة الشيخ ناصر رضوان، مؤسس إئتلاف أحفاد الصحابة السلفي، الذي تقدم أنذاك ببلاغ إلى النائب العام للتحقيق مع وفد الفنانين والشيخ الأزهرى، لزيارتهم ميليشيات غير رسمية، وأماكن ومزارات شيعية، والتحريض ضد أهل السنة فى العراق، رغم صدور بيان من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يرفض فيه ممارسات ميليشيات الحشد الشعبى فى حق السنة من أعمال إبادة وتهجير قسرى، متهمًا إياهم بالحصول علي مقابل مادي بالدولار لقاء الزيارة.

"مهرجان الغدير"

وفي التوقيت نفسه من العام الجاري، توجه عدد من الفنانين المصريين يتقدمهم فاروق الفيشاوي، إلي العراق للمشاركة بمهرجان الغدير، بعد أن تم إبلاغ الفنان الكبير بأن هذا المهرجان هدفه التواصل والتقارب العربى، ووجه له الدعوة شخص يدعى هادى العامرى، أحد قيادات الحرس الثورى الإيرانى والمخابرات الإيرانية.

ورغم محاولة الفيشاوي وقتها تأكيد عدم درايته بالهدف الخفي وراء المهرجان هربًا من عاصفة الغضب ضده، إلا أنه عاود المشاركة في المهرجان نفسه قبل أيام بمشاركة وفدًا من الفنانين، ممن ألتقطت لهم عدسات وسائل الإعلام الإيرانية صورًا وهم يجلسون في الصفوف الأولي ينتظرون دورهم في التكريم.

وأكد الفنان فتوح أحمد أنه كان لا يعلم أن قناة "الغدير" التي قامت بدعوتهم تنتمي للمذهب الشيعي، مضيفًا أن الوفد الإعلامي كان ذاهباً لأهل العراق أجمع وليس لطائفة معينة، موضحاً أنهم كانوا سفراء لمصر وكانوا يدعون دائماً أهل العراق للاتحاد والبعد عن الطائفية ليستطيعوا مواجهة أي عدوان.