رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاهرة المعزية.. والعاصمة الجديدة


بنى «جوهر الصقلى» قائد الفاطميين، مدينة القاهرة عام 358هـ -969م شمال مدينة الفسطاط العاصمة القديمة بسفح جبل المقطم مما سيكون له آثاره البيئية فيما بعد، وبناها لتكون مقراً وملاذاً للفاطميين، ولكى تقهر العالم، وتم بناء المدينة فى ثلاث سنوات وأطلق عليها فى أول الأمر المنصورية، وتنوع الطراز المعمارى للمدينة فيما بعد، فنجد الرومانى والمملوكى العثمانى، بجانب الفرنسى والإنجليزى والإيطالى، والقاهرة الخديوية وغيرها، نبالغ إذا قلنا إن القاهرة المعزية أصبحت متحفاً مفتوحاً لا يماثلها أى عاصمة أخرى فى العالم، فأينما وجهت وجهك تجد هذه الآثار المعمارية فى كل مكان، وبها العديد من الجوامع والمساجد والكنائس، وتشكل مآذن هذه الجوامع والمساجد تنوع فى الطراز المعمارى تحكى التاريخ العظيم لهذه المدينة. وتلاقح الحضارات بها، وتظهر تسامح أهلها فوق أرضها الطيبة. أما المدينة الجديدة فتقع شرق القاهرة فستكون على مساحة 700 ك.م وستتكلف 45 مليار دولار، وسوف يستغرق إنشاؤها من 5-7 سنوات، وسينقل إليها البرلمان والحكومة والوزارات والسفارات الأجنبية، وستضم المدينة 2000 مدرسة وكلية و600 مركز صحى،وتسع حوالى 5 ملايين نسمة، والهدف من إقامة المدينة هو تخفيف الازدحام عن القاهرة المعزية فى الأربعين عاماً المقبلة، وانتعاش الاقتصاد القومى،وإيجاد فرص عمل متنوعة للعديد من الشباب،كلمة للمخططين والعاملين فى إقامة المدينة الجديدة، أن لا ينقلوا إليها مشاكل القاهرة المعزية،ويتم تخطيطها بحيث يكون هناك مجال للتوسعات المستقبلية، فيترك بها مساحات كبيرة من الأراضى، ولا ننسى المساحات الخضراء، والنواحى الجمالية فتجملها بالتماثيل للشخصيات التاريخية وعلماء مصر، ويكون بها مواقف للسيارات الملاكى حتى لا تصبح المدينة الجديدة موقفاً كبيراً مغلقاً لهذه السيارات، ولا ننسى وضع منظومة حديثة ودائمة لنظافة المدينة، ويسير بها وسائل المواصلات الحديثة والمتطورة حتى لا تنتقل إليها التكاتك، وما يصاحبه من العشوائيات، وأن لا تعطى أراضى المدينة للمستثمرين والمنتفعين، حتى لا تدخل عملية السمسرة والمزايدات، وهناك تجارب لدول سقبتنا قى بناء عواصمها الجديدة بعد أن ضاقت العاصمة القديمة بسكانها وتهالكت بنيتها الأساسية، ففى عام 1957 بدأت جمهورية البرازيل بناء عاصمتها «برازليا الجديدة» واختارت لها أرضاً قاحلة لتعميرها واستغرق بناء هذه المدينة أربعة أعوام وانتهى البناء عام 1961، وتميزت بمبانيها الحديثة والتى تعتبر نموذجيا عالميا لتخطيط المدن فقد صممت على شكل فراشة طائرة ، وأصبحت مدينة جاذبة للسياحة وحددت الإحصاءات أن عدد السياح الذين يزور برازليا الجديدة سنوياً يصل إلى أكثر مليون سائح، وتمتاز معظم عواصم أمريكا الجنوبية بالخضرة والأزهار على مدار العام، ففى مدينة «كاراكاس» عاصمة فنزويلا تتفتح أزهار الأوركيد وهى الزهرة القومية لفنزويلا، ليتنا نستوعب الدروس الجميلة.

 عضو اتحاد المؤرخين العرب