رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهلالي الشربيني "وزير الكوميديا والتعليم".. منح المدرس المثالي شهادة استثمار بـ30 جنيها تصرف بعد 20 عامًا.. والدروس الخصوصية والتسربيات ملفات تعجّل برحيله

جريدة الدستور

وزير الأزمات والصدمات اعتاد اللعب علي وتر يعزف كل ما هو غير مألوف، مثير للجدل أحيانًا وللسخرية أحياين أخري كثيرة، دخل علي مقعده الوزاري شاهرًا سيفه في وجه الجميع، متعهدًا بعودة العصر الذهبي للمعلم، ومتوعدًا ببتر جذور الفساد ومكافحة كافة المظاهر السلبية، التي تقف كحائط صد نحو إنتشال العملية التعلمية من عثرتها، وإحداث نقلة نوعية بها، لكنه سرعان ما ترنح تحت وطأة الفشل، ليتخذ طريق التبرير سبيلا لأجل الخروج من دوائر النقد التي تلاحقه.

الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم أحد وزراء حكومة المهندس شريف اسماعيل، الذي نجح في أن يوحد الجميع علي كلمة سواء، تمثلت في الإقرار بفشله الذريع في دفع العملية التعلمية للإمام.

سقطة وراء الأخري وقع فيها "الشربيني" وضعته تحت أسنة الهجوم، وأفقدته الحد الأدني من التعاطف، أبرزها ما حدث أثناء تكريم المدرس المثالي علي مستوي الجمهورية، حيث تحولت مراسم التكريم إلي حفلة إهانة، حيث تمخض الوزير فأخرج من جعبته شهادة استثمار بمبلغ 30 جنيه تصرف بعد 20 عامًا، في واقعة عدها الكثيرين وعلي رأسهم أعضاء مجلس النواب بمثابة معركة إهدار الكرامة.

وقد تسببت الواقعة في حدوث حالة من الإصطفاف ضد الدكتور الهلالي الشربيني، بدأت بمطالبته بالإعتذار عن الواقعة، وإعداد حفل تكريم لائق لمحو تلك الصورة السلبية.

ويحفل سجل الدكتور الهلالي الشربيني بالكثير والكثير من المواقف الاستفزازية والكوميدية، بدأت منذ أيامه الأول داخل الوزارة، حيث لاحقته حملة كبيرة من السخرية والتقطيع، أفرزتها تصريحاته علي مواقع التواصل الإجتماعي، حيث حفلت بالعديد من الأخطاء الإملائية، وهو ما اعتبروه أخطاء لا تليق باستاذ جامعي، قبل أن يكون هذا الشخص شاغلا لمنصب وزير التربية والتعليم.

قطع الدكتور الهلالي الشربيني العهد علي نفسه بالتأكيد حول عزمه الحد من ظاهرة إنتشار الدروس الخصوصية، متوعدًا بغلقها، لكن سرعان ما أثبتت الأيام زيف تصريحاته، والتي كانت في مجملها أشبه "بالفنكوش"، سببتها حالة النشوة المتولدة لديه نتيجة الفرح بالمنصب الجديد.

وتبقي قضية تسريب امتحانات الثانوية العامة، بمثابة كأس المرارة التي تجرع خلالها الدكتور الهلالي الشربيني أكبر جرعة من الفشل، حيث خرج خلال مؤتمر صحفي عقده قبيل بدء الإمتحانات، أعلن خلاله أن امتحانات هذا العام ترفع شعار " لا للتسريب".

لكن علي النقيض كان "شاومينج" له رأي آخر مخالف لآمال وتصريحات وزير التربية التعليم، بعد حول الإمتحانات إلي ماسورة تسريب مفتوحة عن آخرها، الأمر الذي تسبب في إعادة وإلغاء بعض المواد، وهو ما عزًا بالبعض لإطلاق وصف عام المذبحة علي الثانوية العامة.

وواصل وزير التربية والتعليم التحليق خارج حدود المعقول، بعدما أراد أن يسجل لنفسه انفراد يدخل به التاريخ، بتأكيده علي أن تسريب الإمتحانات يتم من زمن، لكن لم يجرؤ أحد عن إعلان تلك الحقيقة، حتي جاء إلي منصبه مقررا الكشف عنه وعدم السكوت عليه.

وكان أخر قرارته هو إلغاء امتحان منتصف الفصل الدراسى، والالتزام باختبارات شهرية تحريرية (ثلاث مرات فى كل فصل دراسى) ووافق المجلس على جعل درجة اختبار نهاية الفصل الدراسى لسنوات النقل للحلقة الإعدادية (60) درجة بدلاً من (50) درجة.