رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الوافدون".. كلمة السر فى إرهاب أوروبا.. تورط المجنسين من أصول عربية وإسلامية فى الهجمات الدامية يرعب القارة العجوز.. ومراقبون: سياسات أكثر تشددًا تنتظر العرب

جريدة الدستور

"المجنسون".. صداع لا ينفك عن رأس الحكومات الأوروبية، التي لا تكاد تلتقط أنفاسها من هجمة إرهابية لتباغتها أخري أشد عنفًا وأكثر ضراوه من سابقتها، في إنتصارات متلاحقه للتنظيمات الإرهابية التي وضعت دول القارة العجوز في مقدمه أهدافها المحتمله.

ورغم تنوع طبيعة حوادث الإرهاب التي ضربت القارة الأوروبية، من حيث طريقة التنفيذ، وطبيعة الأهداف، لكن ثمة عامل مشترك بينهم علي حد السواء، ألا وهو : تورط أشخاص من أصول عربية وإسلامية ممن يحملون جنسيه الدولة الأوروبية حديثًا، في تلك العمليات الإرهابية.

لعل آخرها تورط شخص ألماني من أصل إيراني يبلغ 18 عام، في حادث ميونخ الإرهابي والذي أوقع نحو 15 قتيل وعشرات المصابين، إثر إطلاق نار في أحد المولات بألمانيا، وتحديدا بالقرب من الحديقة الاوليمبية بمدينة ميونخ، وذلك بحسب تصريحات المتحدث بإسم الشرطة في مدينة ميونخ.

وقبل نحو 5 أيام، وقع حادث مماثل نفذه لاجئًا أفغانيًا عمره 17 عام، هاجم مسافرين في قطار في الولاية الواقعة في جنوب ألمانيا، بإستخدام فأس وسكين، ما أصاب أربعة بإصابات بالغة قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص.

وفي منتصف الشهر الجاري، تورط شاب فرنسي من أصول تونسية يدعي محمد سلمان بو هلال، في أكثر الحوادث بشاعة ودموية شهدته مدينة نيس الفرنسية، حيث دهس مجموعة من المواطنين بشاحنته موقعًا أكثر من 84 قتيلًأ وعشرات المصابين.

واحدة من أقوي الهجمات الإرهابية، شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسيل، وقعت سلسلة من التفجيرات في كلا من مطار ومحطتين للمترو في بروكسيل، أوقع 34 شخصًا وأصيب 135 أخرين، لتكشف الشرطة البلجيكية أن الشقيقين من أصول المغاربية خالد وإبراهيم البكراوي هما من نفذا التفجيرين الانتحاريين في مطار بروكسل.

فمن جانبها، قالت الدكتورة نهي أبو بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الحوادث الإرهابية المتعاقبة التي ضربت دول القارة الأوروبية، تؤكد قدرة تنظيم داعش علي استقطاب الشباب الأوروبي لاسيما من أصحاب الأصول العربية والإسلامية لتنفيذ ضربات متنوعة ضد أهدافها.

وأضافت أبو بكر، في تصريح لـ"الدستور"، أن قدرة داعش علي تجنيد الشباب يعكس وجود مشكلة حقيقية في إدماج الذين يحملون الجنسية إحدي دول القارة الأوروبية حديثًا داخل المجتمعات الغربية، إضافة إلي غياب التوافق الثقافي بين الثقافات التي يأتون منها و الثقافات الغربية الوافدين إليها، ما يشعر هؤلاء بعدم الإنتماء الي وطنهم الجديد، ويجعلهم لقمة صائغة للأفكار المتطرفة، التي تتبناها تلك التنظيمات الإرهابية.

وحذرت استاذ العلوم السياسية من خطورة إستمرار تلك الأوضاع وما قد يترتب عليها من نتائج مفزعة تحمل بين طياتها المزيد من الهجمات الإرهابية علي العالم الغربي، مضيفه أن الوتيره المتصاعدة للإرهاب من شأنها تعضيد توجه تيار اليمين المتطرف في الغرب الذي يتملكه الخوف من تكرار تلك الحوادث، لاسيما وانه ثان حادث في أقل من أسيوع يصيب ألمانيا التي استوعب وحدها نحو مليون لاجئ خلال السنوات القليلة الماضية.

وتوقعت أن تدفع تلك الهجمات دول أوروبا إلي فرض مزيد من القيود والتضييق علي دخول اللاجئين إلي اراضيها، وتنقيح قواعد بيانات اللاجئين الذين دخلوا بالفعل، إلي جانب فرض قيود علي استقبال من هم من أصول عربية واسلامية، من خلال مراجعة منح تأشيرة الشنجن التي يحصل عليها المواطن الأجنبي غير الأوروبي.

كما توقعت أن يصب ذلك في مصلحة المرشحين الذين يتنتمون لتيار اليمين المتشدد، في دول الأوروبية، إضافة إلي إصدار سلسلة من الإجراءات للحد من تدفق اللاجئين وأن تخضع كشوف الحاصلين علي الجنسيات الأوروبية مؤخرًا للتدقيق، بموجب قرار علي الجاننبين الدولي والإقليمي.

ورأي الدكتور سعيد اللاوندي، مدير مركز الدراسات الأوروبية والمتوسطة بمركز الأهرام، أن تكرار وقوع الحوادث الإرهابية في أروروبا يؤكد بشكل أو بآخر أن القارة العجوز أصبحت رهينة لدي الإرهابيين، في ظل الطموح الداعشي لأن يصبح تنظيمًا دوليًا يثير الذعر عالميًا.

وأشار اللاوندي، في تصريحات خاصة، إلي أن تلك الحوادث تعطي العديد من الدلائل أهمها إندساس عشرات الإرهابين وسط اللاجئين السوريين، ابان ترجيب العديد من دول أروربا وفتحت ابوابها لاستقبالهم هربا من الحرب الدائرة في بلادهم، مضيفًا أن تلك الحوادث أثبتت خطأ نظرية الغرب في التعامل مع الإرهاب علي أنه آفة شرق أوسطية، بينما الواقع أثبت خلاف ذلك.

وأكد أن العالم أصبح أمام حاجة ملحه لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب تحت إشراف الأمم المتحدة، لاسيما وأن الوضع بات غير آمن فيما يتعلق بالسفر والسياحة والتنقل من دولة لأخري، مع تنامي ظاهرة الإرهاب، خاصة وأن تنظيم داعش أصبح خطر يهدد الجميع ويسعي أن يكون تنظيمًا عالميًا.

وأردف: اوروبا باتت ترتعد خوفًا من الإرهابين المحتملين سيدفعها نحو مزيد من الشكوك تجاه الأجانب الحاصلين علي حق اللجوء والجنسية بشكل او بآخر، متوقعًا إنتهاج دول أروربا سياسات أكثر تشددًا وصرامه حيال الوافدين الجدد.

وأوضح أن القرارات ستكون فردية من جانب كل دولة بحسب ما يترآي لها من أجل حماية أمنها، دون إنتظار قرار من الإتحاد الأوروبي،لاسيما بعد انسحاب بريطانيا من الإتحاد الاوروبي وما عاقبه من إعلان عدة دول رغبتها في اللحاق بركب الأنجليز.