رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللة إسرائيلية تكشف خطورة المساعدات الأمريكية على تل أبيب

جريدة الدستور

من المقرر أن يعقد كل من مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب ناجل، ونظيرته الأمريكية، سوزان رايس، لقاء الاثنين القادم، لإغلاق ملف المساعدات العسكرية الأمريكية إلى تل أبيب لعام 2016، وستعقد اتفاقية جديدة تدوم لعقد جديد بداية من عام 2018.

وقالت محللة السياسة الأمنية، كارولين جليك، في تقرير صحفي لها بصحيفة معاريف، إننا نأمل أن تفشل تلك الاتفاقية قبل إبرامها، فليس لنا أدنى مصلحة من هذا الاتفاق الجديد، بل على العكس فقد يتسبب في ضرر اقتصادي واستراتيجي كبير، له تأثير بعيد المدى، مضيفة أن هذا الإتفاق من شأنه أن يضر بالصناعة الدفاعية الإسرائيلية، التى تمثل العمود الفقري للاستقلال والإستراتيجية في إسرائيل.

وأضافت، أن الإتفاق الذي من المقرر أن ينتهى بنهاية العام، يمكن تل أبيب لتحويل ربع أموال المساعدات إلى شيكل ثم نقلهم الى الولايات المتحدة، وذلك لأجل الصناعات العسكرية، لكن الاتفاق الجديد المقترح، يتطلب منا أن نصادق عليه لعقد من الزمن، يفرض علينا سداد المبلغ كامل لأمريكا، وهذا يعني تسريح الآلاف من الموظفين، والحد من استقلال الأمني، وزيادة الاعتماد على الولايات المتحدة فى المجال الأمني.

وأوضحت، أن الاتفاق المطروح على الطاولة لم يمكن الولايات المتحدة من تمويل المشاريع الجديدة في تل أبيب، كما أنه لا يمكنها من توفير تمويل إضافي للمشاريع القائمة، وهذا ما يعرقل إمكانية تطوير مشاريع جديدة، كما أنه يلغي قدرة الكونجرس على حماية إسرائيل من الحكومات المعادية.

وتابعت جليك، أنه منذ دخول باراك أوباما البيت الأبيض يحاول أن يقلل من برامج التنمية المالية مثل "القبة الحديدية"، لكن في كل عام كان الكونجرس يزيد من حجم الاستثمار، إلا أنه بموجب شروط الاتفاق الجديد، الكونجرس لن يكون قادرعلى التدخل.

في ضوء هذه المعطيات، لا عجب أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن قبل عدة أشهر أن إسرائيل مستعدة أن تؤجل الاتفاق مع الإدارة الحالية، التى من المقرر أن تنتهى في نوفمبر القادم، على أن تعقد الاتفاقية مع الإدارة الجديدة، أملا في أن تحصل تل أبيب على عرض أكثر سخاء سواء مع دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون، كلا المرشحين للرئاسة الأمريكية.

وقالت جليلك، لذلك يجب علينا أن نتساءل إلى أي مدى تريد إسرائيل التوقيع على هذه الاتفاقية، مع إدارة أوباما ؟
وتابعت: للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نتحدث عن طائرات F-35 ، الطائرات الباهظة الثمن التي حصلت عليها تل أبيب، بأعلى سعر في تاريخها، حيث اشترت 33 طائرة بمبلغ 110 ملايين دولار، مصدرها في الأساس، من أموال المعونة الأمريكية، لكن مع الاتفاق الحالي، ماذا سيفعل سلاح الجو الذي يرغب في شراء 75 طائرة، والتي من المفترض أن تكون من طراز F - 15 و F - 16، التي من المقرر استخدمها في العقود المقبلة.

ولفتت جليلك، إلى انه خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي، أوضح وزير الدفاع افيجدور ليبرمان أن عدد الطائرات سيحدد على اساس حجم المساعدات الأمريكية، كما هو متفق عليه في المفاوضات التي تجري الآن، ولكن ليبرمان يتجنب السؤال الأساسي وهوهل إسرائيل ستكتفي فقط بامتلاك هذه الطارئات فقط ؟

يشار إلى أن إدارة أوباما أعربت عن استعدادها لتوقيع مذكرة تفاهم مدتها 10 أعوام، تنص على زيادة المساعدات السنوية التي تمنحهم الولايات المتحدة لإسرائيل، بموجب اتفاق ينتهي فى 2018 والتي تبلغ 3.1 مليار دولار، فعلى مدى أشهر من المفاوضات السرية، خلال العام الماضي، كان نتنياهو متمسكا بالحصول على زيادة في المساعدات تصل إلى 5 مليارات دولار سنويا من الولايات المتحدة بحجة أن تل أبيب بحاجة إلى إنفاق المزيد على ميزانية الدفاع.

لكن عدم ذهاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لعقد الاتفاق يشير إلى استمرار غضب إدارة أوباما منه بعد أن ألمح، خلال اجتماع، فبراير الماضي، مع حكومته أن إسرائيل يمكنها الانتظار للتوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية الجديدة المقرر انتخابها نوفمبر المقبل.