رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صورة اليوم".. في فرنسا أنت حر ما لم ترتدِ الـ "بوركيني"!

جريدة الدستور

تُعرف فرنسا بأنها أحد أهم وأبرز وجهات الحرية في العالم بأكمله، فعند سؤال أي شخص عن تخيله عن ذلك البلد يرد بـ"حرية" ويمكنك فعل ما تريد في أي وقت طالما لم تسئ إلى غيرك أو تعتدي عليه، ويؤكد تلك القناعات شعار الجمهورية الفرنسية "الحرية.. الإخاء.. المساواة".

ولكن بلاد الحرية تلك خرجت منها هذه الصورة، ليست لحادثة تحرش بفتاة على إحدى الشواطئ الفرنسية وإنما هو تنفيذٌ لقانون أصدرته فرنسا بمنع ارتداء السيدات لما يُسمى بـ"البوركيني" على شواطئها؛ بحجة أنه مظهر ديني يتسبب في فتنة ومشكلات على شواطئها، فأجبرت الشرطة الفتاة بخلعه أمام أعين المتواجدين، لتهتز تلك "الصورة الذهنية" التي طالما بنتها فرنسا منذ قيام ثورتها في عام 1789.

والغريب في تلك الصورة هو التفاعل الإيجابي من المواطنين على الشاطئ والذين أقروا الشرطة على ما فعلته وصاحوا في السيدة "عودي إلى وطنك وإن أردتِ البقاء فالتزمي بتقاليد بلادنا"، وربما يرجع ذلك إلى الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مدن فرنسية عدة ونفذها إسلاميون متشددون تابعون لداعش.

والبوركيني هو لباس بحر نسائي ساتر، يتيح للمرأة السباحة مع تغطية كافة جسمها باستثناء الوجه والكفين والقدمين، ويتألف من ثلاث قطع: قميص وسروال وغطاء للرأس وهو لباس شائع بين المسلمات المحجبات أثناء ارتيادهن الشواطئ.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الكاتبة المتخصصة بشؤون الأكل والتغذية، المذيعة البريطانية نايجيلا لاوسون، ارتدت "البوركيني" على أحد الشواطئ الأسترالية عام 2011 بمحض إرادتها.

وشهد البوركيني إقبالا منقطع النظير، وصارت النساء يرتدينه على الشاطئ وفي المسبح، وصارت له محلات في أوروبا ومواقع متخصصة لتسويقه على شبكة الإنترنت.

أما رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، فرأى في ذلك القرار دعمًا للحرية ولما تتبناه بلاده واعتبر في مقابلة له مع صحيفة "لا بروفانس" أن البوركيني هو "ترجمة لمشروع سياسي ضد المجتمع مبني خصوصا على استعباد المرأة".

ويعتبر البوركيني ثاني حلقة في مسلسل "ممنوع" الذي تطلقه فرنسا على المسلمين فبدأت بمنع ارتداء النقاب في عام 2010 وتلتها بمنع البوركيني على الشواطئ في انتظار مزيدًا من الممنوعات والتي تغلب الإسلاموفوبيا على قيم الحرية.