رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قرار مثير".. أبو مازن يحيّر الجميع بخطوة دولية مفاجئة ضد إسرائيل.. التليفزيون العبري يصف رئيس السلطة الفلسطينية بالأضحوكة وقائد حكومة الاحتلال يرد بـ"تاريخ مزيف"

جريدة الدستور

اعتبر مراقبون متابعون للقضية الفلسطينية، الطلب الذي تقدم به محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، بمقاضاة بريطانيا بسبب وعد بلفور، الذي أعطى الحق لليهود بإقامة وطن لهم في فلسطين، طلبًا لا قيمة له، وهو ما وجد صداه في التليفزيون الإسرائيلي، إذ وصفت القناة السابعة أبو مازن بأنه جعل من نفسه أضحوكة العالم.

الطلب غريب، كما يصفه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، الخبير في الشأن الفلسطيني، الذي تساءل في دهشة بالغة حول جدوى التقدم بطلبٍ كهذا بعد 100 عام، مضيفًا أنه لا يعدو كونه قرارًا سياسيًا، فلا يمكن لفلسطين أن تحصل على تعويض أو أن تغير في موقف القوى الدولية، لكن ربما هذا التحرك بهدف الضغط على بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطين، ولإقامة مشاريع وطنية فيها.

ويوافقه الرأي عبدالقادر ياسين، الخبير بالشأن الفلسطيني، إذ يرى القرار إعلانًا لا قيمة له، مؤكدًا أنه كان الأجدر بأبي مازن، أن ينظر للواقع الفلسطيني والكوارث المتتالية التي تعصف بالدولة.

وأضاف أن أبو مازن، إنما يستهدف بهذه الخطوة، لفت أنظار الأمة العربية عن الكوارث التي تسبب فيها هو والرئيس السابق عرفات، مثل اتفاقية أوسلو، التي حرمها شارون على الشعب الفلسطيني، كما يريد بهذا القرار أن يغض النظر عن الاستيطان الإسرائيلي في أرض فلسطين، وعمليات القصف على المدنيين، والحصار على غزة والقضية التي تراجعت إلى الوراء.

وأكد محمد أبو غدير، الخبير بالشأن الإسرائيلي، أن هذا الإعلان لن يعود بأي مكاسب سياسية أو اقتصادية، مضيفا أن فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة، من حقها مقاضاة بريطانيا، لكن إذا تمعنا في الأمر سنجد أن القرار لا طائل له، خاصة وأن فلسطين تعتمد بنسبة كبيرة على المساعدات الغربية.

وتابع أن وعد بلفور انتهى تاريخيا، وحل محله وعد بلفور جديد يهدف إلى شرق أوسط جديد مقسم، وهو ما تم بالفعل في العراق واليمن وجار في سوريا، بزعامة فرنسا وبريطانيا وروسيا.

وأضاف أن عباس ربما يجني من ذلك فائدة وحيدة، ألا وهي ترديد اسم فلسطين في المحافل الدولية، حتى لا ينساه العالم، خاصة وأنه مع مجيء نتنياهو ألغى جميع الاتفاقيات التي تهدف إلى حل الدولتين، حيث إنه لم يجد رادعًا دوليًا يحد من عنصريته لذلك يتمادي في طغيانه، رافضا جميع الاتفاقيات والمبادرات، منها المبادرة العربية والمبادرة الفرنسية حتى مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، علق على القرار قائلا "بعد نحو 4000 عام من التاريخ اليهودي على هذه الأرض، وقرابة 100 عام منذ إعلان بلفور و68 عاما منذ إقامة دولة "إسرائيل"، لا يزال هناك من ينكر صلتنا الوطيدة بأرضنا".

وأضاف أن إقدام السلطة الفلسطينية على مقاضاة بريطانيا حول إعلان بلفور يعني أنها لا ترفض الدولة اليهودية فحسب، بل ترفض البيت القومي اليهودي الذي سبق الدولة اليهودية، لافتا إلى أنها ستفشل في ذلك ولكن هذا يسلط الضوء على جذور الصراع وعلى الرفض الفلسطيني للاعتراف بالدولة اليهودية مهما كانت حدودها.

فيما علق وزير الأمن العام الإسرائيلي، جلعاد إردان، على الإعلان قائلا "القرار يبدو غريبا، لكن التوجه لم يكن مفاجئا، فالفلسطينيون ليسوا معنيين بالسلام منذ فترة، وكل هدفهم نزع الشرعية عن إسرائيل التى أعلنت استقلالها بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين".

ومن جهته قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن بريطانيا مسئولة عن جميع الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل منذ نهاية الانتداب علم 1948، مضيفا أن قرنا من الزمان تقريبا قد مضى على وعد بلفور، وبناء على ذلك الوعد المشؤوم وصل إلى فلسطين مئات آلاف اليهود من أوروبا وأماكن أخرى على حساب الشعب الفلسطيني الذي عاش أبناؤه وأجداده في فلسطين على مدى آلاف السنين، لكنه لم يفصح عن تفاصيل أخرى بخصوص القضية، إلا أنه شدد على أن القضية سترفع لدى المحكمة الدولية.