رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"واشنطن وأرض النيل".. "ترامب" الأفضل.. و"كلينتون" امتداد

جريدة الدستور

نحو شهرين يفصلان العالم على أهم حدث انتخابي وهو الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي ينافس بها هذه المرة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب ويعتبر الأخير المرشح الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البلاد.

وفي عالمٍ تتسارع أحداثه بشكلٍ كبير كل دقيقة لتقلب في بعض الأحيان موازين القوى رأسًا على عقب وخاصةً في الشرق الأوسط يثور الجدل حول مستقبل العلاقات الأمريكية مع أبرز حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط مصر وكيف ممكن أن تتغير تلك العلاقات سلبًا أو إيجابًا حال فوز أيٍ من المرشحَين.
 
- العلاقات الدبلوماسية

شهدت العلاقات المصرية الأمريكية تأرجحًا منذ بدايتها رسميًا عام 1832 بافتتاح أول قنصلية لمصر على أراضي الولايات المتحدة ووصلت تلك العلاقات أحيانًا إلى قمة الصراع كما حدث في عام 1967 حيث قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كما وصلت قمتها التعاونية في عهدي الرئيس الراحل أنور السادات وخليفته حسني مبارك لتعود إلى التذبذب بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وحتى الآن.

- العلاقات العسكرية

وبعيدًا عن تغير الأنظمة السياسية في الولايات المتحدة أو مصر هناك أوجه للتعاون بين البلدين تعتبر ثابتة إلى حد كبير لا تتغير بتغير الأنظمة فعلى صعيد العلاقات الأهم وهي العسكرية تحتل مصر المركز الثاني في قائمة الدول التي تتلقى معونات عسكرية من الولايات المتحدة ، كما تجري مناورات مشتركة تعرف باسم "النجم الساطع" منذ عام 1994 ونحو 1.2 مليار دولار معونات عسكرية وتجميع بعض الأسلحة الأمريكية في مصر.

- العلاقات الاقتصادية

أما على الصعيد الاقتصادي فإن مصر وقعت على اتفاقية "منطقة التجارة الحرة" والتي تسمح بنفاذ جميع الصادرات المصرية إلى أسواق جديدة بالولايات المتحدة دون جمارك، كما تشترك مصر أيضًا باتفاقية "الكويز" والتي وقعت في عام 2004 وهدفها أيضًا فتح أبواب جديدة للصادرات المصرية من المنسوجات والملابس الجاهزة إلى السوق الأمريكية، واحتلت مصر المرتبة 44 كشريك تجاري للولايات المتحدة واحتلت الولايات المتحدة ثاني شريك تجاري لمصر.

ومع اقتراب شهر نوفمبر والذي تقام فيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية بدأ الحديث عن قطبي الصراع كلينتون ترامب وسياسة كلٍ منهما تجاه مصر حال فوزه بالرئاسة.

ورغم من قلة تصريحاتهما حول مصر وانشغالهما بقضايا أخرى في الشرق الأوسط المشتعل إلا أن ترامب والذي طالما عُرف بتصريحاته العدائية تجاه العرب والمسلمين، خرج بتصريح اليوم يذكر فيه مصر كحليف لبلاده ودولة ذات ثقل مؤكدًا أنها والأردن حلفائه العرب الأبرز لمواجهة داعش حال فوزه.

أما كلينتون كمرشحة للرئاسة لم تتحدث كثيرًا عن مصر إلا أن البعض يتهمها بأنها ستكون امتدادًا لسياسات الرئيس باراك أوباما والذي توترت العلاقات مع مصر في عهده بعد أحداث 30 يونيو 2013 وبرز ذلك التوتر في تجميد الولايات المتحدة جزءًا هامًا من المساعدات العسكرية لمصر يتضمن على وجه الخصوص المعدات الثقيلة وهى طائرات إف 16 وقطع غيار الدبابات أبرامز وصواريخ هاربون المضادة للسفن.

- «ترامب» هو الأفضل لمصر

وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن فوز أيٍ من هيلاري كلينتون أو ترامب سيؤثر بالتأكيد على العلاقات المصرية الأمريكية ففي حالة الأولى فإن العلاقات ستسوء؛ لأنها ستكون استمرارًا لسياسة أوباما التي تبنت مواقف عدائية منذ أحداث 30 يونيو وظهرت تلك المظاهر في تجميد المساعدات العسكرية ووقف صفقات السلاح ما جعل مصر تتجه إلى فرنسا وروسيا، كما ركزت أمريكا مساعدتها على طائرات الأباتشي وهي صفقات قديمة وجمدت مناورات النجم الساطع، كما أن أوباما لم يزر مصر خلال فترتي ولايته إلا مرة واحدة في البداية والتي ألقى فيها خطاب جامعة القاهرة.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ"الدستور"، أن العلاقات الدفاعية مع أمريكا بدأت تعود بشكلٍ جيد ولكن العلاقات مع وزارة الخارجية ما تزال متوترة فجون كيري تصريحاته كسابقته كلينتون عدائية ضد مصر.
 
وتابع فهمي قائلًا، إن ترامب هو المرشح الأفضل للرئاسة بالنسبة لمصر ونظامها الحاكم، مؤكدًا أنه لا يمكن محاسبة سياسي على تصريحاته وقت الانتخابات لأنها مجرد مزايدات انتخابية لجمع شعبية وهو ما يفعله ترامب لكن أيًا منها لن ينفذه.

و فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لمصر شدد فهمي أنها لن تتغير سواء فاز ترامب أو غيره لأنها في قبضة الكونجرس ومرتبطة بمعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية.

- «كلينتون» ستتبنى سياسة مسك العصاة من المنتصف

بينما قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، إن المشكلة لا تكمن في سياسة الرئيس الأمريكي القادم وإنما في المنطقة نفسها والتي أصبحت تحالفتها متقلبة، ففجأة ساءت علاقة أمريكا بتركيا وإسرائيل والسعودية ومصر في عهد أوباما وهو منتمي للحزب الديمقراطي فبالتالي إذا جاءت كلينتون فإنها ستكمل مسيرة الاضطرابات تلك.

وأضاف صادق لـ"الدستور"، أن كلينتون ستتبنى سياسة مسك العصاة من المنتصف" أما ترامب فربما الأفضل للنظام المصري لأن أول ما سيبدأ به لتعزيز علاقاته مع مصر هو تمرير مشروع القرار الذي اقترح لاعتبار الإخوان تنظيم إرهابي وعرقله أوباما، مستبعدًا تخفيض المساعدات إلى مصر بسبب حاجة امريكا للمصر في حربها على الإرهاب.

بينما رأت د. نهى ابو بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات وليس شخص واحد أو مؤسسة واحدة تنفرد بالقرار وبالتالي فإن فوز مرشح معين لن يؤثر بشكل كبير على مجرى العلاقات مع مصر فإذا كانت الفائزة هيلاري كلينتون فسيكون الملف الديمقراطي على دائرة المفاوضات وسيظل الديمقراطيين مدركين لأهمية مصر كحليف استراتيجي ودورها في مكافحة الإرهاب.

وأضافت أبو بكر، أنه فيما يخص ترامب لا يمكن التنبؤ بسياساته لأن الجمهوريين لم يحكموا منذ فترة طويلة والمنطقة شهدت تغيرات كبيرة وبالتالي صعب التنبؤ بتوجه الجمهوريين وليس واضح عليهم شئ سوى خطاب الكراهية.