رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الملف النووي».. ترامب يصف الاتفاق بـ«الصفقة الخاسرة».. وكلينتون فخورة بالحفاظ على أمن إسرائيل وتهدد بالحرب في حالة واحدة

جريدة الدستور

ستظل إيران ملف شائك في علاقات الولايات المتحدة الأمريكية، نظرًا لامتلاكها برنامج نووي يمكنها من تدمير واشنطن وحلفائها، إذ يبدو أن الاتفاق النووي الذي عُقد بين إيران والقوى الدولية، سيكون أخر فصول استقرار العلاقات بين طهران وواشنطن، خاصةً أن كلًا من كلينتون وترامب يعارضون هذا الاتفاق.

وأكد المرشح الجمهوري، في أحد تصريحاته حول إيران، أن التخلص من الاتفاق النووي مع دولة الخميني من أهم أولوياته حال فاز بمنصب الرئيس الأمريكي، واصفًا تلك الاتفاق بـ"الكارثي".

وقال: "أنا أعرف كيفية عقد الصفقات، وأقول لكم إن هذه الصفقة كارثة لأمريكا وإسرائيل والشرق الأوسط بأسره"، معربًا عن رفضه دفع الولايات المتحدة الأمريكية لمبلغ 150 مليار دولار، بموجب الاتفاق النووي مع إيران دون الحصول على أي شيء".

وعلى النقيد، أعربت كلينتون، عن فخرها بالتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، قائلة: "فخورة بإغلاق البرنامج النووي الإيراني دون طلقة واحدة، والآن يجب علينا تنفيذ ذلك ومواصلة دعم أمن إسرائيل"، حسبما نشرت وكالة "روسيا اليوم" الإخبارية.

ورغم دفاعها عن عقد الإدارة الأمريكية للاتفاق النووي لمنع إمتلاك طهران أي سلاح نووي، إلا أن المرشحة الديمقراطية لوحت إعادة العقوبات واستخدام القوة العسكرية حال وقوع أي انتهاك في الاتفاق النووي، قائلة: "النظام الإيراني يشكل خطرا، وستكون سياستي مع تعتمد على عدم الثقة".

ورجح خبير العلاقات الدولية الإيراني، يوسف مولايى، انتخاب كلينتون لأنه يصب في صالح إيران قائلا: "السياسة الخارجية في برنامج مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية واضحة وتسير على خطى أوباما"، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي اعترف بإيران كلاعب وقوة إقليمية.

وأشار الخبير الإيراني إلى أن ترامب غير معروف ولا يمتلك برنامج واضح للسياسة الخارجية، مضيفا أنه يسعى لجذب الأصوات الانتخابية عبر تصريحاته اللاذعة، ولا يمكن تقييمه.

ونشرت مجلة "صدا" الإصلاحية الإيرانية تقريرًا يتناول ظاهرة ترامب وأوجه التشابه بينه وبين أحمدي نجاد، ووصفته بالمرشح الرئاسي الأوفر حظاً، ورسمت له صورة وهو يشهر سيفاً، وفي الخلفية يقف الرئيس الإيراني السابق مرتدياً قبعة رعاة البقر؛ ويحمل التقرير عنوان "اتحاد أتباع النظرية الشعبية؟".

وقالت الصحيفة إن ترامب له شعبية كبيرة في إيران، بينما رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، ناصر هاديان أن إيران سوف تستفيد بصورة أكبر إذا أصبح ترامب رئيسًا.

وأكد هاديان، في تصريحات لصحيفة "شرق" الإيرانية، أنه سيكون من الأفضل أن تتعامل إيران مع ترامب لأنه يفتقر إلى المصداقية بين الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، وسيكون من الصعب عليه توحيد جبهته ضد إيران في المستقبل، مما سيساعد طهران على تجنب مواجهة الجبهة الغربية المتضافرة.

وتابع: "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله ترامب هو شن الحرب وهذا ما ينبغي أن نحذر بشأنه".

ورأى الخبراء في الشأن الإيراني أنه حال فازت هيلاري أو ترامب، هذا لا يعني أن علاقات إيران ستكون أفضل مع الولايات المتحدة مما كانت عليه في عهد الرئيس الأمريكي الحلي، باراك أوباما.

في هذا السياق، قال الدكتور محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، إنه من المتوقع أن تبقي العلاقات بين واشنطن و إيران، كما هي عليه في الوقت الحالي في حال فوز أي من دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون، نظرًا لوجود "مصالح" مشتركة بين الدولتين، ولذلك يستحيل قطع العلاقات بينهم.

من جانبه، قال الدكتور محمد السعيد إدريس، الخبير بالشأن الإيراني بمركز الأهرام ومجلة مختارات إيرانية، إنه من المؤكد حدوث توترات في العلاقة بين أمريكا وإيران، و لكن نظرا لوجود اتفاق نووي مع إيران موقع عليه من قبل 6 دول من بينهم أمريكا، لن تستطيع أمريكا التخلي عن ذلك الاتفاق الدولي، في حال فوز أي من المرشحين ترامب أو كلينتون، وإذا حدث ذلك سوف تفرض إيران قوتها العسكرية النووية، مضيفًا: "أي رئيس أمريكي يخل بهذا الاتفاق، فإنه سيُهدد أمن الولايات المتحدة".

وأضاف إنه يستبعد أي مساس أمريكي بالاتفاق النووي الإيراني، في حال فوز أي من المرشحين، لكن من الممكن وقوع خلل في الجانب الاقتصادي، مشيرًا إلى أن العلاقات متوترة حاليًا بين الدولتين، و علي الرغم من ذلك فإن الرئيس أوباما رفض الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران وفضل وجود معاهدة تعاون أو "سلام بارد" مع إيران.

وأكد السعيد أن المشكلة ليست في اختيار الرئيس الأمريكي القادم، ولا تتعلق بفوز أي من المرشحين، لأن العلاقات بالفعل ليست علي ما يرام بين طهران وواشنطن، مضيفًا: "يجوز أن يزداد التوتر بالفترة القادمة في العلاقات بين الدولتين".