الثقافة فى الـنكـتــة
فعل «نكت» فى اللغة العربية يعنى فى الأساس أن يترك المرء أثرا على الأرض بعود أو نحوه ، والنكتة هى الأثر الحاصل من نكت الأرض، أما مفهوم النكتة باعتبارها حادثة مروية مضحكة فلا يرد فى اللغة إلا فى حدود ضيقة بصفتها «الفكرة اللطيفة المؤثرة فى النفس»...
فى مجال النكتة الروسية ستجد أيضا عددا لا ينتهى من النكات التى تدور حول الفرسان الثلاثة الذين اخترعهم الكسندر دوماس! وعددا آخر حول شخصية شرلوك هولمز ومساعده د. واطسون، وغيرهم من شخصيات الأدب العالمي! تشتمل النكت الروسية على وجود شخصيات أدبية مثل «آنا كارنينا» أو «راسكولنيكوف» بطل الجريمة والعقاب، فهل يمكن أن نجد لدينا نكتة عن السيد أحمد عبد الجواد من الثلاثية؟ أو بطل البوسطجى ليحيى حقي؟. كلا، لأن النكتة هنا تعكس مدى انتشار الثقافة فى المجتمع. فى النكتة الروسية ستجد أيضا مجالا واسعا للاستعانة بمواضيع الأساطير الشعبية ، بل وتأتى بعض النكات الروسية فى شكل قصيدة شعرية محكمة الوزن، وهى حالة لا تعرفها النكتة المصرية أو العربية على الإطلاق، ومثل هذه النكات القصائد تقتضى أن يكون المتلقى والراوى والمجتمع على علاقة بالشعر. نحن نعشق النكت ، والمرح ، والغناء كما لاحظ ابن بطوطة حين زار مصر لكننا لا نعشق الثقافة بالقدر نفسه! أو ربما أننا نعشقها لكنها ليست متاحة بأسعار فى متناول أيدينا لارتفاع أثمان الكتب، ومن الصعوبة بمكان أن نتحدث عن انتشار الثقافة أو تغلغها بين الناس قبل أن تصبح الروايات والأعمال الأدبية وأشخاصها والقصائد جزءا من صميم النكت الشائعة لدينا.