رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تمسك العصا من المنتصف.. و«ترامب» و«هيلاري» في خدمة الكيان الصهيوني

جريدة الدستور

العالم أجمع يترقب السباق الرئاسي بالولايات المتحدة، وخاصة إسرائيل باعتبارها حليف مهم لأمريكا أو كما يقال «شقيقتها الصغرى»، فإسرائيل تؤثر بشكل مباشر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما أنها – كالمعتاد - تدعم بكل ثقلها المرشح الذي من شأنه أن يلبي مطالب الاحتلال في المقام الأول.

وبخلاف انتخابات 2008 التي دعم فيها، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المرشح الجمهوري «جون ماكين» ضد أوباما، نجد هذا العام إسرائيل في حالة حيرة وقلق من فوز كلا المرشحين.

ورغم من أن «دونالد ترامب» المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، أعلن دعمه لإسرائيل في أكثر من مناسبة، قائلا في إحدهم، إن الرئيس الأمريكي، بارك أوباما، لم يقدم ما تحتاجه تل أبيب من الدعم اللازم، وأن هذا لن يتكرر في حالة فوزه في الانتخابات، إلا أن تل أبيب متخوفة من سياساته في الشرق الأوسط مستقبلا.

كما أن إسرائيل، تخشى فوز مرشحة الحزب الديمقراطي «هيلاري كلينتون» لأنه سواء هي أو أوباما كلاهما غير مرحب به من قبل الإسرائيليين، هذا بالرغم من أن كلينتون لم تنتقد إسرائيل علنًا، لكنها لا تحب نتنياهو، حيث تعتبره شخصًا لا يمكن الاعتماد عليه، وترى فيه السياسي الماكر.

وفي هذا الصدد، اتفق خبراء الشأن الدولي على أن كلا المرشحين سواء بالنسبة لإسرائيل، فلا تفضل تل أبيب أحداهما على الآخر.

وقال دكتور محمد أبو غدير، رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية بجامعة الأزهر لـ«لدستور» إن الانتخابات في كل من أمريكا وإسرائيل تجرى بشكل مماثل، حيث يدلى المرشحون بوعود ما تلبث أن تتغير في حالة فوزهم.

وأضاف، أن هناك مؤسسات تشارك رئيس الولايات المتحدة في الحكم، ولا يمكن أن نأخذ على محمل الجد تصريحات المرشحين قبل الانتخابات فهي مجرد وعود لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع في حال فوزهم.

وتابع، أن سياسة إسرائيل واضحة وسياسة أمريكا واضحة، وهى أن ينتخب رئيس للولايات المتحدة يلبي المصالح الإسرائيلية في المقام الأول، ويرفع الخطر عن دولة الاحتلال، ويلغى كل الوعود التى تهدف إلى حل الدولتين.

ومن جانبه قال الكاتب السياسي، عبد القادر ياسين، الخبير في الشئون الدولية إن كلا المرشحين يؤيد إسرائيل تأييد مطلق، لكن إسرائيل لا تورط نفسها في تأييد أحدهما على حساب الآخر.

وأضاف، أن «كلينتون» عندما ألقت خطابها أمام، لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «أيباك» أعطت صوتها لإسرائيل، كما لم يعطه أي رئيس أو مرشح من قبل، مستبعدًا فكرة أن يكون سوء العلاقات بين نتنياهو وأوباما، له تأثير على العلاقات بين أمريكا وإسرائيل، كما أنه لن يدفع «تل أبيب» كي تعادي كلينتون باعتبار أنها محسوبة على إدارة أوباما.

فيما قال، أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية والباحث في الصراع العربي الإسرائيلي، في تصريحات، إن هناك تقارب بين حكومة نتنياهو وإدارة أوباما، والدليل أن نتنياهو لم ينتظر الإدارة الجديد لعقد اتفاقية المساعدات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة، وسارع إلى عقدها قبل انتهاء ولاية أوباما.

ورجح الرقب، أن اسرائيل تميل إلى كلينتون، خاصة وأن سياستها معتدلة، وان إدارتها لا تختلف عن سياسة أوباما، الذي وعد بإقامة دولتين ولم يفعل شيء، كما أنه نفذ المخطط الصهيوني، بتحقيق ثورات الربيع العربي التي قسمت سوريا والعراق، وفككت ليبيا، وساعدت في تأجيج ثورات لازال يعانى منها عدد من الدول العربية، وعلى رأسها اليمن.

وتابع الرقب، إن صحيفة معاريف حينما سألت نتنياهو عن رأيه في ثورات الربيع العربي، قال إنها «ربيع إسرائيلي خريف عربي»، مضيفًا أن إسرائيل معنية بالديمقراطيين، خاصة أن كلينتون لا تحابي العرب على حساب إسرائيل، وسياستها لا تخرج عن سياسة أوباما التي تعرف إسرائيل كيف تروجها كما تشاء، أما ترامب فمازال مجهولا بالنسبة لإسرائيل.