رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتوح الشاذلي يكتب رسالة حب .. معركة الوزير والمحافظ

جريدة الدستور

المعركه الدائره بين الوزير أحمد زكي بدر وزير التنميه المحليه والمهندس محمد عبد الظاهر محافظ الإسكندريه هي معركه فريده من نوعها لم نشهدها منذ سنوات طويله .. وفي رأيي أن أخطر مافي هذه المعركه أنها تنال من هيبة الحكومه والنظام خاصة إذا كان رد الفعل من رئيس الحكومه هو الطناش .

المعارك التي تكون بهذا الشكل عادة تهز ثقة المواطن في الحكومه ورئيسها خاصة إذا خرجت تفاصيلها إلي الرأي العام .

لم تكن معركة الوزير والمحافظ هي الأولي التي تكون عبر وسائل الإعلام .. ولكن سبقها معارك أخري أقل ضراوه آخرها معركة وزيري الزراعه والري .. التي شاهدنا فيها المذيعه وهي تقول لأحدهما إيه رأيك تقبل وساطتي في المصالحه بينكما لتعود المياه إلي مجاريها والصلح خير .. تحدثت المذيعه بلغة" المصاطب" التي لا تجيد سواها وتصرفت وكأن الدوله دكانه أو طابونه .. الغريب أن الوزير رفض وساطة المذيعه علي الهواء وقال لها أبدا لن أقبل أي وساطه .

مثل هذه المعارك والأحداث تضعنا أمام تساؤل صعب .. هل فقد المهندس شريف إسماعيل سيطرته علي الوزراء؟ .. هل تبدو شخصية الرجل ضعيفه لدرجه دفعت الوزراء والمحافظين للتجرؤ عليه وكأن الوزاره ما لهاش كبير؟ أم أن الرجل دخل طرفا في المعارك وهو ما أضاع هيبته وسط وزرائه ؟

ومعلوماتي أن الأزمه الأخيره بين المحافظ والوزير كان سببها دخول المهندس شريف إسماعيل طرفا في هذه المعركه وانحيازه إلي وزير التنميه المحليه ضد المحافظ .. فرئيس الوزراء أخذ موقفا من الوزير بسبب معارضته له في مناقشات إجتماع مجلس المحافظين ..

وإذا كان الوزير تحدث وتناقش واعترض بطريقه غير مقبوله .. إلا أن الأمر كان يستوجب من رئيس الوزراء أن ينظر إلي جوهر القضيه وهو حرص المحافظ علي المصلحه العامه ورفضه لأي تجاوزات .. أما الشكل فكان عليه ان ينبهه ويلفت نظره لا أكثر ولا أقل .. أما أن ينحاز رئيس الوزراء للوزير في معركه مثل هذه ويقرر تغييره فإن تصرف من هذا النوع يضع مصداقية رئيس الوزراء علي المحك .. ليس هذا فحسب ولكن سيناله ملحق بوزير التنميه المحليه من لغط وهمز ولمز وشكوك لم يقطعها أي حقيقه حتي الآن .

ما يحدث هذه الأيام يتطلب وقفه وإعادة نظر في أسلوب إدارة الدوله ، ويتطلب من المحيطين برئيس الزراء أن يعيد النظر في طريقة إدارته للحكومه ..

أما قضية أرض الإسكندريه وتأشيرة الوزير التي تهدر علي الدوله مليار جنيه طبقا لما قاله المحافظ .. فإن الأمر يتطلب تحقيقا عاجلا وبكل شفافيه ومحاكمة المتورطين بصرف النظر عن مناصبهم .. أما أن يتم الإطاحه بالمحافظ عقابا له علي محاربة الفساد .. فهذا أمر لن يقبله الرأي العام مهما كانت المبررات .