الأمن المائى المصـرى والعـربى..قراءة تحليلية لزيارة نتنياهو الأفريقية «1»
يشير الواقع أيضا إلى أهـميـة القارة الإفريقية فى المعادلتين الدولية والإقليمية، إذ تُعـتبـر ثانى أكبـر قارات العالم، حيث تأتى تاليـة لآسيا من حيث المساحة وعدد السكان، فتبلغ مساحتها 3002 مليون كم2 تُشكل 2004% من مساحة يابسة الأرض، بينما يـقـدر حجم سكانها بحوالى مليار نسمة وفقا لتقـديـرات 2009، يشكلون 15% من إجمالى سكان العالم.
كما يُشيـر الواقع أيضا إلى أهـميـة القارة الإفريقية فى المعادلتين الدولية والإقليمية، إذ تُعـتبـر ثانى أكبـر قارات العالم، حيث تأتى تاليـة لآسيا من حيث المساحة وعدد السكان، فتبلغ مساحتها 30,2 مليون كم2 تُشكل 20,4 % من مساحة يابسة الأرض، بينما يُـقـدر حجم سكانها بحوالى مليار نسمة وفقا لتقـديـرات 2009، يشكلون 15% من إجمالى سكان العالم، كما يبلغ عـدد دولها 54 دولة يمثلون ربع مقاعـد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قامت الدول الاستعماريـة باحتلالها جميعا فى أواخر القرن التاسع عـشـر إلى ما بعـد الحرب العالمية الثانية عـدا دولتيـن هما «ليـبـيـريــا والحـبـشـة «إثيوبيا حاليا»، حيث حصلت هذه الدول تدريجيًا على إستقلالها، وقـد تعـمـدت الدول الإستعماريـة ترك الدول الأفريقية على حالها دون إحداث التنمية البشريـة الضرورية للتقدم، فانتشر الجهل وعمت الأمية وانتشرت الأمراض، حتى أن الدول الخمس والعشرين التى تحتل المرتبة من الواحد وخمسين بعـد المائة حتى المرتبة الخامسة والسبعـيـن بعـد المائـة عـن السنوات العشر الأخيرة فى تقريـر التنمية البشرية لمنظمة الأمم المتحدة جميعها دول أفريقية، وقد تركت الدول الاستعمارية الدول الأفريقية بهذا الحال حتى تزيد حاجتها للدول الاستعمارية مستقبلا إما لاستعباد أهلها أو استنزاف ثرواتها، فإذ ما علمنا مدى غنى أفريقيا فى مجال المعادن الإستراتيجية فقط على سبيل المثال خاصة الكوبـالت، والبلاتـينيـوم، والنـيـكل كـروم، والمنجنيـز وجميعها معادن ضرورية لإدارة قاعـدة التصنيع الحربى والمدنى، لأدركنا على الفور مدى الحاجة الاستراتيجية الملحة للدول الاستعمارية للقارة السمراء، إذ يمكن ملاحظة أن الكونغو وحدها تنتج 56% وزامبيا 16% من الإنتاج العالمى من هذه المعادن، كما تُعـتبر زامبيا أكبر دولة منتجة للنحاس فى العالم.
بينما تعـتبر بوتسوانا أكبر دولة فى العالم منتجة لخام الماس، وتأتى أنجولا كثانى أكبر دولة منتجة للبترول فى أفريقيا، وأن الإحتياطى البترولى المؤكد فى القارة الأفريقية أكثـر من 80 مليار برميل حسب تقديرات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكيتاد» فلو عـلمنا أيضا أن الهطول المطرى على المساحة الضخمة للقارة الأفريقية وأنهارها الفيضية الكثيرة والممتدة فى جنوبها، تسمح بسد الفجوة الغذائية فى العالم بأسره بل وتفيض إلى حد تحقيق الرفاهية الغذائية للبشرية، لأدركنا على الفور لماذا هذا التزاحم الأجنبى على القارة السمراء، وعودة الاستعمار إلى دولها فى ثوب جديـد، وأدركنا أيضا أن أزمة انكشاف الأمن المائى العـربى والمصرى إنما هى أزمة مفتعلة.
وقـد بدأت هذه ما الأزمة المفتعلة لتهديـد الأمن المائى العـربى والمصرى بعـد الحرب العالمية الثانية، وإزدادت حدتها مع تأجج الصراع العـربى الإسرائيلى، خاصة بعـد قيام إسرائيل باحتـلال بعـض الأراضى العـربية، فقامت بتحويل مجارى بعـض الأنهار إلى أراضيها، هنالك أعـلنت تركيا عـن مشروعاتها المائية التى تمثـلت فى مشروعاتها المائية وإقامة السدود على هـضبـة الأناضول «منبع نهـر الفرات»، وقـد أثـرت هذه المشروعات تأثيـرا مباشرا على الإيراد السنوى من مياه النهر لكل من سوريا والعراق حيث فـقـدت الأولى 32 %، بينما فـقـدت الثانية 37 % من إيرادهما السنوى، ثم كشفت تركيا عن نواياها الحقيقية عـندما أعـلنت عن استعـدادها لمد خط أنابيب السلام لنقل المياه من تركيا إلى كل من السعـوديـة والإمارات، ليصل إلى الكويت عـبـر العراق لينتهى فى الشارقة بطول 240 كم، وخط آخر إلى إسرائيل، وبيع المياه لهذه الدول بسعـر يصل إلى ثلث تكلفة تحلية مياه البحـر.
■ أستاذ العلوم السياسية ــ جامعة بورسعيد