رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تيران وصنافير" خارج خريطة مصر.. "التعليم" تحذف الجزيرتين من "الأطلس" وتتجاهل القضاء.. وسياسيون: الحكومة "سكرتارية" تنفذ هدفا سياسيا مرسوما

جريدة الدستور

تيران وصنافير، جزيرتان أحدثتا جدلًا كبيرًا في الشارع المصري، بعد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي أشارت إلى أن الجزيرتين سعوديتين، واختلفت الآراء حولهما ما بين مؤيد ومعارض، وتطور الأمر لمظاهرات من أجل رفض الاتفاقية، ولكن انتقل الخلاف عليهما إلى المناهج الدراسية.

"حذف الجزيرتين من أطلس"
منذ عدة أيام خرج وزير التربية والتعليم، الدكتور الهلالي الشربيني، ليكشف أن خريطة المناهج الدراسية لا تضمن تبعية جزيرتي تيران وصنافير، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي، أن ما جاء في المناهج وجود جزر في خليج العقبة من ضمنها تيران وصنافير، دون تحديد تبعيتهما، وأشار وزير التربية والتعليم إلى الانتهاء من كتاب الأطلس الخاص بمصر ومراجعته مع وزارة الدفاع، وأنه سيتم وضعه على موقع الوزارة.

وقامت الوزارة بحذف جزيرتي تيران وصنافير من الخرائط المصرية، في الأطلس المدرسي الجديد، على موقعها الإلكتروني، بالإضافة إلى عدم ذكر اسمها ضمن الخرائط والتوزيعات التي حددتها الوزارة في الأطلس، واكتفت بذكر مضيق تيران فقط.

ويأتي ذلك على الرغم من صدور حكم قضائي ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية.

"طباعة أطلس جديد بدون الجزيرتين"
و أكد حافظ طايل، مدير المركز المصري للحق في التعليم، في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس، أن الكتب المدرسية التي استلمها طلاب المدارس من طبعة 2015/ 2016، وأن وزارة التربية والتعليم طبعت أطلسًا جديدًا حذفت منه الجزيرتين ومصريتهما.

"عار ومخالفة لحكم قضائي"
وعلق الحقوقي مالك عدلي، على حذف وزير التربية والتعليم لجزيرتي "تيران وصنافير" من الأطلس المدرسي الجديد، في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلًا "حذف تيران وصنافير من الأطلس بواسطة وزارة التعليم عار ومخالفة لحكم قضائي واجب النفاذ يستوجب معاقبة المسؤول بالعزل ومصادرة هذا الأطلس المشين".

"فوضى سياسية"
وعلق جمال أسعد، المحلل السياسي، على حذف جزيرتي تيران وصنافير من الخرائط المصرية في الأطلس المدرسي الجديد، قائلًا "إن هذا السلوك يتماشى مع الفوضى السياسية التي نراها الآن".

وتابع "أسعد"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذا الاجراء يدل على عدم احترام كل قانون يمكن أن يكون لبناء دولة ديمقراطية مدنية كما يقول الدستور، فمن الواضح أن الرؤية السياسية هي التي تحكم عقلنا وأفعالنا وسلوكياتنا، ومن الواضح أن الحكومة تؤدي هدف سياسي مرسوم باعتبارها "سكرتارية" وليست حكومة.

وأضاف المحلل السياسي، رأينا وزير الثقافة يعقد مؤتمر في المجلس الأعلى للثقافة لإثبات سعودية الجزيرتين، ووزير التعليم يقوم بتغيير أطلس الخرائط، ويعتبر تيران وصنافير غير مصريتين، وهم يفعلون ذلك لمجرد أن القيادة السياسية قالت أن الجزيرتين غير مصريتين، على الرغم من أن هذه الاتفاقية لم تأخذ وضعها القانوني أو الدستوري حتى الآن.

وأوضح "أسعد"، أن البرلمان لم يقر اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية حتى الآن، بالإضافة إلى أن هناك حكم قضائي ببطلان الاتفاقية، فإذا كان هناك تفعيل للقانون أو احترام للدستور لكان الوزراء التزموا حتى آخذ موافقة البرلمان، لكنهم لم يحترموا القضاء والدستور، وبالتالي هذه ليست وزارة ولا سياسة.

"الجزيرتان مصريتان"
وأشار أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن اتخاذ وزارة التربية والتعليم هذا الاجراء فهذا يعني وصولها إلى درجة من التغيب، لكي تقوم بهذا على الرغم من حكم المحكمة الإدارية، فهذا يدل على أن هذه لا يمكن أن تكون وزارة، ربما تكون مخبز ولكن ليست وزارة.

وتابع "دراج" في تصريحات لـ"الدستور"، أن الوزارة تدعى وزارة التربية والتعليم، وبالتالي لابد أن تكون أول كلمة تحافظ عليها العلم والتربية، وما نراه أنه ليس هناك علم أو تربية، فعندما تقوم وزارة بهذا الدور يكون الأمر مخجل ومحزن.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أنه لا يصح إلا الصحيح، وفي النهاية تيران وصنافير مصريتين، رغم أنف كل من يريد تغيير هوية هذه البلد.