رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسئلة مشروعة لوزير الشباب فى زمن الحرب


فتحنا فى مقال الأسبوع الماضى ملفات بعض السلبيات المرفوضة تماماً، والتى تنخر فى عظام الدولة المصرية وهى تخوض أخطر وأعتى حرب تتعرض لها، وهى حرب وجود «نكون أو لا نكون»، واليوم نواصل مناقشة بعض السلبيات كجزء من الحوار الوطنى الدائر الآن سواء فى وسائل الإعلام أو فى مجلس النواب أو القنوات التليفزيونية، والخاص ببعض الملفات الساخنة خاصة أن هذه السلبيات لا يصح ولا يجوز أن تكون موجودة أصلاً وتشوه الأداء الرائع رفيع المستوى للرئيس السيسى والمؤسسة العسكرية، الأمر الذى يؤدى إلى أن تكون جميع مؤسسات الدولة على نفس المستوى الرفيع، واليوم نواصل الحديث عن ملف الشباب والرياضة والدورة الأوليمبية وما حدث فيها، وحتى لا يكون الكلام مرسلاً.. فإن هناك أسئلة محددة موجهة لوزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز نتمنى أن يبادر بالرد عليها خاصة أنها تساؤلات متداولة بقوة فى الرأى العام، ولا يجوز استمرار تجاهلها، لأن العواقب فى هذه الحالة سوف تكون وخيمة، وهذه التساؤلات: ١- ما طبيعة المهمة التى أوكلت إليك وأدت إلى بقائك ١١ يوماً فى البرازيل على حساب المواطن المصرى؟ وهل هى مهمة معلنة أم سرية خاصة أنك أكدت فى تصريحات متعددة أنك كنت فى مهمة؟ ٢- ماذا فعلت بالتحديد وما أوجه نشاطك التى حتمت عليك البقاء فى البرازيل لـ١١ يوما؟ ٣- من المسئول عن الإخفاق الرهيب فى نتائج وأداء الفرق المصرية فى الأوليمبياد هل وزير الشباب شخصياً مايسترو الرياضة المصرية أم اللجنة الأوليمبية أم الاتحادات الرياضية وذلك حتى لا تتوه الحقائق؟ ٤- ما المبلغ الذى أنفق على الفرق المصرية بالضبط، فقد صرحت أنه ١٢٨ مليون جنيه، والبعض قال إنه ٤٥٠ مليوناً وتحدى البعض فى التليفزيون الرسمى وبعض الوسائل الإعلامية بأن الإنفاق وصل إلى ٦٠٠ مليون جنيه، رافعين اتهام إهدار المال العام، وهو أمر بالغ الخطورة. ٥- إن هناك مدربين أعلنوا فى وسائل الإعلام أنهم سافروا إلى البرازيل على نفقتهم الخاصة برغم مخالفة ذلك للقواعد، بينما سافر إداريون فى البعثة الرسمية وهو أمر لا مثيل له ولا يمكن قبوله. ٦- ما سؤال قصة سفرياتك المتعددة لمحافظة البحر الأحمر، وهل تدخل فى إطار خطة عمل وزارة الشباب؟ وما الأعمال والمشاريع التى من المفترض أنها تتم هناك؟ وهل هناك نشاط رياضى أصلاً فى منطقة مثل مرسى علم حتى يمكن تخصيص ميزانيات لإنشاءات رياضية هناك؟ ٧- وما حكاية القرية الأوليمبية المزعومة خاصة أن مصر لديها قرية أوليمبية متكاملة فى شرق القاهرة وتحديداً فى منطقتى مصر الجديدة ومدينة نصر، وبدأ إنشاؤها فى الستينيات، وانتهت فى ١٩٩١ وأقيمت بها دورة الألعاب الأفريقية فى العام نفسه، وهناك قرى أوليمبية أخرى مصغرة فى بورسعيد وشرم الشيخ والإسماعيلية وغيرها، ثم ما الهدف من إنشاء قرية أوليمبية جديدة أليس هناك أولويات للإنفاق فى زمن الحرب؟ خاصة أن مصر ليست مرشحة ولا مؤهلة لاستضافة دورة أوليمبية خلال الـ ٥٠ عاماً المقبلة. ٨- أليس من الواجب بمقتضى القانون والدستور أن يتقدم وزير الشباب بكشف حساب لمجلس النواب حول المشاركة فى أوليمبياد ريو دى جانيرو خاصة أن الحصيلة لا تتعدى ثلاث ميداليات برونز، وهو إنجاز ضعيف لا يتفق مع مئات الملايين التى تم إنفاقها على الميداليات الثلاث، وهو أضعف إنجاز للرياضة المصرية على مدار الدورات الأوليمبية الأربع الأخيرة لقرابة ٢٠ عاماً تقريباً. وللعلم فإن وزير الشباب الرومانى استقال لأن بلاده حصلت على ثلاث ميداليات ذهبية فقط وليست برونزية، فهل يدرك الوزير مغزى ومعنى استقالة وزير الشباب الرومانى. ٩- ثم ما هذا التخبط والمظهر المشين فى واقعة لقاء لاعب الجودو المصرى مع لاعب الجودو الصهيونى، وبصرف النظر عن جريمة التطبيع الرياضى وعن المقارنة المؤسفة بين موقف مصر والسعودية فى هذا المجال فإننى أتساءل: ماذا كان يفعل الوزير هناك وتحديداً فى هذا الموقف؟ وهو مسئول سياسى وكان الأمر يستلزم معالجة سياسية غائبة تماماً عن ذهن الوزير.

١٠- هل يعى وزير الشباب أن اثنين من الثلاثة الحاصلين على ميداليات برونزية هما أساساً من إعداد وتجهيز القوات المسلحة، أى ليس لوزارة الشباب أى فضل عليهما، أى أن الحصيلة الحقيقية هى مجرد ميدالية برونزية تساوى مئات الملايين من الجنيهات.

١١- هل يدرك الوزير حجم الفساد المستشرى فى الأندية والاتحادات وحجم إهدار المال العام وسيادة السوق السوداء فى الدولار وتخريب الاقتصاد الوطنى من خلال عشرات الملايين من الدولارات التى تقوم الأندية والاتحادات بتوفيرها من السوق السوداء ثمناً لرواتب المدربين واللاعبين الأجانب؟ وأخيراً ألا تصلح هذه الأسئلة لتكون مادة استجواب سحب الثقة من الوزير فى مجلس النواب؟ أعتقد ذلك.