رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«واشنطن» و«الأعداء» في العهد الجديد.. «ترامب» مصلحة و«كلينتون» تُنبئ بحرب نووية

جريدة الدستور

لم يعد خافياً أن الحملة الانتخابية لكلا المرشحين في الانتخابات الأمريكية "دونالد ترامب" و "هيلاري كلينتون" قد غيبت تماماً القضايا السياسية والاقتصادية المهمة على الصعيدين المحلي والدولي بالولايات المتحدة الأمريكية، كما بات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" شاغلاً للإعلام الانتخابي بين كلا المرشحين وعنصراً أساسياً في العراك السياسي، حيث يتهم الإعلام الأمريكي الرئيس الروسي بالتدخل المباشر وغير المباشر في سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

- روسيا

ويشير أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي، إلى علاقة قوية تربط «ترامب» و«بوتين»، خاصة بعد وصف الأول للرئيس الروسي بالقائد القوي، وزعمه بأن الولايات المتحدة تصبح أقوي بعلاقتها مع روسيا، و ذلك في حال فوزه بالانتخابات الأمريكية، بينما تنتقد «كلينتون» خصمها الجمهورى على «ولائه المطلق» لأهداف السياسة الروسية، إذ اعتبرت أن ذلك يمثل «إشكالية على مستوى الأمن القومي ويثير شكوكا جديدة حول طباعه»، من جانبه، رد «ترامب» عليها مؤكداً أنه «لا علاقة بيني وبين الرئيس الروسي»، مضيفًا: «لكن إذا اتفقت بلادنا مع روسيا، فسيكون ذلك أمراً عظيماً».

وتتهم كلينتون الرئيس الروسي بالوقوف وراء التسريبات الإلكترونية لبريدها الإلكتروني، حيث أنها تهدف من ذلك تأليب الرأي العام الأمريكي ضد «ترامب» وضد روسيا.

ووصف وزير الدفاع الأمريكي السابق " ويليام بيري"، الوضع بين البلدين بـ«الحرب الباردة»، متوقعَا أن تشهد العلاقات تطورًا سيئًا قد يصل إلى حرب نووية مقصودة أو غير مقصودة، و خاصة في حال فوز كلينتون في الانتخابات الأمريكية.

وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن روسيا تفضل «ترامب» الذي أعلن قبوله رفع العقوبات الاقتصادية عن موسكو، وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا، والتي تم ضمها في 2014 وسط إدانات دولية واسعة.

وفي الوقت الذي مدح الرئيس بوتين ترامب، وصف المرشح الجمهوري بوتين بأنه «عبقري»، كما سعى «ترامب» لإيجاد تحالف جديد مع روسيا.

- دول آسيوية

ووسط اشتعال السباق الرئاسي، تترقب عدد من الدول الآسيوية مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية نتيجتها، باعتبار أن العلاقة المتوترة مع هذه الدول، مرتبطة بشخصية الرئيس الأمريكي القادم، الذي على أساسه ستتشكل العلاقة من جديد مع هذه الدول أو تزداد توترًا.

- كوريا الشمالية

سعى ترامب لإجراء مفاوضات مباشرة مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، حول برنامج بلاده النووي، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل خطته لعقد صفقة مع بيونج يانج قائلا: «سأتحدث مع كيم وسأضغط أيضا على الصين الداعمة الدبلوماسية والسياسية الوحيدة لبيونج يانج من أجل المساعدة في التوصل إلى حل». وفي الوقت الذي قالت فيه كوريا الشمالية، إن ترامب يتملك البصيرة، ويمكنه تحرير الأمريكيين الذين يعيشون في خوف يومي من هجوم نووي لبيونج يانج، وصفت هيلاري كلينتون بأنها «مغفلة» لاقتراحها تطبيق نموذج عقوبات إيران لحل القضية النووية على شبه الجزيرة الكورية.

- الصين

كما قال ترامب إنه حال فوزه في الانتخابات، سيزيد من الوجود العسكري الأمريكي في بحر الصين الجنوبي كي يواجه للصين، التي تعد بعض الجزر الصناعية هناك جزءا من أراضيها.

أما كلينتون فانتقدت سجل الصين في مجال حقوق الإنسان، ووصفت العلاقة مع الصين بأنها تنطوي على تحديات، لكنها علاقة «إيجابية وتعاونية وشاملة».

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إنه في حال وصول «ترامب» إلى السلطة، فهناك احتمال أن تتحسن العلاقات الأمريكية الروسية، حيث إنه يعتبر الشخص المناسب كرئيس جديد لأمريكا، وأنه سيعمل على إصلاح العلاقات مع روسيا وخاصة فيما يتعلق الأزمة السورية، كما أن الشعب الروسي و الرئيس بوتين يؤيدان ترامب.

وأضاف فهمي لـ«الدستور»، أنه في حال فوز «كلينتون»، يكون الصدام شئ وارد بين الدولتين، وعدم التوافق بينهم خاصًة في القضايا الدولية و الإقليمية معًا، وعلى الرغم من أن روسيا الآن تفضل «ترامب» عن «كلينتون»، لكن العلاقات ستظل رهينة بين الدولتين، لعدم وجود رؤية عن التعامل بينهم في المستقبل حتى الآن.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب السياسي، عبد القادر ياسين، الخبير في الشئون الدولية، في تصريحات خاصة للدستور، إن كوريا الشمالية ترى كلا المرشحين مثل الكوليرا والطاعون ولا تفضل أحداهما على الآخر، فيما قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ«لدستور»، إن صحف كوريا الشمالية أظهرت تأييدها لترامب، باعتباره المرشح الذي يفيد العالم، وسيقضي على الخلافات.

ومن جانبه قال فهمي أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون الساسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الاوسط، إن كوريا الشمالية في صدامات مع الولايات المتحدة، بسبب برنامجها النووي، وكذلك الحال فإن روسيا على خلافات مع إدارة أوباما، لذلك يفضلون ترامب، لأنه من المتوقع أن ينهي الصراع مع تلك الدول.