رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البرازيل تغرق فى أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة

جريدة الدستور

اصبحت البرازيل محط انظار العالم لاستضافتها دورة الالعاب الأولمبية . ولكن الهدنة لم تدم طويلا وعلى البرازيل أن تواجه الحقيقة الحزينة: انها الخطوة الاخيرة قبل اجراءات اقالة الرئيسة ديلما روسيف والتى قد تضع حدا فى غضون أيام قليلة ل 13 عاما من هيمنة اليسار على السلطة . فكيف وصل هذا العملاق الاقتصادى الى ذلك ؟
أوردت ذلك مجلة لوبوان الفرنسية فى موقعها على الانترنت ، مشيرة الى ان وصول عامل إلى رأس السلطة فى أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية فى عام 2003 كان بداية لعصر أسطورى فى السياسة البرازيلية: حيث وعد مؤسس حزب العمال (يسار)، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أن يحكم من اجل الفقراء .
وخلال فترتى حكمه، تمكن دا سيلفا من اخراج 40 مليون برازيلى من البؤس بفضل برامج اجتماعية، مستفيدا من ارتفاع أسعار المواد الخام الذى جعل النمو فى البرازيل يصل الى 7,5 % فى عام 2010، وشهدت فرص العمل ارتفاعا قياسيا . وقد وصلت شعبية دا سيلفا لدى مغادرته للسلطة الى 87 %، وهو ما سمح بانتخاب حليفته ديلما روسيف .
واشارت المجلة الفرنسية الى ان اكتشاف حقول نفط فى عام 2007 عزز أهمية البرازيل على الساحة الدولية، كما ساهمت هذه الانجازات فى فوزها بتنظيم دورة الالعاب الاولمبية . ولكن نموذج النمو القائم على الاستهلاك المحلى سوف يظهر بسرعة حدوده فى ظل تباطؤ النمو الاقتصادى فى الصين وانهيار أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك النفط . وهو ما ستتبعه أربع سنوات من ضعف النمو .
ويقول ريكاردو انتونيس استاذ علم الاجتماع فى جامعة كامبيناس ان الأزمة الدولية، واستنفاد السوق الداخلية، وتراجع الطلب الخارجى على المواد الخام والأزمة السياسية العميقة: كل هذا أدى إلى انفجار شعبى فى عام 2013 . وخلال كأس الكونفدرالية، خرج ملايين البرازيليين إلى الشوارع للتعبير عن عدم رضاهم عن فقدانهم القدرة الشرائية وللمطالبة بتحسين الخدمات العامة بدلا من بناء ستاد لكأس العالم لكرة القدم لعام 2014 ، وهى إشارة إنذار على ان الحركات الاجتماعية تتهم روسيف بالتجاهل .